فتحية الدخاخني
بمجرد نشر بعض وزيرات الحكومة صورة جمعتهن فى حفل النجمة العالمية جينيفير لوبيز قامت الدنيا ولم تقعد، وكأنهن ارتكبن جريمة بحضورهن حفلًا كنّا نراه فرصة للترويج لمصر سياحيًا وللتأكيد على سلامتها أمنيًا، لكن الحفل لم يحقق أغراضه، فقبل الحفل اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بدعوات المقاطعة، لأن نجمة الحفل أقامت حفلا مماثلا فى إسرائيل، وكأننا نطالب نجوم العالم بتبنى قضايانا والدفاع عنها فى الوقت الذى لا ندافع فيه نحن عنها، لكن ما الضرر فلنخرب الحفل وندع للمقاطعة، حتى وإن لم تفلح هذه الدعوات إلا فى تشويه صورتنا فى الخارج!!.

ولم يكن ذلك كافيًا لدى البعض بل انهالوا هجومًا على الوزيرات وملابسهن البيضاء، علما بأن نجمة الحفل هى من طلبت من الجمهور أن يرتدى الأبيض، ولا توجد مشكلة فى كل ما سبق، فقد اعتدنا الهجوم على كل تصرف نفعله أو حدث ننظمه، لكن الغريب هو أن نهاجم ملابس لوبيز وكأننا نراها لأول مرة ولم نكن ندرى للأسف أن هذه الملابس هى التى ارتدتها فى كل استعراضاتها السابقة، احتفالًا بعيد ميلادها.

لن أتبنى وجهة النظر التى تقول إن الوزيرات بشر ومن حقهن الاستمتاع بالإجازة، فأنا لا أرى حضورهن إجازة بل هو تمثيل رسمى لمصر فى حفل لنجمة عالمية لو تمت معالجته بصورة أفضل لكان من الموضوعات التى تنقل صورة إيجابية لمصر، لكننا للأسف شوهنا التحرك الإيجابى للوزيرات، وألبسناه ثوب الحداد.

أى صورة أفضل لمصر دوليًا!! تلك الصورة التى تتشح بالسواد وتقول إن مصر دولة تعانى من الإرهاب وتتألم للضحايا ولا تقوى على الفرح والسعادة وبث الأمل؟، أم صورة مصر القوية التى تحتفل رغم ألمها وتواجه الإرهاب وقوى الشر بالفن والموسيقى والسلام والملابس البيضاء؟.

ويبقى السؤال الأهم: لماذا لم يتم استغلال الحفل فى الدعاية السياحية؟ لماذا لم تُدع لوبيز وعائلتها لزيارة الأهرامات، والاستمتاع بحضارة مصر الفريدة؟ علمًا بأنها صرحت قبيل الحفل بأنها وابنها يرغبان فى ذلك؟ لماذا اقتصرت زيارتها على ساعات محدودة فى العلمين؟.

أعلم أن منظم الحفل ومنظمى حفلات أخرى قبله، لنجوم عالميين مثل «يانى» و«أندريا بوتشيللى»- هى شركات خاصة فعلت ذلك بدافع دعائى، لكن ما المانع من الاستفادة من ذلك فى الترويج لمصر؟! هل دعوات المقاطعة هى السبب؟.. لا أعتقد ذلك فقد سبق حفل لوبيز فى إسرائيل دعوات مقاطعة أيضا، لكنهم لم يكترثوا لها وشاهدنا صورًا للنجمة وعائلتها يركبون الجمال ويزورون الأماكن المقدسة فى فلسطين.

أتمنى أن نعمل على الاستفادة من مثل هذه الأحداث، وألا نردمها بالرمال استجابة لهجمات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، لأن المستفيد الوحيد من انصياعنا لهذه الأصوات هو الإرهاب وقوى الشر.
نقلا عن المصرى اليوم