عرض/ سامية عياد 
لا يكفى أن يكون قلبك مع الله ، إنما يجب أن يكون كاملا معه ، فمشكلة كثير من الناس إنهم لا يعطون الله سوى حيز محدود من قلوبهم ومن اهتمامهم ومن وقتهم بينما يتركون باقى القلب والوقت لاهتمامات العالم وينشغلون بها ، هؤلاء يعرجون بين الفرقتين ..
 
هكذا حدثنا المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟" موضحا أسباب التعريج بين الفرقتين أولا : القلب كله ليس مع الله وبالتالى عدم الالتزام بالقيم الروحية الراسخة ، فالإنسان الذى لا يعطى قلبه لله لا تكون محبة الله هدفه الوحيد بل يسلك مع الله وقتا ثم يعود الى شهوات العالم ، ثانيا: عدم الثبات فى الله، يقول الكتاب المقدس "اثبتوا فى وأنا فيكم" والثبات ليس معناه أن تثبت فيه فترة من حياتك وتنفصل بعدها بل تظل ثابتا الى الدوام وليس الثبات مجرد الثبات فى الإيمان فقط إنما الثبات فى محبة الله التى هى أساس الإيمان.
 
ثالثا : ممارسة الفضيلة بعيدا عن الصلة بالله ، كإنسان يصوم ويصلى ويعطى عشور دون أية صلة بينه وبين الله مجرد ممارسة ظاهرية ، فأية فضيلة يمارسها الإنسان وليست له علاقة مع الله ليست فضائل حقيقية وقد رفضها الله منذ العهد القديم ، فالذى يفعل هذا يعرج بين الفرقتين يعرج بين الخير والشر وبين الفضيلة ومحبة المجد الباطل ، رابعا : عدم فهم التوبة ، قد يظن الخاطىء أن التوبة مجرد اعتراف وتناول وليست تغيير حياة ، فهو يعترف بخطاياه ويتناول ولكن يظل بنفس طباعه وسلوكه وخطاياه ، التوبة الحقيقية هى استبدال شهوة بشهوة ، إحلال شهوة البر والروحيات محل شهوة العالم والخطية ونتيجة لهذا يتقدم التائب الى الاعتراف والتناول فى محبة الله والذى يفعل هذا لا يعرج بين الفرقتين. 
 
الذى يعرج بين الفرقتين إنما يبنى ويهدم فى نفس الوقت بلا قيام ، فلا يمكن لإنسان أن يعبد إلهين فى وقت واحد ، إما هذا ، وإما ذاك ، لا يمكن أن يسلك بطريقة المراجيح كما نقول فى المثل الشعبى "ساعة لقلبك وساعة لربك"! ، الذى يدل على أنك تعبد ربك بنصف قلبك أما النصف الآخر فتعطيه لملاذ العالم وهذا عكس ما أوصانا به الله "يا ابنى اعطنى قلبك" بل قال أيضا "تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قوتك" ..