Oliver كتبها
في كل مجتمع يوجد ما يسمي الضمير العام أو ضمير المجتمع و هو مجموعة القيم و الأعراف التي يجتمع المجتمع عليها و يلتزم بها في أغلب سلوكيات أفراده..
 
كلما إتفق المجتمع علي قيمه كلما كان مجتمع متماسك و متفاعل و كلما قلت مساحة هذا الاتفاق علي القيم كلما زادت هشاشة المجتمع و تشرذم و دب فيه الفساد لسبب إتجاه أفراده للمصلحة الشخصية دون ضوابط عامة.
 
كلما إرتقت القيم و الأعراف إرتقي المجتمع و كذلك كلما تدهورت إنحل المجتمع معها.
 
ضمير المجتمع قد يكون منحرفاً و قد يرتاح ضمير الفرد إن تبعه لكن الرب لا يرتاح فيه1كو4: 4 لأن ضمير بعض المجتمعات قد فسد ,قوانينه منحرفة تجيز الإجهاض و القتل الرحيم و المثلية و قهر المرأة والتعصب و إستعباد الأقليات و التدخين و أحيانا المخدرات و تسمح بالحروب .للخطايا أسماء أخرى إبتكرها الضمير العام و أجازها لكنها لا تتفق مع ضمير منقاد بروح الله.
لذلك يأت السؤال الصعب.
 
هل تحكمنا قيم مسيحية أم قيم أخري؟هل الضمير العام مع أم ضدالإنجيل تقوده أفكار غريبة؟و الإجابة يستطيع كل منا أن يختبرها لنفسه.
 
ليس الغرض من السؤال فرض مسيحيتنا علي الناس لكنه رفض أن يفرض الناس ضميرهم علينا لأن ضميرنا هو في طاعة الله بإنجيل المسيح و قيمه و الإنقياد بالروح القدس في المجتمع.
 
نفرض علي أنفسنا حق الإنجيل و نلتزم بذلك مهما حاول الضمير العام غير الصالح أن يستميلنا إلي قيمه الفاسدة و إتجاهات أفكاره المنحرفة فنصبح مسيحيون من الداخل غرباء من الخارج؟المجتمع يريدنا مسيحيون في الخفاء ناكرين الإيمان في العلن و يفرح إذا فعلنا هذا و يمتدحنا أيضاً و يعتبرنا متأقلمين مع ثقافته و قريبين من ديانته.
 
هل تخشي من الضمير العام أم تخشي علي الضمير العام.1كو8: 10و 1 كو10: 29؟
 
بعض الناس لها إيمان مسيحي و ممارسات روحية أيضاً لكن يحكمها ضمير غير مسيحي.
 
حتي وصل بهم الأمر أن تحطمت سفينة إيمانهم مثلما ضاع الضمير 1 تى 1 : 19 .
 
كما تحطمت بالإنقياد للضمير العام الآريوسي .
 
لكن بقي الضمير الخاص حياً في كنائس السريان و الأقباط و الروس روما و القسطنطينية و إنتصر الضمير الخاص علي إنحراف سفينة الإيمان.
بعض الكنائس لم تصل بعد إلي مسيحية الضمير التي يسميها الكتاب الضمير
الصالح.
 
يتحكم فيها ضمائر لا تعرف المسيح و لا تؤمن به و تفرض قيمها علي هذا الإنسان فيصبح أسيراً لضمير العالم و يصير هو بلا ضمير.
هذا ما يسميه الكتاب روح العالم .
 
من يفعل هذا فالروح الشرير يحكمه حتي لو إدعي أنه مسيحي .
 
من يحكمه روح العالم هو بعيد كل البعد عن روح الله القدوس مهما طالت ساعات مكوثه في الكنيسة و مهما نال من أسماء و درجات و علم.
المسيحية الإسمية إنكار للإيمان.
 
من يسكنه روح غريب يفقد مسيحه من غير أن ينتبه.
 
إن المصالحة بين المسيحي و العالم هي في ربح النفوس للملكوت و إنارة العالم بنور المسيح و ليست بالتبعية لما يسوقنا العالم نحوه لأن العالم وضع في الشرير.
 
بإختصار يجب أن نقود العالم للمسيح و لا يقودنا العالم بعيداً عن المسيح.
 
لهذا لا نجد في العهد القديم كلام عن الضمير لأنه يتشكل بالروح القدس روح العهد الجديد.
 
لكي نتيقن من الضمير الذي يحكمنا نسأل.
 
هل نهتم برد فعل الناس أكثر من الاهتمام بفكر الله؟ هل نساهم في وضع قيم أفضل للمجتمع أم ننساق وراء ما هو موجود بالفعل يحكمنا و يسوقنا؟هل نخشي المجتمع أكثر مما ينبغي أن يطاع الله؟هل نتفق مع القوانين الفاسدة المخالفة لروح الله ؟هل لنا ضمير مسيحي أم فقط إيمان مسيحي و ضمير غريب عن المسيح يستبيح أموراً ليست من المسيح عب9:9 و يخش أموراً لايرفضها المسيح بل يرفضها ضمير عام لا يعترف بالمسيح ؟هل نحن مساهمون في صناعة الضمير العام أم نتركه يساهم في تربية أولادنا و نتركه يتغلغل في الكنيسة لتذوب الفوارق بين الكنيسة و العالم؟هل نحن أولاد الله في كل ما نسلك و نفكر و نفعل أم أن لنا ضميران و أكثر واحد للحياة في الكنيسة و الباقي لأمور المجتمع الذي نعيش فيه فلا تبدو علي وجوهنا نعمة و لا يتعرف أحد علي مسيحنا منا بل حتي هم يشكون في مسيحيتنا؟يعيروننا أننا كنا أفضل مما نحن فيه؟
 
إن تنقية التعليم أمر سهل للغاية أما تنقية الضمير فهو جهد عظيم و الذين يضعونه في قلوبهم هم أنوار حقيقية للكنيسة و العالم.
 
لهذا لا نجد في العهد القديم كلام عن الضمير لأنه يتشكل بالروح القدس روح العهد الجديد الذى فينا إذ صار لنا فكر الله ضميراً حياً بالمعمودية يميز الضمير الصالح عن الضمير المخالف 1بط3: 21 هذا هو الروح الذي له نخضع و به نغلب.
 
إن تنقية الفكر المسيحي من آثار هجوم روح العالم و أفكاره عليه أهم من أمور كثيرة نعطها وقتاً أطول أع24: 16لأن تربية الضمير المسيحي في أولادنا هي نفسها إمتزاج الفكر كله في الإنقياد بروح الله.
 
الصلاة لإقتناء ضمير صالح به نخدم هو الخطوة التي تسبق الخدمة لئلا يرتاح الضمير للتفريط في النفوس عب13: 18.
 
لأنه كلما تغربت الكنيسة عن العالم تقربت الكنيسة إلي الله و هكذا الإنسان أيضاً و هكذا التعليم الروحي و الترانيم و كل الأدوات التي تربي الضمير الصالح الذي إقتنيناه في المعمودية لكي به نسلك بقية العمر.