كتبت – أماني موسى
تناول الإعلامي عمرو أديب، ببرنامجه "الحكاية" المقدم عبر شاشة MBC مصر، موضوع التفرقة بين الأبناء، ورصد تقرير خارجي بالبرنامج بعض آراء الناس بالشارع.

حيث قالت أحد الأمهات أنها تعامل الصغير بشكل مختلف عن بقية أبنائها، وأنهم يقولون لها أنها تفرق بين أولادها.

وقال آخر، أن الكثير من الأسر المصرية تفرق بين الأبناء لصالح الولد عن البنت، مع ضرورة معاملة جميع الأبناء بنفس الطريقة والمعاملة، وعلى المستوى المادي والنفسي والعاطفي، حتى لا تحدث عداوة وكراهية بين الأبناء.

من جانبه د. مجدي إسحق، استشاري طب العائلة والعلاج السلوكي والإرشاد النفسي، أن تأثير التفرقة بين الأبناء لا ينمحي أثره إلا إذا تواجد في حياة الإنسان شخص يحبه بلا شروط، ويثق فيه ويدعمك.

وتابع، كل إنسان فينا باحث عن الحب، وإن لم يجده في شقيق، شريك، أو زوج يبحث عنه في أي إنسان يدعمه.

وأكد إسحق أن مشكلة التفرقة بين الأبناء منتشرة في ثقافة مجتمعنا، لكن هناك جانب صحي في هذا الأمر، حيث أننا جميعنا مختلفين ولسنا متطابقين، وأنا كأب ليس المفترض بي أن أكون أب مثالي وقارئ لكل كتب علم النفس وأسس التربية السليمة.

والأبوة تأتي من شقين، الخبرة والفطرة، فجميعنا يتعامل في الأغلب بالفطرة، وأحيانًا الفطرة فقط دون توجيه الخبرة لا تقود لأفضل النتائج.

وأوضح أن الأطفال في البيت مقسمين لأربع فئات:

الأولى: الطفل الملكي والطفل الضحية
الطفل الملكي أي أنا أراه كأب أنه صورة مني وأريده كذلك، لكن ابني مالوش ذنب.
والطفل الضحية هو الذي لا يستجيب لأوامري ويناقشني كثيرًا ويزعجني، فأنا أكرهه.

الفئة الثانية: الطفل الشقي والطفل العادل
الذي يحصل على ما يريد بالعصبية والعند، والطفل العادل هو الهادئ المطيع لأوامري.

الفئة الثالثة: الطفل المتنمر أو المستفز والطفل الضحية
المستفز المتنمر هو الطفل الذي يشاكس أشقاءه وأسرته طوال الوقت، والطفل الضحية الذي يتم ضربه ويسكت.

الفئة الرابعة: الطفل الشبح والطفل الجائع
وهنا يفترض بالآباء معرفة الأربعة أنواع وقراءة كيفية التعامل مع كل نوع، أو الاستعانة بطبيب نفسي.

اللي معندوش وقت يربي ميتجوزش وميخلفش
وأوضح أن هناك فارق بين العدل والمساواة، وعلى الأب أن يكون عادل في تقديم الحب لجميع الأبناء، واللي معندوش وقت يربي ميتجوزش وميخلفش.

د. نهي: مشاكل التفرقة بين الأبناء تصحب أطفالنا للكبر والآباء يفعلونها بتلقائية
وقالت د. نهى النحاس، إخصائية نفسية ومدرس علم نفس بالجامعة الأمريكية، أن التفرقة بين الأبناء موجودة بشكل كبير جدًا في مجتمعنا، وتسبب مشاكل أكثر مما يتخيله الناس، وأن كثير من الآباء يقعون في هذا الخطأ دون الانتباه له، ودون إدراك مخاطره على نفسية الأبناء.
وتابعت، أن معظم شغلها مع طلبة الجامعة وترى وتدرك تأثير هذه التفرقة عليهم حتى بعد أن يصبحوا رجالاً.

 لا توجد أسر مثالية 100%
وأوضحت أنه لا يمكن أن نكون أسر مثالية 100%، لكننا نحاول، وإذا كان أحد الآباء يفضل ابن دون الآخر، عليه ألا يظهر هذه المشاعر حتى لا تحدث غيرة بين الأبناء.

لا تقدم لأبنائك حب مشروط
وعلى كل أب وأم أن يعي ألا يقدم حب مشروط للأبناء، وأن يقدموا إليهم حب غير مشروط بنجاح أو بطاعة أو بغيره.

 وعن الآثار النفسية التي تسببها هذه التفرقة، قال د. مجدي إسحق، لا حصر لها، لكن على الجميع أن يعلم أن كل تأثير سلبي يمكن التعافي منه، لافتًا إلى أن الدورة النفسية تستغرق من شهر إلى 3 أشهر.

وأوضح أن أول هذه الآثار الإحساس بالظلم والقهر، بالإضافة إلى شعور مختلط بالزعل والقلق والغضب والاكتئاب، ويسمى اكتئاب المبتسمين، والشعور بالعصبية لأقل الأسباب.

وأيضًا تمتد معه هذه المشاعر السلبية ليكررها بالمستقبل مع زوجته وأبنائه.

أناني وتافه وغير مسؤول.. صفات الابن المدلل
بينما قالت د. نهى أن الابن المدلل أيضًا يعاني من عدة اضطرابات بالمستقبل، حيث تم خلق إنسان مدلع، أناني، تافه، عايز كل حاجة وكل شيء لنفسه، وسيجد صعوبة في تكوين علاقات سوية، إذ أنه اعتاد على الأخذ في العلاقات.
شاهد الفيديو من هنا