د. مينا ملاك عازر 
يدهشني ذلك البله الإعلامي المساند لتونس والجزائر وقت أن كانتا تنافسان على الوصول للدور النهائي بكأس الأمم الأفريقية، وهذا مدهش لكونه غير منطقي بدل من الانكفاء على مصيبتنا ودراستها دراسة جادة وحلها حل جذري يجتث جذور الأزمة، قررنا الانشغال بالبله هذا وادعاء القومية العربية لمساندة وتشجيع العرب، مفهوم موالاة جماهير نادي الزمالك لتونس لأن أحد لاعبي ناديهم يمثلهم في فريق تونس كما أن لعبه حلو وكل من يشجع الكرة الحلوة ويحب فرجاني سايسي يشجع تونس لكن هذا أبداً لا يجعل الكل يمالئ الجزائر وتونس، ويدعمهما ويتمنى أن يكون النهائي عربي. 
 
الكارثة هنا كارثتين، أولهما أنهم يضربون بكل قواعد المنطق بأن السنغال أقوى من تونس برغم أن تونس والحق يقال قدمت مباراة قوية أمام السنغال، وكادت تتأهل بالفعل، والكارثة الثانية غير هذا التغافل الذي يؤسفني لحقيقة الأمور من فربق السنغال أن سببهم في دعمهم لتونس والجزائر أن كونهم عرب!
واسمحوا لي أن أتعجب عجباً ممزوجاً بالحصرة هل لبعد قومي نتغافل عن البعد القومي الآخر، فنحن لنا البعدين العربي والأفريقي، وحتى أحباءنا العرب الذين نساندهم لهم نفس البعد، ثم لماذا نغلب البعد العربي على البعد الأفريقي؟ لماذا هم الأقرب للوريد مع أنهم الأكثر خيانة لنا، وثورة وتمرد علينا وكره لنا، لماذا تنسون ما يفعلونه بنا حين نسافر لهم وننافسهم، وقد نافسناهم عدة مرات في السنوات الأخيرة، ونذكر كم كانوا حانقين علينا، ورافضين لتفوقنا، وانظروا لمعلقيهم الرياضيين، أنا لا أهيج الناس على أخواتنا العرب ولكن أنبهكم أنه لا داعي مطلقاً لدعمهم على حساب إخواننا أيضا الأفارقة، شجع كما تريد لكن لأسباب منطقية للكرة الحلوة، لأن أحد اللاعبين الذين نحبهم في الفريق هذا أو ذاك. 
 
أنا شخصياً كنت أتمنى أن تكون المواجهة بين تونس لأني أحب كرة البلايلي وساسي ونيجيريا لأنها بلد أومونيكي اللاعب العظيم الذي قلما نراه بين اللاعبين الأجانب الذين أتوا لمصر، فهل لديكم مانع على العموم اختار الله أن يغضبكم، نص بتأهل الجزائر ومواجهتها السنغال التي أتمنى أن تكسب لأن عمرها ما كسبت البطولة من قبل، ولعل هذا يزكي ماني للحصول على الكرة الذهبية أو أحسن لاعب في أفريقيا، فهو متضع وخلوق كما أنه وهو الأهم موهوب ويلعب بجماعية مع فريق جماعي صاحب لياقة بدينة عالية.
 
المختصر المفيد الكرة كرة، ولا داعي لدخول الجنس واللغة والقومية والدين فيها لألا تتلوث أكثر من تلوثها الذي لوثتمونه بها.