الشرقية - سارة على 
لفتت واقعة اعتداء 6 شباب بالتعدى على معاق، داخل صالون "شريف صبرة" للحلاقة، بكفر إبراش بدائرة مركز مشتول السوق، وتصويره ومشاركة مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، الأنظار خلال الساعات الأخيرة، وتسببت في حالة كبيرة من الغضب، وحصلت "الدستور" من خلال شهود العيان على التفاصيل الكاملة للقصة.
 
وألقت الأجهزة الأمنية، برئاسة الرائد أحمد بنديرى، رئيس مباحث مركز شرطة مشتول السوق، القبض على 6 متهمين فى الواقعة، ولكن محاولات الأهالى مستمرة منذ أمس لتهدئة الوضع، وإقناع الشاب المعاق الذي تم التعدى عليه وذويه، بالتنازل عن المحضر لخروج المتهمين، وتصوير الواقعة على أنها مزاح بينهم وبين المجني عليه.
 
وأوضح شهود من أهالي القرية، أنه قد تم إجبار الشاب المعاق على تصوير فيديو يؤكد فيه أن الشباب الذين قاموا بالتعدي عليه هم أصدقاء ومعارف، وأن الواقعة كانت بدافع المزاح والتصوير، لافتين إلى أن هناك العديد من القيادات الشعبية والبرلمانية قادت محاولات الصلح وأصرت عليه لإنهاء الخلاف.
 
وروى أحد شهود العيان، على الواقعة، إنه شاهد اليوم محاولات استدراج وسحب المجني عليه عنوة للنيابة العامة، لتغيير الأقوال وتبرئة المعتدين، لافتا إلى أن والدة المجني عليه تمكنت من إنقاذه من بين أيديهم قبل أن يذهبوا به لمقر النيابة.
 
وقال "هيثم. ع" موظف بمركز شباب كفر إبراش، إنه وأثناء توجهه لمحطة قطار مشتول السوق، لاصطحاب أحد أصدقائه، فوجئ بتجمع وحالة هرج، وبالتحقق من الأمر لمح الطفل المجني عليه، بطل وصلة التعذيب بالضرب المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، برفقة والدته، وبسؤالها عن ما حدث وأن كانت تحتاج أي مساعدة، أوضحت أن أهالي الشباب المقبوض عليهم، قد اصطحبوا المجني عليه واستغلوا إعاقته، ليشهد أمام النيابة أن الواقعة كانت بدافع المزاح، ويبرئ المتهمين، حتى يتم التصالح والتنازل وخروجهم من الحبس.
 
وأضاف "الشاهد" لـ"اقباط متحدون"، أن والدة الطفل أخذته منهم عنوة وحاولوا استعادته منها فتسبب ذلك في تمزيق ملابسه، وأخذته الوالدة من بين أيديهم وهربت به قبل أن يتوجهوا للنيابة العامة ويغير أقواله في المحضر، موضحا أن محاولات الضغط مستمرة لإنهاء الخلاف وصلح الطرفين، على الرغم من رفض والدة المجني عليه، إلا أن كبار البلدة يتدخلون لإنهاء الأمر.
 
ومن جانبهم تجمهر أهالى المتهمين أمام مقر النيابة العامة، تزامنًا مع الاستعداد لبدء التحقيق مع ذويهم فى التعدي على المجنى عليه بالضرب المبرح وتصويره، ومشاركة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية منه.
 
و قال محيي عزت، أحد نواب البرلمان السابقين بالمركز، إن الفيديو قديم يعود ليوم وقفة عيد الفطر، حيث تجمع الشباب داخل المحل فى سهرة وتم تصوير الفيديو فى ذلك الوقت، مؤكدًا أنه جاري استكمال المجهودات لتحقيق المصالحة بين المجني عليه والمتهمين.
 
فيما أكد مجدى سليمان أبو العزم، مأمور ضرائب من أهالي القرية، أن أحد المتهمين هو الذى قام بنشر الفيديو، على الفيسبوك، مما أشعل الفتنة وأثار غضب المشاهدين، مؤكدًا على سوء استخدام الشباب لمواقع التواصل ولشبكة الإنترنت، وأنهم يستخدمونها فى غير محلها.
 
وأضاف أن الشاب مصطفى والبالغ من العمر 17 عاما، والذى تم تصويره أثناء ضربه هو ابن للقرية جميعها، وأن والده مسافر للسعودية، ويعتاد الشباب رؤيته فى أى مكان، ولا يتعرض له أحد بسوء.
 
وكان عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، تداولوا مقطع فيديو لقيام مجموعة من الشباب بالتعدي بالضرب المبرح، على شاب معاق ذهنيًا، بقرية كفر أبراش بدائرة مركز مشتول السوق بالشرقية، داخل صالون حلاقة "شريف صبرة" بالقرية.
 
ومن جانبها ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 6 من المتهمين في الواقعة، وجار التحقيق معهم بمعرفة النيابة العامة، والتي اتخذت إجراء حاسما بتشميع صالون "شريف صبرة" للحلاقة، والذي حدثت به الواقعة.
 
وأفاد مصدر بديوان عام محافظة الشرقية، أن قرار تشميع المحل قد تم تنفيذه اليوم، وذلك بعد أن وردت المعلومات عن الواقعة لمحافظ الشرقية عن الواقعة، وعلى الفور كلف رئيس مجلس ومدينة مشتول السوق بالتحرى عن المحل، وتبين أن المحل غير مرخص، ويقوم سرقة تيار كهربائي، فقامت قوة من الشرطة ومجلس المدينة بتشميع المحل.
 
ومن جانبها أعلنت جمعية الإرادة لمتحدى الإعاقة بالشرقية، برئاسة أحمد عامر رئيس مجلس إدارة الجمعية، والمشهرة برقم 5341 لسنة 2018، أن الجمعية ستتخذ إجراءات حاسمة ضد مرتكبى الواقعة، حتى لو تم التنازل من قبل أهالى المجنى عليه، وتم تقديم بلاغا للشرطة فور مشاهدة الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى ضد صاحب صالون الحلاقة باسمه، وضد مجموعة من الشباب المتهمين.
 
وقال عامر، أن ما فعله مرتكبى الواقعة هو بعيدا تمام البعد عن الإنسانية مستغلين ضعف هذا الشاب وقاموا بالعنف والتنمر ضده، مؤكدا أنه لابد من نشر الوعى والثقافة عن كيفية معاملة ذوى الإحتياجات الخاصة، وأن يكف الشباب عن ممارسة العنف بهذا الشكل.