كتبت – أماني موسى

يعاني الكثير منّا من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، وبخاصة الأطفال والمراهقين، فما بين الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي ينقضي اليوم دون تحقيق أية أهداف أخرى أو اكتساب مهارة جديدة أو تفعيل لعلاقات واقعية بالعالم الحقيقي وليس الافتراضي.. لهذا ظهر ما يسمى بـ الديتوكس التقني وهو التخلص من التأثير السام لإدمان الموبايل.. كيف يتم؟ وما هي الأشياء التي تحتاجها للتطبيق والبدء؟
 
قال إبراهيم رامزات، المدون، أنه راقب نفسه وعدد الساعات التي يقضيها يوميًا على شاشة الموبايل، فوجد أنها تصل للست ساعات وأحيانًا تتخطاهم، أي بمعدل ربع اليوم منقضي على الموبايل، وكيف أن عدد هذه الساعات جعله غير متفاعل مع الواقع وغير قادر على المزيد من الإنجاز به.
 
لافتًا إلى أن البعض يبررون هذا الوقت الذي يقضونه بشاشة الموبايل بأن شغلهم مرتبط بالسوشيال ميديا أو أنهم يستفيدون ببرامج مفيدة كقراءة الكتب أو الخرائط الصوتية أو تعلم لغة جديدة، أو القيام بتواصل مهم وفعال مع الناس.
 
وأوضح أن استخدام الموبايل دائمًا دون حساب عدد الساعات، ودون القدرة على الإقلاع أو التوقف هو ببساطة إدمان.
 
مشيرًا إلى أن الكثيرين يقولون سأستخدمه فقط لخمس دقائق، لكن لا يوجد شيء اسمه خمس دقائق بالموبايل ومواقع التواصل، لأن الوقت سيكون أكثر من ذلك بكثير، وهناك عدة برامج تحسب عدد الساعات التي تقضيها على الإنترنت ومن خلالها يمكن التعرف إلى عدد الساعات بالضبط.
 
ومن هنا شعر بضرورة أن يتوقف عن إدمان الإنترنت ومواقع التواصل، واتخذ القرار بالتوقف عن استخدام الموبايل والفيسبوك واليوتيوب وتويتر وانستغرام وواتساب ومشاهدة أي محتوى مرئي لمدة أسبوع، والاستماع إلى الأصوات الطبيعية بديلاً عن ذلك.
 
مع إغلاق اللابتوب لأنه بالعادة يكون في وضع التشغيل طوال اليوم، والأشياء المسموحة هي الشغل، مقابلات العمل، مقابلات الأصدقاء، ووسيلة التواصل المسموحة هي مكالمات التليفون أو الرسائل التليفونية فقط.
 
وتابع، الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي شيء رائع ومهم ومفيد، ومنه يمكن تعلم الكثير من الأشياء مثل أساليب التغذية الصحية، ولغة جديدة، والفوتوشوب وغيرها، لكن من المهم أخذ إجازة، فترة للاستشفاء وإعادة الحسابات.
 
موضحًا أن هذا الأسبوع يمكن استغلاله في عمل أشياء وهوايات مفيدة كالقراءة، وأن الأسبوع الذي قضاه دون إنترنت أصبح ينام مبكرًا ويستيقظ مبكرًا، ويمارس رياضة اليوجا، وأصبح يستمتع بالطبيعة، وتعرف على مكتبة تروي ظمأه للجلسات الثقافية.
 
وفي اليوم السابع قام بفتح الموبايل وأخذ يرد على الرسائل ويطلع على الجديد بالسوشيال ميديا، فاستغرق منه نحو 4 ساعات من الوقت، وأكتشف أن جميع المراسلات لم تكن ضرورية، وعليه أغلق الموبايل وأخذ يتمشى ويسمع كتاب صوتي.
 
وشدد أن فائدة التجربة التي أجراها هي حالة الهدوء والسكينة التي شعر بها ولم يكن شعر بها منذ زمان، حيث أن مواقع التواصل تساهم في زيادة الضغط النفسي، حيث تتابع شلال من الحسابات والأفكار المختلفة والشديدة التباين، شيء مضحك شيء محزن، شيء جدي، شيء هزلي، شخص يحادثنا.
 
كما أن القليل من الفراغ باليوم أزاد من القدرة وتحسين الإنتاجية على مدار اليوم.