سليمان شفيق
يواصل الجزائريون حراكهم للأسبوع الـ32 على التوالي، إذ خرجوا  أمس الجمعة في مظاهرات حاشدة بالعاصمة ليجددوا رفضهم إجراء الانتخابات الرئاسية في الظروف الراهنة. ورفع المتظاهرون شعارات ضد بنفليس وعبد المجيد تبون اللذين أعلنا بالأمس عن ترشحهما للانتخابات الرئاسية القادمة،وطالب المتظاهرون بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور الجزائري وإطلاق سراح المعتقلين.

بلغ عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر  61 مُرشحا بعد أن سحب عبد المجيد تبون رئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس الجزائري السابق اوراق ترشحة.

ويعتبر عبد المجيد تيون، من الأسماء الثقيلة الوزن التي ستقلب موازين القوى في الانتخابات القادمة، وتفتح المجال للمنافسة، وأثار ترشحه مخاوف بعض المترشحين للانتخابات الرئاسية بينهم رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب طلائع الحريات المعارض على بن فليس، الذي وصف ترشحه في مؤتمر صحفي الخميس الماضي بمقر حزبه بـ ” ولاية بوتفليقة الخامسة في ثوب آخر ” و اعتبر الأمر ” إساءة للانتخابات القادمة".

وانتهز تبون، فرصة سحبه أوراق ترشحه، للرد على تصريحات على بن فليس من ترشحه، وقال في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية إن ” وضع البلد في خطر والوقت ليس مناسبا للجدل ” في إشارة منه إلى الانسداد السياسي القائم".

ويعتبر عبد المجيد تبون، أقصر رؤساء الوزراء في الجزائر حيث تولى رئاسة الحكومة الجزائرية في 25 مايو وأقيل في أغسطس 2017 بعد صراع حامي الوطيس بينه وبين رجل أعمال مقرب من محيط الرئيس السابق على حداد المتواجد حاليا في السجن

وأرجعت الرئاسة حينها أسباب إقالة تبون إلى ما أسمته ” التحرش برجال الأعمال ” على خلفية القرارات التي اتخذها هذا الأخير بهدف فصل ” المال عن السياسية ” وأيضا فتحه تحقيقات معمقة في مشاريع صديق شقيق الرئيس المستقيل ” علي حداد".

وشغل عبد المجيد تبون عدة مناصب بينها وزير إعلام ووزير سكن مرتين متتاليتين، قبل أن تسند له حقيبة رئاسة الحكومة التي كان آخر منصبه له قبل أن تتم إقالته.

وبعد أسبوع على فتح اللجنة المستقلة للانتخابات بالجزائر أبواب الترشح لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل، استقبلت الهيئة الانتخابية 61 مرشحاً محتملاً، غالبيتهم مجهولون لدى الرأي العام.

وقال تبون، في أول تصريح صحفي عقب سحبه استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية، إن الشعب الجزائر يعلم من هو عبد المجيد تبوك".

وأوضح أن ” المواطن الآن ينتظر حلولا تخدم المطالب التي رفعها منذ 22 فبراير الماضي".

وكشف رئيس وزراء بوتفليقة السابق، عن ” تعرضه لمضايقات كبيرة خلال تقلده لمسؤولية الوزارة الأولى في عهد عبد العزيز بوتفليقة “، وتعهد ” بالقضاء على كل أشكال الفساد وبناء دولة قوية تعتمد أساسا على الاقتصاد".

ومن بين الأسماء التي سحبت استمارات الترشح رؤساء أحزاب بينهم عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، وبلقاسم ساحلي الوزير السابق ورئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري الذي كان من أكبر المساندين لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

إضافة إلى شخصيات أخرى سبق وأن أعلنت ترشحها لرئاسة الجزائر، بينها ” على زغدود رئيس حزب التجمع الجزائري ورئيس حركة البناء الوطني ( حزب إسلامي ) والوزير السابق عبد القادر بن قرينة.

وكشف الناطق الإعلامي باسم سلطة الانتخابات بالجزائر، على ذراع، في تصريحات صحفية، ” رفض الهيئة الانتخابية 4 ملفات ترشح “، وأرجع ذلك إلى ” عدم حصول أصحابها على شهادة جامعية وأخرى بسبب السن".

ولازلنا في انتظار نتائج الصراع بين الحراك الشعبي والجيش من جهة والاسلاميين من جهة اخري .