إعداد وتقديم : أمانى موسى
هل صادفت شخصًا من قبل وشعرت أنه يجاهد لكي يقول الحقيقة؟ الأمر شائع على كل حال، فبعض الناس تكذب لتحصل على شيء ما أو لتبدو بشكل أفضل أو يكذبون لأنهم يصدقون بالفعل فيما يقولونه. على كل الأحوال فإن مواجهة الشخص الذي يتحدث بالكذب يعد خطوة جيدة لبداية التعامل مع ذلك السلوك السيء وعليك أن تتذكر أنك لا تملك القدرة على تغيير الآخرين، وكل ما يمكنك فعله هو أن تقول الحقيقة، وقد تساعدك هذه السطور في التعامل مع شخص كذاب.
 
تقييم المشكلة
كيف تعرف أن الشخص الذي أمامك يكذب. 
إذا عرفت ما ينبغي أن تبحث عنه فلن تجد صعوبة في التعرف على الكذب عندما تستمع إليه وإذا عرفت كيف تفرق الكذب من الصدق فستكون تلك خطوة مهمة ستكشف لك خطورة الأمر. عليك أن تركز في طريقة تصرف الشخص الذي أمامك في الظروف العادية بعيدًا عن التوتر وقارن تلك التصرفات بتصرفاته عندما تظن أنه يكذب. بعد فترة ستصبح قادرًا على قراءة لغة جسده بشكل جيد يمكنك من التفريق بين ما يقوله من حقائق وأكاذيب.
 
انظر إلى رد فعل الشخص الذي أمامك عندما تسأله سؤالًا بسيطًا عن مكان سكنه أو تاريخ ميلاده، ثم قارن رد فعله عندما تسأله سؤالًا أصعب قليلًا عن حياته الشخصية على سبيل المثال أو ورقة مهمة لها علاقة بالعمل، وإذا كان هذا الشخص يقول الحقيقة، فلن يتغير رد فعله مع تغير السؤال.
 
تجاهل المقولة الشائعة بأن الكاذب يتجنب الاتصال المباشر بالعين، لأن بعضهم في الحقيقة يتعمد النظر إلى العين وهو يكذب بسبب تلك الأسطورة. 
 
ابحث عن نمط متكرر في أكاذيب نفس الشخص. 
الكثير من الناس يكذبون بشكل متكرر في نفس الموضوعات التي تجعلهم يشعرون بعدم الراحة، مثل عاداتهم السيئة في السابق أو بعض الأمور التي تشعرهم بالحرج. إذا شعرت أن الشخص الذي أمامك قد بدأ في الكذب عندما بدأت الحديث معه في موضوع معين، فعليك أن تتوقف عن الضغط عليه والحديث في أمر آخر، أما إذا وجدت أن الشخص الذي أمامك لا يتبع نمطًا معينًا للكذب ولا يبدو أن هناك سبب ليكذب، فهذا يعني أنك أمام مشكلة أكبر.
 
إذا بدأ الشخص الذي أمامك في الكذب عند سؤاله عن شخص ما كان يعرفه في الماضي أو عن سبب غياب والده أو عن السبب الذي منعه من الانتهاء من تعليمه المدرسي، فلا بأس لأن بعض هذه الأسئلة قد يكون خاصًا جدًا وليس من حقك معرفة مثل تلك الأمور ما لم تكن تربطك بهذا الشخص علاقة قوية تستوجب عليه أن يجيبك عن هذه الأسئلة، أما الأشخاص العاديون فليس عليك أن تعرف كل تفاصيل حياتهم.
 
حدد إذا كان كذب هذا الشخص مؤذيًا أم لا.
ليس من المحبب على الإطلاق أن تستمع إلى الأكاذيب بشكل عام، لكن بعض الأكاذيب قد تكون مؤذية أكثر من غيرها. قبل أن تخطط لمواجهة هذا الشخص، عليك أن تفكر في الكيفية التي تؤثر بها تلك الأكاذيب عليك أو عليه أو على الآخرين.
 
إذا كان الشخص يلجأ إلى الكذب لكيلا يفصح عن الكثير عن نفسه، فليس ذلك بالأمر الخطير.
لكن بعض الناس يلجؤون إلى الكذب لكي يؤثروا على قرارات الآخرين، ويتلاعبون بهم وبآلياتهم في اتخاذ القرارات عن طريق الأكاذيب، وفي تلك الحالة فهذه مشكلة يجب مواجهتها.
 
بعض الناس يكذبون لمداراة عيب أو خلق سيء يعانون منه، مثل السرقة أو الخيانة أو إيذاء الآخرين، وهذا النوع من الكذب له أثر سلبي بالغ.
 
 
هل يستمتع هذا الشخص بالكذب؟ 
يستمتع بعض الناس في الحقيقة بالكذب نفسه أكثر مما يستمتعون بقول الحقيقة وقد يتحول الأمر لما يشبه الإدمان، حيث يشعر الشخص بالانتشاء كلما أضاف كذبة جديدة، بعض الكذابين العتيدين الذين يتمرسون في الكذب وينجون من عواقبه، قد يصبح الكذب عندهم أسلوب للحياة بدلًا من كونه شيء يضطرون إليه بدافع الحاجة، والذين يعانون من الكذب القهري يكون تعافيهم أصعب من الآخرين لأن الكذب بالنسبة لهم نوع من الإدمان.
 
مواجهة الشخص الكاذب
اكتب وقائع الكذب. اكتب كل واقعة تكتشف فيها كذب الشخص الذي أمامك عندما تلاحظ ذلك، بالتفاصيل التي دلتك على أن ما يقوله هو محض كذب، وقم بعمل بعض البحث لكي تتأكد أن ما يقوله هذا الشخص هو كذب، بدلًا من أن تستند على حدسك فقط الذي قد يخدعك، لأن ما تريده في هذه الحالة هو أن تكون قادرًا على مواجهة هذا الشخص بكذبه بطريقة لا يخالطها الشك.
 
تكلم إلى الشخص الكاذب سرًا. 
لأن مواجهة أي شخص في العلن بسلوك سيء يعاني منه لن يحل المشكلة ولن يساعده على التغيير، كما أنه تصرف قاسي وقد يكون وقحًا، ومن الأفضل أن تواجهه مباشرةً بعيدًا عن الآخرين، حتى لا تزيد مشاعر الحرج والخزي من حجم الأمور وقد تصل إلى نقطة اللاعودة، حاول أن تخبره أنه قد كذب بهدوء، وابدأ في شرح الأكاذيب التي قالها بهدوء وناقشها معه.
 
اترك له فرصة ليفسر الكذبة. 
راقب لغة جسد الشخص الذي تواجهه بعناية بحثًا عن علامات الكذب واستمع إلى عذره، وإذا أقرّ بكذبه واعتذر عنه فليس عليك أن تستمرّ في المواجهة وقد يكون من المناسب أن تتوقف عند هذا الحد، ناقش معه المسألة حتى نهايتها واختم حديثك متمنيًا ألا يتكرر ذلك الموقف في المستقبل.
 
وضح له كيف أثر الكذب على فقدان ثقتك به. 
ليس من المحبب لأي شخص أن يعرف أن ثقة الناس به محلّ تساؤل وسيشعر الشخص الذي تواجهه بالسوء بالتأكيد عندما تخبره أنك لا تصدق أيًا من كلامه بعد ذلك. أخبره أنك ستتوخى الحذر كثيرًا عند الاستماع إليه بعد ذلك ولكي يعيد بناء ثقتك به عليه أن يلتزم بالتوقف عن الكذب لفترة طويلة من الوقت، حينها من الممكن أن تثق به مرة أخرى.
 
التعامل بعد المواجهة
عليك أن تتفهم أن التوقف عن الكذب قد يحتاج بعض الوقت. لأن الناس الذين اعتادوا على الكذب، لن يتمكنوا من التوقف عن تلك العادة مباشرةً، لذلك عليك ألا تتفاجأ عندما تجد نفس الشخص يعيد الكرة ويكذب مجددًا، وعلى حسب درجة قربك منه عليك أن تقرر إذا ما كنت تود الاستمرار في مساعدته أم لا والاستمرار في مواجهته بالأدلة وتحذيره من فقدان ثقتك به.
 
احم نفسك من الأذى الذي قد تتعرض له.
لأن التعامل مع شخص كذاب قد يكون مستنزف عاطفيًا، فقد تعتقد أن ثقتك فيه قد عادت لما كانت عليه ثم تكتشف كذبه مرة أخرى، وبالتالي تعيد الكرّة، لذلك من المهم أن تأخذ بعض الراحة من التعامل مع هذا الشخص، وتمنح وقتك للآخرين ممن تثق فيهم، وقد يتطلب الأمر أن تستشير متخصصًا لكي يساعدك في التعامل مع المشاعر المختلطة التي قد تشعر بها نتيجة التعامل عن قرب من شخص كاذب.