ومر الخميس الموعود، ومن بعده خميس، ولم يخرج أحدهم يلطم خديه، ولم يشق أحدهم جيبه، ولم يخرق أحدهم جدار الصمت صارخًا: فين فلوسى؟، أو فلوسى راحت، شقى عمرى ضاع!، ولم تُنصَب مندبة فيسبوكية، ولا ملطمة على قنوات رابعة التركية، صمت تام، ولا حس ولا خبر.

 
وتوجه نحو المليون مصرى نحو البنوك لتَسَلُّم حصيلة شهادات قناة السويس فى موعدها، ووفّت الحكومة بوعودها، والهيئة بقروضها، ولم نسمع شكاية أو احتياجًا أو مشكلة واحدة فى صرف الحصيلة.
 
64 مليار جنيه مصرى عادت لأصحابها بالفوائد، وتصرفوا فيها أنَّى شاءوا وكيف شاءوا، وخابت تمامًا حملة التحريض والتثبيط والتحبيط والتنبيط وهز الثقة فى رد حصيلة الشهادات، وتحَصّل المستثمرون على كامل أموالهم فى يسر وسهولة، دون مناكفات كانت متوقَّعة من دوائر بعينها كانت تعد العدة لملطمة على مشروع قناة السويس.
 
التوجيه الرئاسى برد حصيلة الشهادات على وقتها كان حاسمًا، كل جنيه يعود إلى صاحبه بعوائده، مع الشكر الجزيل، واقتصاديات المشروع تغطى شهاداته بالفوائد، مشروع واعد طموح، محل ثقة، قادر على الوفاء باستحقاقاته كاملة غير منقوصة.
 
قوة الاقتصاد فى الوفاء بالاستحقاقات، وهذا عنوان عريض لعملية سداد حصيلة شهادات قناة السويس، وخابت كل توقعات المُحلِّلين المتشائمين والخبراء المحبطين، وتحليلات الأعداء العقورين، الذين ظلوا طوال شهر مضى يشككون فى قدرة الحكومة على سداد الاستحقاق الضخم، 64 مليار جنيه، وتأثيراته السالبة على السيولة، والتضخم والأسعار والسعار، وهزة اقتصادية مُحقَّقة طافت فى أذهانهم المُشوَّشة ونفوسهم المريضة تعبر عنها أحقادهم الدفينة.
 
مصدر مصرفى أسَرَّ لى قبيل موعد صرف الشهادات بأنهم استعدوا جيدًا لرد الشهادات بأرباحها، وأن أموال الشهادات حاضرة، ومَن يقصد البنك لن يعود خالى الوفاض، فلوسه فى الحفظ والصون، وستتجه إلى حسابه المصرفى مباشرة لتصب فيه، فقط يراجع حسابه سيجد حقوقه مُحوَّلة كاملة غير منقوصة، وقرار التصرف فى الحصيلة يخصه إيداعًا أو سحبًا أو إعادة استثمار فى أوعية ادخارية جديدة، وله مطلق الحرية فى التصرف فى أمواله.
 
صمت مطبق لف المتربصين، ورضاء كامل لف أصحاب الشهادات، وخرست تمامًا المواقع والفضائيات العقورة، التى تربصت بيوم الخميس الموعود، فخاب توقعها، وسقطت تحليلاتها، ولم تظفر بكلمة من فم مُودِع، ولا بشكاية كالتى تطلقها عبر منابرها ومناديبها المستأجَرين للطم الخدود على كل إجراء أو قرار أو مشروع مصرى، خرسوا تمامًا وهم مَن يخربون الدنيا لو زاد سعر الليمون يومًا!
نقلا عن المصرى اليوم