ونحن غافلون، ومخترَقون، عراة تمامًا، والهواتف المحمولة بين أيدينا مكشوفة، وبياناتنا وخصوصياتنا وإيميلاتنا مفضوحة، iPhone أرقى الأجهزة وأكثرها تعقيدًا، والتى تتمتع بأقصى قدر من الحماية، تمت قرصنتها عالميًا، خلاصته سيادتك تحمل جاسوسك الشخصى فى يدك.

 
«إيان بير»، الباحث الأمنى فى «جوجل»، العضو فى فريق «بروجكت زيرو»، الذى يعمل على رصد الثغرات الأمنية، أيًا كانت الشركة «الضحية»، يكشف لـ«الجارديان» البريطانية، (كما ورد فى نشرة دلتا للأبحاث)، تفاصيل خطيرة عن عملية اختراق هواتف iPhone، التى كانت شركة «أبل» تفاخر دائمًا بقدرتها على التصدى لمحاولات الاختراق والقرصنة لها.
 
قراصنة إلكترونيون مجهولو الهوية، وعلى مدار عامين ونصف العام، تمكنوا من اختراق أجهزة iPhone حول العالم، عملية القرصنة اعتمدت على مجموعة من مواقع الإنترنت المخترَقة واستغلالها لزرع برمجيات خبيثة فى هواتف iPhone بمجرد زيارة صاحب الجهاز لهذا الموقع.
 
الاختراق كان بهذه البساطة، مجرد زيارة الموقع، دون أى تفاعل آخر، كانت كفيلة بوصول المخترِقين إلى كلمات المرور الخاصة بصاحب الجهاز وصوره وسجلات الدردشة الخاصة به على التطبيقات الشائعة، بما فى ذلك «واتساب» و«تليجرام» و«آى ماسيج»، فضلًا عن جهات الاتصال المحفوظة على الهاتف، وقاعدة بيانات المستخدم على «جى ميل».
 
«إيان بير» يكشف أن آلية الاختراق تعمل بعد ذلك على تحميل كل ما يتم الوصول إليه كل دقيقة تقريبًا، وفى بعض الأحيان كانت الآلية تسمح بزرع برمجيات مراقبة فى جهاز الضحية إذا طال وقت تواجده فى «الموقع الفخ».
 
وقدّر أن عملية الاختراق غير المسبوقة هاجمت آلاف المستخدمين أسبوعيًا، قبل أن تكشف عنها «جوجل»، فى مطلع فبراير الماضى، وتوقفها شركة «أبل» بتعديلات برمجية استغرقت 6 أيام، ووفقًا لفريق «بروجكت زيرو» فى «جوجل»، أثرت عملية الاختراق على معظم طرازات iPhone، وطالت كل إصدارات ios من iOS 10 إلى أحدث إصدار من iOS 12.
 
لم توضح «جوجل» المواقع التى تسببت زيارتها فى الاختراق، كما لم توضح ما إذا كان كل مَن زار المواقع قد تعرض للاختراق بشكل مؤكد أم لا، ولكن «جوناثان ليفين»، الباحث فى نظم التشغيل لموقع «سى بى إس» الأمريكى، لفت إلى أن اتساع نطاق الاختراق يوحى بأنه كان مدعومًا من دولة ولم يكن عملًا من صناعة قراصنة أفراد. لضمان التأكد من عدم استمرار الوقوع ضحية للاختراق، نصحت صحيفة «ذا صن» البريطانية بتحديث نسخة iOS، خلاصته iPhone الحصين جهاز مخترَق، فما بال بقية الهواتف المحمولة؟!، مَن يستطع اختراق iPhone يسهل عليه اختراق ما دونه من إمكانات حمائية، لم يعد هناك مَن هو خارج دائرة الاختراق الإلكترونى، بشكل أو بآخر نحن مخترَقون، عراة تمامًا من كل ما يستر عوراتنا، هل هى دعوة إلى التخلى عن الهواتف المحمولة؟، لم يقل أحد من الباحثين بذلك، ولكن الأمر محل مراجعة عالمية!.
نقلا عن المصرى اليوم