يعد الأسبرين واحدا من أشهر الأدوية العلاجية، التي طالما نصح بها الأطباء لعلاج عدد من الأزمات الصحية، مثل مشكلات القلب، إلا أن تلك النصائح تتنافى مع دراسات حديثة يبدو أنها اكتشفت مخاطر وأعراض جانبية عدة للأسبرين.

الأسبرين والقلب
كشف الطبيب جون كليلاند، من جامعة هال الإنجليزية، عن مخاطر الأسبرين التي يجب أن تبعد مرضى القلب عن هذا الدواء وليس العكس، حيث أوضح عبر مقال تفصيلي، نشر في الجريدة البريطانية للطب، عددا من الآثار الجانبية للأسبرين، في مقدمتها زيادة فرص الإصابة بالأزمات القلبية.

أشار الطبيب إلى أن الأسبرين يخفي المشكلة القلبية لبعض الوقت، تمهيدا إلى انفجارها في لحظة ما، وهو الأمر الذي قد يتسبب في الوفاة المفاجئة للبعض، مع الوضع في الاعتبار عدم صحة الاعتقاد بأن الأسبرين يطيل العمر لمرضى القلب أو لغيرهم من المرضى، ليتضح أن هذا الدواء له من الأضرار ما يفوق حجم الفوائد.

دراسات تكشف الأكاذيب
بدأ الأمر بالنسبة للطبيب جون كليلاند، في عام 2004، عندما لاحظ تدهور الحالة الصحية لمرضى القلب، الذين يحرصون على تناول الأسبرين بصفة مستمرة، حيث أصيب بعضهم بالسكتات القلبية، ما دفعه إلى بحث ودراسة مخاطر الأسبرين لاحقا.
 
لم يكن جون وحده الذي سعى إلى كشف أكاذيب فوائد الأسبرين، حيث توصل الباحثون من هارفارد إلى عدم صحة الاعتقاد بجدوى استخدام هذا العلاج، بالنسبة للنساء تحديدا، في دراسة طبية أجريت في عام 2005.

في عام 2009، كشفت دراسة نشرت بجريدة الطب البريطانية، عدم ثبات قدرة الاسبرين على وقاية مرضى القلب، من الأزمات المرتبطة بالمرض نفسه، مثل داء السكري، بل إن الأدهى من ذلك هو توصل عدد من الباحثين السويديين في نفس السنة، إلى تسبب علاج مرضى السكري بواسطة الأسبرين، في معاناتهم من النزيف الداخلي.

في النهاية، يؤكد عدد من الباحثين دور الأسبرين السلبي في تضرر الجهاز الهضمي، وهو الأمر الذي يتطلب إجراء المزيد من الدراسات للوقوف على حقيقته، إلا أنه لا ينفي خطورة هذا الدواء العلاجي، أو عدم جدواه في كثير من الاحيان الأخرى، على أقل تقدير.