أحب الخيل. لكن ليس على الطريقة الأرستقراطية. ليس لى فى السباقات وما إلى ذلك. أحب الخيل مثلما كان أهل الشرقية يحبونها ويقتنونها. لذلك بدأت أقترب من موضوع الخيل. خاصة عندما كبر الأولاد وذهب كل منهم إلى حاله. فجأة أصبحت وحيدًا. وبما أننى أقيم فى مكان ريفى يسمح لى بوجود الخيل بجوارى لتؤنس وحدتى. أبحث عن صحبة. تكلفة العناية بالخيل واحدة. لخيل الكارو والخيل ذات الحسب والنسب. التى تنال ختم الجمعية الزراعية على رقبتها.

فى الجمعية الزراعية لا يُختم الحصان إلا إذا ثبت نسبه. من أمه ومن أبيه. للتأكد من أنه عربى أصيل. عرفت أخيرًا أنهم يرون فى هذا الختم تشويهًا للحصان وجماله. لأن الختم يتم بمكواة على رقبة الحصان. أشبه بالوشم بطريقته البدائية القديمة. الآن بدأوا يضعون شريحة «ميكروتشيب» فى رقبة الحصان. أصبحوا يستعينون أيضًا بالـDNA للتأكد من هذا النسب.

 
من هنا نرى أنه بالتطور الطبيعى للأشياء خلال سنوات قريبة جدًا ستنتهى قصة البطاقات الشخصية. سيكون لكل مولود شريحة توضع تحت جلده. تقول مَن هو؟. ومَن أبوه؟. ومَن أمه؟. وسنه وأصوله وكل ذلك. وتكون هذه الشريحة قابلة للإضافة أو الحذف أو التعديل. بحيث إذا غيّر عنوانه تتم إضافة العنوان الجديد. عمله ومهنته. الكثير من التفاصيل الورقية الآن ستختفى ويتم إلحاقها بالشريحة الإلكترونية.
 
الأمر ذاته سينطبق على بطاقات السفر. ستختفى الباسبورات وتكون من أمور الماضى. لأنه حتى إذا أخذت تأشيرة لدخول بلد معين فستضاف هذه التأشيرة إلى الشريحة الموجودة تحت الجلد.
 
زمن قادم ستتلاحق فيه الأنفاس. فالجديد سنراه أمامنا كل يوم. بل كل ساعة فى اليوم.
نقلا عن المصرى اليوم