‎خواطر مهببةّ للعرضحالجي المصـــري * د. ميشيل فهمي

**********************************
 
ضِمْنّ التشوهات الكُـــــبري التي تٓشُوبٌ وٓجْهّ مصــــر المُشرقّ هذه الأيام ، البِثُور الطائفيــــة والتمييزيـة المُنْتشــرة هنا وهناك في بعض قُـــري ريف وصـــعيد مصــــر ، والتي 
 
تٓنْتٓشِرّ بسببّ جراثيم التمييز والإستعلاء الديني التي تمتلئ بها عقـــول وقلــــوب وأذهــــان الكثير من شـــيوخ الأزهــــر وخريجيّ المعاهد الأزهرية من سلفيين وٓهٓابـــيينّ وإخــوان مسلمين داعشي العقل والِفِكْرّ والعلم ، ونقل هذا إلي أهل مُسلميّ مصــــر في مدنهم وقُراهمّ ونجوعهم ...
 
من هذه التشوهات رفض هؤلاء الشيوخ أن يقيم المصريين من مسيحييّ مصــــر صلواتـــهم إليّ الله الواحـــد الأحـد ، والتي يصــــــلون فيها من أجل مصــــر وجيشها وحكومتها ونِيلهٓا وٓزرْعٓها وضِرْعِهٓا ، وتحريض السكان المسلمين علي أن يُقيموا من أنفسهم أفراد من أعضـــــاء الجماعات السعودية الوهابية من جمعيات ( الأمر بالمُنْكرّ والنهيّ عن المعروف ) أو أفراد من قُوات إعمــــــــال وتتفيذ القانون العِرْقيٌ التمييزي ضد صلاة أقبـــاط مصــــر ، وزرْعّ الأفـــكار المغلوطـة عن لمسيحية في عقولهم ، فيهتاجون ويثورون وكأن صلوات المسيحيين هي جٓمٓراتّ نار تٓلْهب رؤوسهم وأجسادهم ، فيحطمون أماكن الصلوات بحجة وإدعاء أن هذه الأمكنة لم تحصل علي تصاريح بإقامة الصلوات !!!!!! وكأن الصلوات في حاجة إليّ ترخيص أمني وتصريح شعبي ؟ أو أضعف الإيمان يطالبون الأمن بإغلاقها ، وتٓغليّ البلدة أو القرية بنيران الحقد والكراهية ويٓخْنِقّ دُخان العصبية والطائفية نفوس المصرين من الجُناة ، وهنا يٓنْهــــــار الأمن الطائفي أمام هؤلاء الداعشيين ، ويمنع المسيحيين المصريين من الصلاة لعدم وجود ترخيص بها وقد يقبض علي بعض المِصلينّ إذا إعترضوا علي ذلك ... بينما يٓنْظر المعترضين من المسيحيين المصريين بكل حسرة إلي المسلمين المصريين وهم يقيمون صلاتهم في الشوارع والميادين ناهيك عن آلاف المساجد والزوايا الغير مُرخصة ...وفي أوروبا المسيحية يقوم المسلمين بها بالصلاة في كافة الأماكن وحتي المطارات وتوزيع المصاحف بالشوارع لنشر الإسلام ، لكن في صر تتعمد بعض القُوي الخفية من جنود حروب الجيل الرابع إثارة كل هذه المشاكل وتغذيتها وتضخيمها ، رغم أن هذا ليس إتجاه لا قيادة الدولــــة ولا حكومتها ، وليس بمنهاج توجيهي من الدولــــة بل علي العكس ففي المدن وعواصم المحافظات لا توجد أمثال هذه المشاكل علي الإطــــلاق ، وقد رأينا وشاهدنا الإحتفال الضخم والمهيب بعيد السيدة العذراء مريم في درنكة بأسيوط ، وبقية الكنائس في مصــــر شرقها وغربها 
هذه صورة غير حضارية عن مصــــر تُنْقلّ للخارج ، ويتلقفها أعداء مصــــر ويُرٓوِجوا لها ترويجاً مُبالغاً فيه عكس الواقع الشامل . ..... والآن إلي أسباب هذه الظاهرة ولماذا في هذا التوقيت . 
 
إن كافة المنظومات في مصــــر في أشد الإحتياج إليّ هزةٌ زلزالية تغييرية كُبري ، في الفكر وبالتالي السلوك ، فما كان يصْلحّ في نهاية الخمسينيات وبدايات الستينيات ، لم ولن يعدّ يٓصْلُح في بدايات القرن الـ ٢١ ، مع التغييرات الكونية والعالمية ، فالقرن الـ ٢١ هو عصر الإليكترونيات وأحدث الإختراعات والإبتكارات والتي هدف معظمها راحـة وإسعاد البشرية ، ومصر بقيادتها التاريخية تعمل بالجهد الفائق علي وضع الوطن علي خريطة العالم الحديث وعالم التقدم والرفاهية ، لكن هذا يُثير حفيظة البعض ، فضمن دائرة عِدةّ دِولّ تٓعْمل علي سيادة العٓالٓمّ وإخضاعهُ ليسير وِفْقّ مصالحها ، مِرٓكِزة علي منطقة الشرق الأوسط لتفتيته ليكون بذلك عامل مُساعد لتحقيق تلك السيادة ، في تلك الدائرة دولـــة كانت كِبري وكانت عُظْمي وكانت لا تغرب عنها الشمس ، في رِكابها دولة مُسْتٓصْغرةّ ومُسْتٓحْدثة ولكنها مُتْخمة مالياً ، وتعاني بشدة من الشعور بالدونية ، وجدت الدولــــة التي كانت كُبري ضالتها في الدولـــة المُسْتصغرة لتكون بمثابة خزينتها التي لا تٓفْرغّ ، فتحالفا للعمل علي تتفيذ المُخٓطٓطّ الكــــــبير لِضرب مصــــر المنيعة علي الكسر والتفتيت ، ومنعها من اللحاق بعالم التقدم والتنمية بمخططّ فـــشل عِــدةٌ مرات وبعدة وسائل ، نتيجة لصمود القوات المسلحة المصرية وإستبسالها وثمين تضحياتها دفاعاً عن الوطن والمواطن ، ودفع رجال شرطة مصــــر أرواحهم وأجسادهم لتوفير حماية ممتلكات وأمن وأمان المصريين ، فلجأ المخططون المتآمرون علي مصــــر إليّ خِطٓطّ تعتمد علي أِمية المصريين المسلمين بدينهم ، والصمت المزري للأزهر وعزوفه عن التوعية الدينية وإستنكار وتصحيح المغلوط في الدين ... واتجهوا إليّ تأجيج الفِتْنةٌ الطائفيــــة بين مسيحيي مصــــر ومسلميها ، ونتيجة لتاريخ إضطهاد أقبـــاط مصــــر الطويل علي مر العصور وقع الكثير من أقبـــاط مصــــر فريسة سهلة لهذا المُخططّ الديني الرهيب . الدولــــة التي كانت عُظْمي بالتخطيط الدهائي والدولــــة التافهة بالتمويل الفائق عن أي حدود والمُتخطيّ كافة الميزانيات ، 
" يتبع "

دير العذراء بدرنكة

أقباط عزبة الفرن يصلون في الشارع

 



احتفال بعيد العذراء