بينما تستعد للمغادرة، مكتفية بالمشاركة الشرفية وتمثيل مصر بمفردها  في مسابقة علمية عالمية، لم يتوفر لها خلالها إلا ربع الوقت الذي أتيح لـ45 فريقا آخر يتألف كل منها من 5 أفراد، إذا بها تسمع اسمها يأتي من فوق المنصة كفائزة بالمسابقة، وحاصلة على المركز الأول على العالم.

مشاركة ميرنا حسني، طالبة كلية الصيدلة بالجامعة البريطانية في مسابقة clinical skills العالمية برواندا بدأت من إيفنت evolve، الذي نظمه اتحاد الطلبة المصري "EPSF"، لتدريب طلبة كليات الصيدلة على المشاركة في المسابقة، "الجامعة رشحتني ممثلا لها في إيفنت evolve التابع للاتحاد المصري والذي أهلني للمسابقة العالمية".


تمثيل "ميرنا" لمصر في المسابقة العالمية مر بعدة مراحل شرحتها في حديثها لـ"الوطن"، حيث بدأت بترشيح من الدكتور محيي المزار، عميد الكلية، للسفر كمرشحة للجامعة في المسابقة العالمية، وموافقة الدكتور أحمد حمد، رئيس الجامعة، ودعمه لكل ما يلزمها لتمثيل جامعتها.

اتصال هاتفي غيَّر من هدف ميرنا من المشاركة في المسابقة وأصبحت ممثلة لمصر
"قبل السفر بيومين بس كلمني اتحاد الطلبة المصري طلب مني إني أمثل مصر في المسابقة مش بس أبقى ممثل للجامعة" بتلك الكلمات وصفت الطالبة المرحلة الأخيرة من قرار تمثيلها لمصر في المسابقة الدولية، لتحزم حقائبها وتصل إلى رواندا يوم 29 يوليو الماضي، للمنافسة في مسابقات المؤتمر العالمي للصيدلة  IPSF world congress.


في الفترة من 29 يوليو حتى 5 أغسطس حضرت العديد من المحاضرات العلمية لأساتذة من جميع أنحاء العالم في كل مجالات وتخصصات الصيدلة، قبل أن تبدأ المسابقات التي كانت في أربعة مجالات وليست الـclinical skills، التي كانت المجال الوحيد الذي يشارك فيه الفريق المصري في السنوات السابقة "كان فيه 3 مسابقات معرفش عنهم حاجة بس دخلتهم كلهم وأخدت فيهم مراكز تاني وتالت على العالم"

طالبة الصيدلة فوجئت أن المشاركة في المسابقة بفرق يتكون كل منها من 5 أفراد عقب السفر
مشكلة كبيرة هددت مشاركة "ميرنا" في المسابقة الرئيسية clinical skills "بالصدفة بكلم مديرة المسابقات هتقولولنا هنجهز إمتى ونبدأ فاجئتني إنه لازم أبقى في فريق فيه 5 ودي أول مرة تحصل في المسابقة وعرضت عليا أشارك في فريق من جنسيات مختلفة"، إلا أنها رفضت عرضها وانهارت من البكاء.


في تلك الأثناء كانت الفرق الأخرى استلمت الحالة التي سيعملون عليها خلال المسابقة، وأمام كل فريق منهم مدة 24 ساعة لتسليم التقرير النهائي "الوقت كان بيعدي لحد ما في تاني يوم جابولي form أملاه إني لوحدي وعاوزة أشترك في المسابقة والمشكلة اتحلت واستلمت الحالة" إلا أنه لم يكن يتبقى من الوقت سوى 6 ساعات فقط، لتدخل الفتاة في تحدٍ مع الوقت، وتحدٍ آخر كونها تنافس فرقا من 5 أفراد.

مسابقة clinical skills عبارة عن ضبط كل ما يخص المريض لتحسين حالته
"المسابقة عبارة عن تقارير طبية وتحاليل وأشعة لحالة مرضية حقيقية بنستلمها والطبيب بيستأذننا نزود جرعات الأدوية أو يوصفلها أدوية جدية لأن حالتها بتتأخر رغم إن الجرعات مظبوطة" هكذا وصفت "ميرنا" المسابقة ببساطة، حيث كانت الحالة لسيدة سبعينية مريضة بالقلب ولا يوجد تقدم في حالتها رغم تناولها الأدوية بجرعات وتوقيتات مضبوطة.

بمساعدة من عمر بدر، المعيد بكليتها، والمصري الوحيد الفائز بالمركز الأول في المسابقة من قبل، استطاعت الفتاة أن تنجز المهمة من خلال الوصول للمشكلة وحلها وضبط كل ما يخص الحالة من الجرعات والأدوية والطعام والشراب ومواعيد النوم للوصول لنتيجة أفضل "سلمت كل حاجة الساعة 11 ونص ونمت وأنا مش مستنية إني أكسب أصلا".


في اليوم التالي، وخلال حفل توزيع الجوائز، أعلنت اللجنة المنظمة مراكز المسابقات الثلاثة الأولى والتي فازت خلالها بالمركز الثاني مرة والثالث مرتين "بعد ما أعلنوا نتايج أول 3 مسابقات كنت بتكلم في الموبايل وماشية خلاص مش مستنية إني أكسب في المسابقة الرئيسية اللي مأخدتش فيها وقت كفاية واتفاجئت إن اسمي بينادوه كفايز بالمركز الأول".

الفوز بالمركز الأول كان مفاجئا لـ ميرنا لدرجة الصدمة وعدم التصديق
مشاعر عديدة ومختلطة مرت بها "ميرنا" خلال تلك اللحظات، بين الفرحة وعدم التصديق والذهول "لحد ما طلعت على المسرح أستلم الجايزة بسألهم أنا فعلا؟ ومسكت الورق من إيد مديرة المسابقة أتأكد من اسمي" لتستلم درع التكريم والمركز الأول على مستوى العالم من بين 45 فريقا من كل الدول وهي في حالة من الذهول.


ردود فعل عديدة تلقتها عقب العودة لمصر يوم 8 أغسطس الجاري، من أساتذتها في الجامعة وأسرتها وأصدقائها "ماما كانت هتطير من الفرحة وحست إن البهدلة والتعب في المسابقة والظروف اللي عديت بيها كلها مراحتش هدر"، كما أن محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة هاتفها ليهنئها بالفوز ويحدد لها موعدًا للتكريم من الجامعة.