بقلم :عبد المنعم بدوى

 
 
أسير بسيارتى فى المعادى ، وبجوارى صديق أجنبى ... الشوارع كلها مكسره ، القمامه فى كل مكان ، على الأرصفه أقيمت أكشاك لبيع الشيبسى والحاجه الساقعه ، تقوم بسرقة التيار الكهربائى من أعمدة الإناره ... الناس يشكون ولكن لاشيىء يتغير ، رئيس الحى يرد بأنه لاتوجد إمكانيات .
 
سألنى صديقى الأجنبى : هل توجد إنتخابات عندكم ؟
قلت : نعم توجد إنتخابات ، فالرئيس فاز فى الإنتخابات الأخيره بنسبة 96% !!
قال : من الواضح أن الشعب معظمه يشكوا من سوء الأحوال ومع ذلك فاز الرئيس بنسبة 96% !!!
 
إن مايراه الأجنبى فى هذا البلد من مظاهر الفقر والتخلف ، يدفعه الى أن يهز كتفيه ، وينسب فقر البلاد وتخلفها إلى " حماقة " شعبها ، لكن الحقيقه أن الشعب المصرى ليس أكثر ذكاء ، أو أكثر غباء من باقى الشعوب ... لكن الأمر يعود إلى " قطعة البازل المفقوده " .
 
لعبة البازل Puzzle هى لعبة تركيب الصور المكونه من عشرات الأجزاء ، فإذا كانت هناك قطعه مفقوده تصبح الصوره ناقصه مشوهه وغير مكتمله .
 
إن مايقوم به الحكام فى الدول الفقيره من بناء المصانع ورصف الطرق وتوليد الكهرباء وإنشاء الموانى ، وجلب المعرفه التكنولوجيه ، والإتصالات الفائقة ... ومع هذا لم يتحقق أى عائد أو نتيجه فى القضاء على الفقر ومظاهر التخلف .
 
الطرق تكون مفيده إذا كان الجميع يمتلك سيارات ، المبانى الفارهه تكون مفيده إذا كانت فى مقدور الغالبيه العظمى من الشعب ، القصور والمدن الجديده تكون مفيده عندما يوجد فصول دراسيه آدميه لكل طفل ، ويوجد سرير أدمى لكل مريض بعد ذلك أقوم ببناء القصور والمدن الجديده .
 
الخطأ فى الصوره هو قطعة البازل المفقوده ... ترى ماهى تلك القطعه صديقى العزيز ؟