د. مينا ملاك عازر
بعد التهاني المستحقة لناشئي ومن قبلهم شباب كرة اليد المصرية على إنجازاتهم العالمية وهي التهاني التي تستحق مني مقالات ومقالات لكن هنا لن أترك التهاني تطغي على المعاني التي أريد توصيلها والتي ليس من بينها تلك الوصلة من الردح التي اتبعها البعض لمنتخب كرة القدم الذي خسر وخرج من دور الستة عشر في بطولة أمم الأفريقية على أرضه ووسط جماهيره ومن قبلها خرج مذلولاً في كأس العالم للكبار لكني هنا سأرصد ما تكشف عنه اليد المصرية من عيوب في القدم المصري بكل حيادية.
 
تكون الجهاز الفني المشرف على المنتخب بطل العالم في كرة اليد للناشئين من أفراد كلهم زمالكاوية، وهذا لا يعني في رأيي سر للنجاح فليس شرط أن تكون زمالكاوي لتنجح، لكن هنا كشف لعدم ضرورة المواءمات المتبعة من قبل القائمين على كرة القدم من تولي مدير فني أجنبي ومرة يعاونه مدرب زمالكاوي وفي الأخرى يعاونه أهلاوي، وكأنها محاصصة أو مواءمات، ببساطة بتوع كرة اليد عينوا الكفء والجاهز، والذي ينجز دون النظر لأي ألوان أخرى تعلو قميصه الرياضي.
 
الاتحاد نعم اتحاد كرة اليد كله زمالكاوي ومرة أخرى هذا لا يعني بالنسبة لي مؤشر للنجاح أو للفشل لو كان العكس، لكن المعنى هنا أن الجمعية العمومية اختارت الأكفأ والأنزه ودون النظر للمواءمات ولا المحاصصة ولا العلاقات ولا الأصوات الانتخابية ولا الميول والأهواء الرياضية.
 
لاعبي المنتخب وبالتحديد هدافه ليس من الأهلي ولا من الزمالك، إذن الاختيارات لا تخضع لما يدعيه البعض من الخبرة الأفريقية والاحتكاكات العالمية والذي منه لاختيار لاعبي الأهلي لإرضائهم ولاختيار لاعبين من فرق أخرى لجذبهم ليوقعوا مثلا للأهلي أو لعدم اختيار اللاعبين بالزمالك لكسر نفسهم وإحباطهم، لكن الاختيار مدروس وعن جدارة، وتظهر خبرة الزمالكاوية في اختياراتهم بأنهم سبق لهم وأن اتفقوا مع هداف المنتخب قبل سفره، وكأنهم يقرأون الغيب، لكنهم في الحقيقة هم يفهمون كرة يد، لذا يتسيدون اللعبة في الممارسات والاحتكاكات المحلية والأفريقية وحتى في الجوانب الإدارية والمسؤولية الفنية، وحين حاول الأهلي اللعب بدماغ الموهوب الناشئ اختار وأصر أن يبقي على توقيعه ويلعب للزمالك.
 
ببساطة يا سادة تفوقت كرة اليد لأن الكفء فيها يتفوق في كل المجالات دون النظر لانتمائهم ولا لأهواء ولا مواءمات ولا تتدخل الدولة لتكسب الزمالك على حساب الأهلي ولا العكس، بل الدولة منشغلة عن اللعبة فكسبت وارتفع رأسها بعد أن انتكست لمدة طويلة بعد فورة بداية الألفية، ببساطة في كرة اليد الأمن لا يفضل فوز فريق على آخر بكل البطولات فيسانده ويدعمه بشركات رعاية ومجاملات تحكيمية فجة تصب في صالح فريق بعينه، وغير مقبول لو حصلت في غير مصلحته.
 
المختصر المفيد أهل الثقة يذهبون للجحيم، وأهل الخبرة ليرتقوا الكراسي، وإلى الأمن ارفع أيديك عن كل شيء في البلد لتتقدم مصر، أنتم سر التخلف والفشل ومواءماتكم وحساباتكم دائما فاشلة.