د. مينا ملاك عازر
أكتب عن هذه القديسة التي يجلها الجميع مسيحيين ومسلمين، ذكرت في الإنجيل كثيراً، وتحدث عنها القرآن، وتنبأت عنها التوراة، فيما يعرف بالعهد القديم، صحيح اليهود لا يعترفون بهذا لكنها حقيقة واقعة. 
 
معجزاتها وظهوراتها لا ينكرها إلا مخالف للعقل، والحقائق التي شهد لها الملايين بجميع أديانهم لا أتحدث عن ظهور بعينه، ولا أتحدث عن مكان ما ظهرت به، فهي لم تخص مكان بظهور ورفضت الآخر، حاولت أن تطوف العالم لتظهر لكل محبيها وفعلت.
 
العذراء مريم تنبأت عن نفسها بأن جميع الأجيال ستطوبها، وفعلاً جميع الأجيال تطوبها للآن وما بعد الآن، يحبها الجميع يجلها الكل ويحترمها كل عاقل ومهذب ومقر بالحقائق.
 
أتى منها مولوداً السيد المسيح مخلص العالم، وربته إلى أن وقفت أمام صليبه باكية موجوعة، يجوز في قلبها سيف، ولكنها في آن واحد فرحة بالخلاص الحادث للعالم كله، وهذه هي المشاعر الإنسانية والمشاعر المؤمنة حين تجتمع في صدر واحد وفي قلب واحد، تجدها مختلطة متألمة للألم الجاري لابنها ومتعزية لأنها تعرف بأنها محفوظة ومحمية وأن كل ما يجري يجري لخلاص العالم.
 
ولنتوقف عند ما قاله البابا كيرلس الكبير فحينما وقف القديس كيرلس الكبير في مجمع أفسس أفتتح حديثه قائلا:- السلام لمريم والدة الإله الكنز الثمين الذى وجده العالم، المصباح غير المنطفئ قط تاج البتولية قضيب الأرثوذكسية الهيكل غير المنهدم الموضع الذى احتوى غير المحوي الأم الباقية عذراء 
واسمحوا لي سادتي القراء أن أترك لكم تلك الكلمات نقلا عن كتاب- تثيئوطوكوس - للمتنيح الأنبا تيموثاوس.
 
سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء.
 
سلام لك من آدم أبيك الذى أخذ وعد الخلاص بالمسيح الرب نسل المرأة الذى تجسد منك وتربى بين يديك.
 
سلام لك من نوح البار الذى صورك بالفلك الذى نجى به هو ومن معه من غرق ماء الطوفان.
 
سلام لك من إبراهيم أبى الآباء الذى تباركت جميع قبائل الأرض بنسله الذى هو نسلك.
 
سلام لك من موسى النبي الذى رمز إليك بالمنارة الذهبية التي يخرج منها النور فيضيء خيمة الاجتماع واقداسها. 
 
فأنت هي المنارة التي خرج منها النور الحقيقي الذى يضيء لكل إنسان آت إلى العالم.
 
سلام لك من الكنيسة المقدسة التي تطلب شفاعتك كل حين في قداساتها الطاهرة قائلة: بشفاعات والدة الإله القديسة مريم يا رب أنعم لنا بمغفرة خطايانا.
أكتب هذه الكلمات لأهنئ سيادتكم بعيد صعود جسدها الطاهر للسماء وظهر للتلاميذ اثناء صعوده ، تكريماً لهذا الجسد الذي حمل في أحشائه مخلصنا الصالح ولم يحمل غيره، تكريماً لهذا الجسد الذي لم يعرف إلا الصلاة والمحبة والبذل والتواضع.
 
« بَنَاتٌ كَثِيرَاتٌ عَمِلْنَ فَضْلاً، أَمَّا أَنْتِ فَفُقْتِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً». (أمثال 29:31)
 
المختصر المفيد كل سنة وأنتم جميعاً محبين باذلين ومضحين وطيبين.