منذ عدة سنوات ونحن نسمع أقاويل من قبل علماء الفلك بوجود حياة على كوكب المريخ تمكننا من العيش على سطحه؛ نتيجة لوجود غلاف جوي متكامل، فضلا عن اكتشاف المياه.

 
وفي الذكرى الـ4 لتأكيد وكالة "ناسا" الأمريكية لعلوم الفضاء على وجود ماء تحت السطح المتجمد لكوكب المريخ، فهل العيش على سطح كوكب المريخ حقيقة أم خيال؟
 
في الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر عام 2015، أعلنت وكالة "ناسا" -في مؤتمر بعنوان "حل لغز المريخ"- عن اكتشاف مياه متجمدة على كوكب المريخ تؤهله ليكون صالحا للحياة، وقال الباحثان اللذان قادا عمليات الدراسة والاكتشاف، ألفريد ماكوين من جامعة أريزونا في توكسون، وأوجها لوجيندرا من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا -خلال المؤتمر- إنهما عثرا على دلائل تثبت وجود مياه سائلة تحت سطح كوكب المريخ المتجمد، وهو شرط أساسي لوجود الحياة، موضحين أن المياه مالحة ودرجة حرارتها أعلى من درجة حرارة الكوكب.
 
• اكتشاف سابق
سبق وأعلنت "ناسا" عن أن المسبار الذي أطلقته إلى كوكب المريخ في بداية الألفينات لاستكشاف الكوكب، أظهر عدة دلائل تشير إلى وجود آثار لبحيرة مياه عذبة على المريخ، احتوت على حياة بكتيرية بوقت ما.
 
• الحياة على المريخ شبه مستحيلة
سبق وأن كشفت دراسات سابقة عن وجود كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون في صخور المريخ ومناطقه الجليدية القطبية تؤهل البشر في المستقبل لإطلاقها؛ لجعل الغلاف الجوي أكثر كثافة، بالإضافة إلى رفع درجة حرارة الكوكب والسماح للماء السائل بالبقاء على السطح، إلا أن دراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر أسترونومي" يوم 31 يوليو 2018، أثبتت صعوبة إعادة تشكيل المريخ ليصبح كوكبا صالحا للحياة.
 
وأوضحت الدراسة أن استصلاح الكوكب يعد عملية افتراضية تهدف إلى تغيير الغلاف الجوي للكوكب لجعل مناخه أكثر ملاءمة للعيش، عن طريق تغيير تركيز الغازات في الهواء وتقليص مستويات الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى زيادة الضغط الجوي ورفع درجة حرارة السطح، وهو ما يتطلب في النهاية إطلاق كميات من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للمريخ.
 
ووفقا لتصريحات سابقة للمؤلف الرئيسي للدراسة، بروس جاكوسكي، فإنه من المستحيل العيش على المريخ خاصة في ظل الظروف الحالية وغياب التكنولوجيا اللازمة لاستخراج ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون من تربة الكوكب.
 
ووفقا لتقرير صادر من "ناسا" في مايو الماضي، فإنه من الصعب الانتقال والعيش على كوكب المريخ اليوم ولكن ربما يكون بعد بضع سنين، مشيرا إلى أن علماء الأحياء الفلكيين يروا أن المريخ كان موطنا أفضل من الأرض للعيش، فمنذ 4 مليارات سنة كان سطح المريخ يبدو صالحا للعيش؛ حيث كان يحتوي على أنهار وبحيرات ومحيط عميق.
 
ويعتقد بعض علماء الفلك أن الحياة أتت إلى الأرض عبر الصخور المريخية التي انفجرت في الفضاء، وأصبحت الجزيئات المشحونة المنبعثة من الشمس قادرة على تخطي الغلاف الجوي الوحيد والرقيق للمريخ، ليتحول بعدها إلى هذا الكوكب البارد والجاف.
 
وأشار التقرير إلى وجود بحيرة كبيرة قد تكمن تحت القطب الجنوبي للكوكب، فضلا عن تلميحات مثيرة على إمكانية وجود حياة حديثة على الكوكب، حيث توغلت المركبة الاستكشافية التابعة لـ"ناسا" عبر عمودين من الميثان داخل "Gale Crater" الذي يبلغ عرضه 96 ميلًا، لتجد أن تركيزات غاز الميثان الأساسية في هواء "Gale" تمر عبر دورات موسمية، وهو ما يعد علامة على الحياة الحديثة في المريخ، فـ90% من الميثان الموجود على الأرض ينتج من الميكروبات والمتعضيات الأخرى، كما يُمكن أن تولد العمليات اللاحيوية غاز الميثان، كتفاعل الماء الساخن مع أنواع معينة من الصخور.