لم يراعِ شقيقان صلة الجيرة مع جارهما بمصر القديمة، وتعديا عليه بآلة حادة عقب تكرار الخلافات بينهما الفترة الماضية، وتعمده ترك القمامة أمام باب الشقة، ما تسبب في وفاته بعد أيام من الواقعة متأثرًا بإصابته.

المتهمان يقيمان بمنطقة مصر القديمة، أحدهما يجاور المجني عليه في عمارة سكنية استأجر شقة بها، الخلافات مع جاره بدأت منذ سنوات، ما جعله يستعين بشقيقه أكثر من مرة للاستقواء على المجني عليه -يقول "عبدالعزيز. ع" أحد الأهالي-.

أهالي المنطقة والجيران حاولوا كثيرًا الإصلاح بينهما، لكن سرعان ما كانت تتجدد المشاجرات فأشدها كانت بعد عيد الفطر، حينما سمعنا صوت صريخ قادم من داخل المنزل، وبالتوجه إلى هناك لاستكشاف الأمر وجدنا المتهم والضحية يتشابكان سويًا دون تدخل أحد من سكان العقار، فتدخلنا لإنهاء الخلاف بعد توعد كل منهما الآخر -يضيف عبدالعزيز-.

لم نكن نشاهد أيا من أهالي المجني عليه يتردد عليه، على عكس المتهم الذي يستعين دائما بشقيقه في أي خلاف مع جاره؛ ما يجعله في مركز قوة دائمًا، ودفعنا ذلك للتحدث مع المجني عليه أكثر من مرة لتحسين علاقته مع المتهم كي لا يصاب بأي ضرر.

المتهم اشتكى قبل ذلك من قيام أحد الجيران بتعمد إلقاء القمامة أمام شقته، لكنه لم يكن متأكدًا من قيام المجني عليه بذلك؛ وحينما تيقن أنه وراء ذلك تحدث معه لمعاتبته وطالبه بعدم وضع القمامة أمام شقته كي لا يتجدد الخلاف -يقول "أحمد. س" أحد الجيران-.

الخلافات تكررت مرة أخرى بسبب القمامة ما دفع المتهم للاستعانة بشقيقه لتأديب المجني عليه -وفق قوله أمام النيابة-؛ حيث انتظر المتهمان الضحية لحين وصوله إلى المنزل؛ وبدأ الشجار بينهما بعد تعنيفه وامتد الأمر إلى الاشتباك معه، مستغلين عدم تواجد أحد من أقاربه رفقته.

"آلة حادة" كانت بحوزة المتهمين قبل التعدي على المجني عليه، ومع تصاعد حدة الاشتباكات، تعديا عليه بها، "ضربوه كتير على راسه بالحديدة اللي كانت معاهم لغاية ما قسموها نصين" ما تسبب في سقوطه على الأرض مغشيًا عليه.

"كان غرقان في الدم وحالته سيئة جدًا" قالها "محمد. ن" أحد الأهالي الذين حاولوا إنقاذ المجني عليه، تم نقل الضحية إلى أحد المستشفيات لوقف النزيف وإنقاذه، لكنه قد فارق الحياة بعد أيام من وصوله المستشفى متأثرًا بإصابته التي كانت عبارة عن تهشم وكسر مضاعف في الجمجمة ونزيف داخلي.

بعد ضرب المجني عليه هرب المتهمان ولم يتمكن أحد من القبض عليهما، فأهالي المنطقة لم يكونوا على علم بما جرى، كون الواقعة كانت داخل المنزل، ما دفع البعض لإبلاغ قوات الشرطة للتحقيق في الأمر -يضيف محمد-.

صاحب الشقة ترك المنزل عقب الواقعة مباشرة، ولم يأتِ إليها أحد بعد الواقعة، وأغلق بعض الجيران الشقة كي لا يقتحمها أحد من أهالي المجني عليه.

وتلقى قسم شرطة مصر القديمة بلاغًا من الأهالي بنشوب مشاجرة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشاجرة بين شقيقين وجارهما بسبب خلافات بينهما تعدى فيها الشقيقان على جارهما بالضرب، ما تسبب في وفاته بعد أيام، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وأوضحت المعاينة الأولية ومناظرة جثة المجني عليه، تعرضه للضرب على رأسه وإصابته بتهشم وكسر في الجمجمة أسفر عن وفاته، بعد وصوله المستشفى، وكلفت النيابة، مصلحة الطب الشرعي بتشريح المجني عليه، وإعداد تقرير مفصل عن سبب الوفاة وكيفية حدوثها، ثم تسليمه لذويه.