كتب : مدحت بشاي
medhatbe@9gmail.com
 
في أمر الإلحاد يقول وزير الأوقاف:الدين قوام الحياة الطبيعية وعمادها ، والحياة بلا دين حياة بلا قيم ، بلا ضوابط ، بلا أخلاق ، والدين هو العمود الفقري لضبط مسار البشرية على الطريق القويم ، ولا يمكن للقوانين الوضعية والأعراف والتقاليد وحدها مهما كانت دقتها أن تضبط حركة الإنسان في الكون مالم يكن لهذا الإنسان ارتباط وثيق بخالقه ، وقد قال أحد الحكماء : من الصعب بل ربما كان من المستبعد أو المستحيل أن نخصص لكل إنسان شرطيًا أو حارسًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه ، وحتى لو خصصنا لكل إنسان شرطيًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه ، فالحارس قد يحتاج إلى من يحرسه، والمراقب قد يحتاج إلى من يراقبه..
 
ويعتقد البابا تواضروس، أن السبب الرئيسي في وجود الإلحاد هو نقص الحوار في المجتمع، وعدم وجود الوقت الكافي من الأسرة لتنمية سبل الحوار، ويؤكد على أن الإلحاد أكبر خطر يواجه مجتمعنا لأن الدين له مكانة كبيرة فى بلادنا، وحتى لو كانت نسبة الملحدين قليلة إلا انها خطر.
 
وخلال برنامج البابا وأسئلة الشعب، قال البابا إن هناك موجات الإلحاد والذين ينكرون وجود الله فالإنسان يريد أن يتمرد على سلطة الله، وهناك فلسفات ظهرت من 100 سنة ومهدت للإلحاد الذى يحاول أن ينتشر بكل وسيلة وتظهر مثلا طائفة الوجوديين والملحدين، وهناك تمرد على الذات والنفس حيث لا يقبل الإنسان نفسه ويضطر للهروب إلى الإدمان أو الجريمة، ويعيش فى حياة العناد.
 
واستطرد البابا بأن هناك عدة طرق لمواجهة عناد الإنسان، خاصة الملحدين المتمردين على سلطة ووجود الله فى الحياة، أول هذه الطرق هى الحوار سواء فى البيت أو الكنيسة أو المجتمع وصيغة الأمر والنهى لا تصلح الآن، فهناك فن للحوار حيث كيف تعبر وتضع الكلمة فى تعبيرها المقصود، والأمر الثانى هو الصبر فبصبركم تقتنون أنفسكم، والإنسان المعاند إذا تلامس مع من يحبه سيتغير لذا فالمحبة أحدى الطرق.
 
بداية نسأل : هل صار الإلحاد ظاهرة أصلا؟!
لا شك ، أنه أمر غير قابل للقياس الدقيق في مجتمعاتنا التي لا تعمل وتفعل أنظمة الاستطلاعات العلمية الدقيقة وغياب انتشار بيوت الفكر والتفكير على كل الأرض المصرية ، ولأن غالبية مَن يلحد أو يترك الدين يتكتم هذا ولا يعلنه، خصوصا في عالمنا المحلي المدعي كل أفراده ( عن حق أو إدعاء أو متاجرة أو عن فهم قاصر )  التدين الذي يصعب أن يعلن فيه الإنسان مثل هذا الخيار، ولكن كثيرا من المؤشرات تؤكد أن الإلحاد واللادينية واللاأدرية والشك موجودة في بلادنا بشكل أكبر مما يتوقعه غالبية الناس، وخصوصا بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين.
 
ولعل من أهم الأسباب التي قد تدفع ببعض الشباب إلى الإلحاد أو اللادينية أو اللاأدرية، ولا يخفى أن الإلحاد يختلف عن اللادينية أو اللاأدرية، فالإلحاد هو إنكار وجود الرب، في حين اللادينية هي إنكار المصدر الإلهي للأديان، فكل ملحد هو لا ديني بالضرورة، والعكس غير صحيح، فقد يكون اللاديني ربوبيا مؤمنا بالخالق، وقد يكون لا أدريا، أما اللاأدري فهو الذي يتوقف عند سؤال وجود الخالق ويزعم أن الإجابة عن هذا السؤال غير ممكنة، وهذه الأسباب التي سأذكرها مرتبطة بالإلحاد واللادينية واللاأدرية على حد سواء، وليست مقتصرة على الإلحاد فحسب، وترتيب هذه الأسباب ليس له علاقة بأهمية السبب وتأثيره، وفي الغالب تتضافر عدة أسباب ومؤثرات فتقود الشخص للإلحاد، ويصعب أن يكون سبب واحد فقط هو الدافع للإلحاد.
حول الأسباب وتعليل انتشارها للمقال أجزاء أخرى ..