بدأت القصة يوم الخميس الماضي، حينما توفي عالم الذرة الدكتور أبو بكر عبد المنعم رمضان، عن عمر يناهز 61 عامًا، أثناء مشاركته في ورشة عمل نظمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التلوث البحري في المغرب. وكانت قد ترددت معلومات عن إصابته بمغص شديد وضيق في التنفس أثناء وجوده في غرفته بالفندق.

وخرج أشرف إبراهيم السفير المصري بالمغرب، بتصريح رسمي قال فيه إن النيابة العامة في مدينة مراكش المغربية قامت بتشريح الجثمان، التي أوضحت أنه فارق الحياة إثر سكتة قلبية، ولم تحمل شبهة جنائية بعد عملية التشريح التي تمت عقب الوفاة، موضحًا أنه جرى التنسيق مع السلطات المغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية للانتهاء من الإجراءات الإدارية حتى عاد عاد جثمان الفقيد لمصر.

عمل وطني
تواجد العالم المصري في مدينة مراكش المغربية، للمشاركة في ورشة عمل تنظمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التلوث البحري، لكنه شعر بإرهاق شديد أثناء الاجتماعات واستأذن للصعود إلى غرفته، ما دفعه لإبلاغ الفندق بمنطقة "أكدال" الذي حاول جاهدًا نقله إلى المستشفى إلا أنه كان قد توفى، وفقًا لتصريحات السفير المصري بالمغرب.

وصول الجثمان
عمل عالم الذرة المصري أستاذًا متفرغًا بقسم المواقع والبيئة بشعبة الرقابة الإشعاعية التابعة لهيئة الطاقة الذرية، وبعد وفاته بأيام وصل جثمانه على طائرة الخطوط المغربية القادمة من كازابلانكا اليوم، حيث قامت سلطات الحجر الصحي بإنهاء إجراءات الإفراج عن الجثمان ومراجعة التقرير الطبي المرافق له وتسليمه لأسرته من باب 35 بقرية البضائع بمطار القاهرة.

توافدت على مطار القاهرة الدولي أسرة عالم النووي الدكتور أبو بكر عبد المنعم رمضان، لاستقبال جثمان القادم من المغرب، ليوارى الثرى بمثواه الأخير في أرض الوطن بمسقط رأسه بقرية رأس تصفا في القليوبية، بعد أن توفي في مدينة مراكش منذ عدة أيام.

نهاية الرحلة
خرجت جنازة العالم المصري من المسجد الكبير بالقرية، حيث جرت مراسم الدفن في مقابر العائلة بالقرية وسط حضور الأهالي وزملاء الفقيد ومحبيه وتلاميذه، وعقب ذلك أُقيم عزاء الفقيد في دار مناسبات القرية في حضور محمد الحسيني رئيس مجلس مدينة ومركز كفرشكر، نائبًا عن الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية، وأهالي القرية حيث تلقي أبناء الفقيد وشقيقه العزاء.

تلقت أسرة الفقيد العزاء ظهر اليوم الأربعاء بدار المناسبات بقرية تصفا بمركز كفر شكر في القليوبية، في حضور الأقارب وعدد كبير من الأهالي وتلاميذ العالم وزملائه وقيادات من المحافظة.

محطات في حياة العالم
ويعد عالم الذرة المصري أول عميد مصري لكلية العلوم، وهو أحد علماء الفيزياء المصريين، الذين اكتشفوا سر تفتت الذرة، حيث شغل منصب رئيس الشبكة القومية للرصد الإشعاعي بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، ومنصب رئيس قسم تحديد المواقع والبيئة، وسبق أن شارك في اجتماعات رسمية مع وزراء البيئة العرب عام 2014، وتم تكليفه إلى جانب خبراء آخرين عام 2015، بدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية بوشهر في إيران وديمونة في إسرائيل، بحسب صحيفة الفجر المصرية.

وأبو بكر عبد المنعم رمضان عالم بيئة مصري ولد في 22 مارس من عام 1958 في محافظة القلوبية، وحصل على الدكتوراة في فلسفة التلوث البيئي من جامعة الزقازيق عام 1995، وتزوج من غادة عبد الحميد عامر منذ 2000.

وشغل عالم الذرة، منصب مدير شبكة المراقبة المصرية بهيئة الطاقة الذرية بالقاهرة منذ عام 1994، ورئيس قسم تحديد المواقع والبيئة منذ عام 2006، وباحث رئيسي ببرنامج أبحاث الغلاف الجوي التعاون الألماني المصري بهيئة الطاقة الذرية منذ عام 1990.

وعمل أيضًا محققًا رئيسيًا في مشروع التلوث البحري بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا منذ عام 2004، بالإضافة عمله كمحقق رئيسي في شؤون جسيمات الهواء منذ عام 2005 ويعمل حلقة عمل متقدمة للمدير المشارك في تقييم المخاطر بمنظمة حلف شمال الأطلسي في روما منذ عام 2002، ومستشار بيئي بجامعة حلوان منذ 2002، كابتن القوات الجوية المصرية 1982-1983، وكان كابتن في القوات الجوية المصرية من عام 1982 إلى 1983.

ومن أبرز إنجازات عالم الذرة المصري تطوير 3 برامج للمراقبة "الرصد" والتشتت، وتقييم الأثر البيئي، وتقييم المخاطر وإدارتها، ومن أوائل العلماء الذين اكتشفوا تفكك الذرة.​