كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
 
قال الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، ثروت الخرباوي، لأن إنتاج المعرفة هي إحدى مسارات العقل البشري لذلك كان كل همي أن أفكر خارج الصندوق التقليدي الذي تعودنا على الجلوس داخله حتى أصبح هو الذي يشكل طريقة تفكيرنا.
 
مستطردًا في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، كان من أسفي أن رأيت أجيال من المسلمين ظلوا يفهمون الإسلام على أنه دين الفتوحات والغزوات والقتل والسبي، وقد أيقنت أنك يا صديقي لن تعرف الله من تلك المفاهيم المغلوطة التي ينسبها بعضهم له، لن تعرفه من السيوف التي تقطع الرؤوس باسم الدين، ولن تراه في الدماء التي تسيل بغير حساب، أولئك الذين يجهلون الله ربنا يعبدون بسفك الدماء ربًا ليس هو الله، ويتقربون بالقتل لرب ليس هو الخالق المبدع الرحمن الرحيم، 
 
مشددًا بقوله، أما الله ربنا فهو الحكيم، أفعاله سديدة، وخلقه متقن، الله ربنا طلب منّا أن نسير في الكون ونتفكر في خلق السماوات والأرض، طلب منّا أن ننظر لآيات الله في الكون، والآيات التي في أنفسنا، فإذا تفكرت مثلا في آية الليل والنهار وتعاقب الزمن لأيقنت أن هذا الكون خلقه قادر ومبدع سبحانه، وإذا أعملت فكرك في ارتباط المكان بالزمان لشاب شعرك من دقة هذا الخلق الذي لا يمكن أبدا أن يكون ضربة عشوائية أو صدفة كونية.
 
وأختتم تدوينته قائلاً، فالله خلق الزمن، وخلق المكان، وأعطى لكل ناموسا، يخضع الزمن لناموسه ويخضع المكان لناموسه، ولكن خالق الناموس لا يخضع لما خلقه، خالق الزمن لا يمر عليه زمن، خالق المكان لا يحتويه مكان، هو فوق، ولكن فوقيته فوقية مكانة لا مكان، خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، مرَّت الستة أيام على المخلوق لا على الخالق، إنما أمره بين الكاف والنون، ولأن المخلوق خاضع لناموس خالقه، فقد مر على السماوات والأرض ستة أيام إلى أن تشكلتا، ولكن هذه الأيام لم تمر على من شكلهما وخلق ناموسهما "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" فإذا خرجنا من نطاق مكانية الشمس والقمر، لن يمر علينا ليلهما ونهارهما، ينحسر عنا زمنهما، وإذا دخلنا إلى مكانية أخرى، مر علينا زمن هذه المكانية، وخضعنا لناموسهما.