بكر صدقى، عسكرى وسياسى عراقى من أبوين كرديين، ولد في قرية عسكر القريبة من كركوك في 1886، وتخرج في المدرسة العسكرية في إسطنبول، وعمل ضابطاً في الجيش العثمانى، وشارك في الحرب العالمية الأولى في آخرها، وبعد انتهائها واندحار (العثمانيين)، انضم للجيش العراقى الذي أسسه البريطانيون وترقى حتى صار فريقاً ركناً في عهد الملك غازى.

 
وفى أواخر عهد وزارة ياسين الهاشمى الثانية اشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة التي عملت على إسقاط الوزارة، وكان صدقى يتردد بانتظام على قطب المعارضة حكمت سليمان، وكانا يتناقشان حول استئثار وزارة الهاشمى بالحكم، دون تأييد شعبى، وفكر صدقى في إسقاط هذه الوزارة بانقلاب عسكرى، فأقنع بعضا من ذوى النفوذ داخل المؤسسة العسكرية، ومنهم الفريق عبداللطيف نورى، قائد الفرقة الأولى، والعقيد محمد على جواد، قائد القوة الجوية، والطيار الخاص للملك، بالانضمام إليه وحدد موعد الانقلاب مع مناورات الجيش في 1936، وكان رئيس أركان الجيش الفريق ياسين الهاشمى، شقيق رئيس الوزراء، مسافراً خارج العراق، مما ساعد الانقلابيين على تنفيذ مخططهم في 26 أكتوبر 1936، وتوجه حكمت سليمان نحو القصر الملكى حاملاً المذكرة التي وقعها الفريقان صدقى وعبداللطيف نورى لإقالة وزارة الهاشمى، كما تم التخلص من وزير الدفاع الفريق الأول جعفر العسكرى، رمياً بالرصاص ولجأ نورى السعيد للسفارة البريطانية فهربته للخارج، وقام الملك غازى بتكليف حكمت سليمان بتشكيل وزارة جديدة، تولى فيها صدقى منصب رئيس أركان الجيش وسيطر على البلاد، وكان الحاكم الفعلى.
 
وحين قرر السفر إلى تركيا لحضور المناورات العسكرية التركية غادر بغداد بالطائرة إلى الموصل، برفقة العقيد محمد على جواد، وكان من المقرر أن يغادر بالقطار ولكنه توجس من مؤامرة تحاك ضده فقرر السفر بالطائرة، ووصل إلى الموصل ونزل في دار الضيافة، وحين انتقل إلى حديقة مطعم المطار وفيما كان جالساً مع العقيد محمد على جواد، تقدم العريف عبدالله التلعفرى نحوهم ليقدم لهم المرطبات وأخرج مسدساً من تحت ملابسه وأطلق الرصاص على رأس صدقى، ثم على قائد القوة الجوية ليلقيا مصرعيهما، كان هذا في مثل هذا اليوم 11 أغسطس 1937، وفى صباح يوم الخميس12 أغسطس نقل جثمان بكر صدقى، ورفيقه إلى بغداد، حيث شيع إلى مثواه الأخير تشييعاً رسمياً.