وترامب يصفهم  بأنهم  سلبيون للغاية وسذج ويجب ان يعودوا للمدرسة ؟!!

سليمان شفيق

يواجة الرئيس دونالد ترامب تحديات جديدة وغير مسبوقة حتي داخل حزبة الجمهوري ومع الاستخبارات والبنتاجون فيما يخص الانسحاب من سوريا ، وسبق ان استقال وزير الدفاع جيمس ماتيس ، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أحد أكبر الفائزين بقرار سحب القوات من سوريا، حال تنفيذه فعليا، سيكون إيران، التي يمكنها توسيع انتشارها عبر الشرق الأوسط وسط تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن القوات الأمريكية ربما يكون وجوجها محدود في سوريا، ولكن هام من الناحية الاستراتيجية.

وتابع التقرير أن مخاطر الانسحاب تشمل المزيد من التوسع الإيراني، بما في ذلك إنشاء ممر بري من طهران إلى البحر المتوسط يعزز قدرة إيران، ويلقي بظلال من الشك على قدرة واشنطن على الحفاظ على التزامها تجاه حلفاء آخرين في المنطقة ويمكن أن يدفع الكثير منها إلى روسيا.

من جهتها وصفت عضو مجس النواب الأمريكي ليز تشيني، قرار ضد قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان بأنه "فشل"، مشيرة إلى أن ذلك ربما يؤدي إلى تنامي الإرهاب وحدوث هجوم آخر ضد الولايات المتحدة على غرار هجمات 11 سبتمبر، كما أن ذلك يعني تسليم سوريا إلى الإيرانيين.

كل ذلك ادي الي تلقى الرئيس دونالد ترامب صفعة من نواب حزبه بمجلس الشيوخ، الذين صوتوا باغلابية كبيرة (68 مقابل 23)على تعديل، يفيد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا وأفغانستان لايزال يشكل خطرا للولايات المتحدة، ينتقد قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا ، و حتي وإن كان هذا التصويت رمزيا، إلا أنه يكشف حجم  المعارضة التي يواجهها الرئيس الأمريكي من قبل نواب حزبه بخصوص سحب قوات بلاده من سوريا .
 
وقد عبر ذلك  عن وجهة نظر الاستخبارات ،"عن شعور مجلس الشيوخ بأن الولايات المتحدة تواجه حاليا تهديدات من مجموعات إرهابية تعمل في سوريا وأفغانستان، وبأن انسحابا متسرعا للولايات المتحدة يمكن أن يعرض التقدم الذي تم إحرازه، وكذلك الأمن القومي، للخطر".

يقف وراء التعديل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، اقرب اصدقاء ترامب و الذي يتجنب عادة انتقاد ترامب علنا .

وقال ماكونيل الخميس إن الأمر يتعلق بـ"السماح لأعضاء مجلس الشيوخ بأن يقولوا علنا ما الذي يجب على الولايات المتحدة أن تفعله في سوريا وأفغانستان"، وأضاف أن تنظيم "الدولة الإسلامية والقاعدة لم يهزما بعد"، وهو ما يتعارض مباشرة مع تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي في وقت سابق.

وكان ماكونيل قد قال الثلاثاء الماضي أيضا إن "التعديل الذي أريده، سيعترف بالحقيقة الواضحة بأن تنظيمي القاعدة و’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) ومن يدور في فلكهما في سوريا وأفغانستان ما زالوا يشكلون تهديدا خطيرا لبلادنا " واكمل :" "سأعترف بخطر الانسحاب المتسرع من أي من النزاعين، وسأسلط الضوء على الحاجة للانخراط الدبلوماسي والحلول السياسية للصراعات الكامنة في سوريا وأفغانستان"

وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ في ديسمبر أنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا إن جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" قد هزموا، كما أن الرئيس الأمريكي لا يخفي نيته مغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن بعد 17 عاما من الصراع .
 
وقد أدى قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، إلى استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، وأثار قلق الأوروبيين والأكراد الذين يعدون حلفاء للولايات المتحدة

وإن لم يكن لهذا التصويت تأثير حقيقي على السياسة التي يختار اعتمادها ترامب في المنطقة العربية، لكنه يعبر عن المعارضة الواسعة حتى داخل حزب ترامب نفسه لسحب القوات الأمريكية المتسرع من سوريا

وقال رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية الثلاثاء الماضي : إن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال لديه "الآلاف" من المقاتلين ما يمكنه من إعادة بناء قوة متماسكة، في حال ترك أي فراغ في هذا البلد الذي مزقته الحرب، ورد ترامب بلهجة تحمل الكثير من الاحتقار، إذ وصف الأربعاء الماضي ، رؤساء أجهزة الاستخبارات بأنهم "سلبيون للغاية وسذج"، مقترحا عليهم أن "يعودوا إلى المدرسة" ، جاء ذلك في تغريدة قاسية اللهجة لة علي تويتر :  واصفا الاستخبارات بأنها "ساذجة" و"مخطئة" فيما يتعلق بالتهديد الذي قال إن إيران تمثله واضاف ترامب في تغريدتة ، "ربما يجدر بأجهزة الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة" ، ويعد هذا اول مرة رئيس امريكي ينتقد الاستخبارات علنا وبهذة الخفة .

كل ذلك يتزامن باعلان روسيا وشككت روسيا، على لسان نائب وزير خارجيتها،سيرجي ريابكوف في وفاء الولايات المتحدة بوعد سحب القوات الامريكية من سوريا ، وقال في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "الحوار عبر القنوات العسكرية حول إنهاء الصراع وبشكل عام حول عدة جوانب من الوضع العسكري في سوريا لم يتوقف".

كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "نحن نعبم ان القوات الامريكية بعد انسحابها تريد قاعدتين عسكريتين قرب حدود سوريا "

وأضافت: "نحن لم نفهم بشكل كامل جميع الأسباب وجميع دوافع هذه الخطوة. كما لا يوجد وضوح فيما يتعلق بالجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية. في الوقت الحالي، نحن نركز على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن الانسحاب الكامل للقوات البرية الأمريكية من شمال شرق سوريا ومن منطقة التنف في جنوب البلاد يمكن تنفيذه في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر"

وأوضحت زاخاروفا: "بطبيعة الحال يظهر سؤال أساسي: من سيسيطر على المناطق التي سيتركها الأمريكيون؟ من الواضح أن هذا يجب أن يكون من قبل الحكومة السورية بموجب القانون الدولي وعلى أساس المسار الذي سلكته سوريا والشعب السوري، لكن حتى الآن ليس لدينا معلومات عن أي اتصالات بين واشنطن ودمشق حول هذه القضية"

هل يتراجع ترامب عن الانسحاب من سوريا من جراء تلك الضغوط فيخسر مكانتة ؟ ام ينسحب ويخسر معظم حلفائة في الحزب الجمهوري ؟ في الحالتين ترامب خاسر لامحالة ، وعلية ان يختار اخف الخسارتين علية .