حمدي رزق
ما الرسالة التى تصدرها وزارة الأوقاف بعودة شيخ السلفية ياسر برهامى للخطابة فى مسجد «الخلفاء الراشدين» بمنطقة أبوسليمان بالإسكندرية، ولمدة شهر، فى شهر أغسطس تحديدًا؟!. وكأنه اختبار لبرهامى، إذا استقام فبها وكمّل، وإذا خالف التعليمات فليعد إلى داره معززا مكرما بعد أن يؤدى المهمة فى شهر، عجبًا إنهم يختبرون المختبر سلفا، هل جد جديد، هل تاب واعتذر عن فتاوى صدرت، برهامى هو برهامى ما الذى تغير وتحور؟!.

هذا الرجل مصنف عدوًا للمسيحيين وإن تجمل، وخطبه طائفية بامتياز وإن صلى وسلم، ومواقفه من إخوة الوطن مسجلة عليه بالصوت والصورة ومرفقة فى بلاغات إلى النائب العام، سوابقه فى ازدراء الأديان منعته من ارتقاء المنابر، لكنه يعود وبتصريح رسمى على طريقة «مستر إكس لا يموت أبدا».

أخشى هناك فى وزارة الأوقاف من كان هواه سلفيًا، لا يقوى على بقاء شيخه طويلا وبعيدا عن المنبر، اشتاق لظهوراته المنبرية على المنابر الرسمية فى إثبات وجود سلفى بامتياز على الساحة المصرية، وأخشى أكثر من سيطرة فكرة عدو الإخوان صديقى، برهامى صنفته الإخوان عدوًا، ولكن ليس بالضرورة صديقى، خطيرة هذه المعادلة إذا تحكمت، السلفيون كالإخوان، واستبدال أحدهما بالآخر لا يستقيم سياسيا بأية حال.

حك الأنوف يخلف ضيقا، والإصرار على ارتقاء برهامى المنبر وبتصريح رسمى يحمل توجها مقلقا، وعودة وجوه الفتنة كعبد الله رشدى وبرهامى يشى بخطورة بالغة على وحدة الصف الوطنى، ليس معنى أن برهامى ضد الإخوان مرحليا أن نصطحبه فى رحلة الوطن نحو المواطنة، هذا رجل لا يؤمن بالمواطنة، وعامل على الفتنة، وعناوينه تكفيرية بامتياز، ولا يتزحزح عن موقفه المعادى للمسيحيين، ولم يغادر مربعه قبلا، ولن يبارح موقفه مستقبلا، برهامى لم ولن يتغير، ويتحدى.

مديرية الأوقاف السكندرية، ذرًا للرماد فى العيون المفتحة على التمدد السلفى عبر البلاد، وضعت شروطًا لصعود برهامى المنبر، أشبه بالإجراءات الاحترازية، تصريح بالخطابة لمدة شهر، طبعًا حتى يخطب العيد، كيف يكون العيد عيدًا دون خطبة برهامى، على أن يلتزم بالخطبة الموحدة لوزارة الأوقاف، ومنهج الوزارة الأزهرى الأشعرى، وكأن المديرية تتحسب سلفا لما تخشى منه، طالما هناك خشية فلم العودة، صمت برهامى عبادة.

الأيادى المرتعشة فى وزارة الأوقاف تخشى السلفية، فتذهب إلى عودة برهامى بشروط وهمية موهومة متوهمة، المهم يصعد، ولكل حادث حديث، فتحظر على برهامى التطرق لأى أمور سياسية أو خلافية أو إصدار فتاوى فقهية. عجيب وغريب، إذا كان برهامى يمثل هكذا تهديدا متوقعا وتتحسب له الوزارة، فلمَ تصريح أصلا بالخطابة، لن تنقص الدعوة خطيبا، ولكنه إذا صعد المنبر فخطيب خطير، وإذا تمكن ربنا ما يوريك، على من يحضر العفريت أن يصرفه حالاً، قبل أن يتحول إلى شبح يضج مضاجعنا كل جمعة، استقيموا وطنيا يرحمكم الله.
نقلا عن المصرى اليوم