د. مينا ملاك عازر

استهدف هجوم بواسطة طائرات مسيّرة أمس منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية، وأعلن المتحدث باسم ميليشيات الحوثيين اليمنية العميد يحيى سريع مسؤولية الحوثيين عن العملية التي قال إنها حملت اسم توازن الردع الثانية، واصفا إياها بأنها إحدى أكبر العمليات التي تنفذها قوات الميليشيات في العمق السعودي.

في المقابل نقلت وكالة الأنباء السعودية واس عن وزارة الداخلية قولها إن الهجوم وقع الساعة ٤ فجراً وإن فرق الأمن الصناعي بالشركة تتعامل مع حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار، وأن الجهات المختصة باشرت التحقيق في الهجوم الذي وقع شرق المملكة إلا أنه لم يحدّد مصدر الطائرات المسيّرة.
 
وأفاد التليفزيون السعودي الرسمي بأن صادرات النفط لم تتوقف رغم الحادث، كما أعلنت قناة الإخبارية السعودية أن استعدادات هائلة تُتخذ من قبل أرامكو والجهات الحكومية المعنية بغية ضمان الجاهزية لأى حادث طارئ في شمال المملكة أو جنوبها أو غربها، وتأمين إمكانيات الدولة في مجال تصدير النفط ، وأن السلطات السعودية تطمئن مواطنيها والمقيمين فيها وجميع موردي ومصدري الطاقة بأن إمداداتها للنفط ستستمر كي تبقى المملكة المصدر الأول والهام في تصدير الطاقة حول العالم.
 
ويجدر الإشارة إلى أنه يوجد في منطقة بقيق الواقعة على بعد ٦٠ كيلومتراً جنوب غربي الظهران في المنطقة الشرقية أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد في خريص على بعد ١٩٠ كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران ثاني أكبر حقل نفطي في العالم، وأثار الهجوم الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية التمكن من الوصول للعمق السعودي بطائرات مسيرة.
 
ويرى متابعون أن استهداف مدينة بقيق الواقعة على الحدود مع البحرين شرق السعودية يحتاج إلى إمكانيات لوجستية وعمليات تنسيق محكمة بسبب البعد الجغرافي بين الحدود اليمنية والمدينة المستهدفة، ولا يفوتني إلا أن أذكر حضرتك صديقي القارئ، بأنه كان قد سبق للحوثيين أن استهدفوا في مدينة الدمام المجاورة لبقيق، غير أن الهجمات وقتها كانت باستخدام الصواريخ الباليستية في حين أن الهجوم الأخير كان بـ١٠ طائرات مسيرة، وهو يعتبر أكثر تعقيداً بسبب الحاجة إلى كمية وقود كبيرة لتسيير الطائرات إلى جانب ضرورة توفير تقنيات متطورة لتسييرها لمسافات طويلة، وأكدت الشركة أن الحادث لم يتسبب بوقوع إصابات.
 
ومما سبق يتضح أن ثمة تغير تقني وكيفي في الضربات، صحيح أن الهدف واحد في آخر هجمتين كبيرتين، وهو منشئات نفطية وهو النوع الذي سبق تطوره بعد محاولات استهداف أرصفة موانئ تمر النفط بها، الآن يستهدفون المنشئات النفطية ذاتها، وإن كانت ضربة الدمام غير موجعة للسعودية وإن سلمنا أنها ليست موجعة لها في ضربتها الجديدة والحديثة لكنها لا جدال مهددة لأمن العالم النفطي الذي يقوم اقتصاده على تلك المسألة، فقد أشار وزير البترول السعودي أن الشركة ستعوض عملائها الذين سيتأثرون من انخفاض مخزونهم من النفط بسبب توقف الشركة في تصدير النفط لهم، كما أنه لا شك في أن ثمة خسائر اقتصادية ومادية ستلم بالمملكة التي تعاني بفعل حربها في اليمن، الأهم من هذا أن ثمة احتمالية تنفيها العراق بأن الهجمات قد تكون شنت من أرضها، على العموم يجب أن تعلم السعودية أنها أصبحت محاصرة بوجود إيراني واقع في اليمن والعراق وعليها تحمل تبعات سياساتها، وعلى العالم ألا يتحمل هذا بإيجاد بدائل للنفط السعودي وهو ما لو تم سيعد كارثة عالمية وحلت على رأس المملكة.
 
المختصر المفيد هل تكشف الاستخبارات العالمية بأن ايران مباشرة هي التي فعلتها.