بقلم : د . مجدى شحاته 

يشهد التاريخ بأنه لا توجد امرأة على مر الزمان تنبأ عنها الانبياء وأهتم بها الكتاب المقدس مثل السيدة العذراء مريم .
 
ولاتوجد انسانة فى الوجود كله ، أحبها الناس مثل السيدة العذراء مريم . لذك تطوبها كل ألاجيال على مدى الازمان والعصور ، كما قالت هى بنفسها : " فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبنى " ( لو 1 : 48 ) .
 
القديسة العذراء مريم ، التى نالت التبجيل من الملاك جبرائيل عندما بشرها البشارة السارة وقال لها : " سلام لك أيتها المنعم عليها .الرب معك . مباركة أنت فى ألنساء " ( لو 1 : 28 ) .
 
هناك من المعجزات والاحداث لاحصر لها تؤكد ذلك .
 
وأعود بالذاكرة لأكثر من ثلاثين عاما عندما جاء لى زميلى فى العمل بجامعة الاسكندرية ( غير مسيحى ) انسان مهذب وعلى درجة عالية من النبل والاخلاق والكرم ، وأخرج من جيبه مظروفا ورقيا منتفخ بشكل واضح ، واخبرنى ان به مبلغا كبيرا من المال قيمة ( نذر) نذره للسيدة العذراء مريم التى كان يدعوها ويتشفع بها لتمد يد العون لوالده الذى كان يمر بضائقة ومشكلة مستعصية فى العمل هو برئ منها تماما ، وكان لابد من معجزة لأثبات براءته ..
 
. وكانت المعجزة واستجابت السيدة العذراء وتفضلت بحل المشكلة بطريقة اعجازية .
 
هنا طلبت من زميلى الاحتفاظ بالمظروف معه حتى الانتهاء من العمل .
بعدها ..
اصطحبته الى كنيسة السيدة العذراء مريم فى شارع محرم بك بالاسكندرية .. وأمام أيقونة العذراء المحاطة بالشموع المضيئة وقفنا بخشوع ولمحت ابتسامة رضا وشكرترتسم على وجه زميلى وصديقى وهو يضع النذر داخل صندوق النذور .
 
حادثة اخرى رائعة ، وقعت عندما كنت واقفا مع قدس ابونا القمص ايليا كاهن كنيسة العذراء مريم والقديس يوحنا الحبيب بجناكليس بالاسكندرية ومعنا أمين عام الخدمة والذى سيم كاهنا فيما بعد ، أبونا شنودة . واثناء تبادل أطراف الحديث عن أمور الخدمة أمام بوابة الكنيسة المطلة على الطريق العام ، أقبل نحونا رجلا وهو يهرول ممسكا بيده ورقة ( روشتة دواء ) تقدم و قبل الصليب ويد ابونا قائلا له : " زوجتى مريضة جدا والدكتور كتب لها هذا العلاج ..
 
. ثمن الدواء عشرة جنيهات وأنا لاأملك هذا المبلغ ، اتشفع لأم النور ان تمنح زوجتى الشفاء وأطمع فى كرم ام النور وأحصل على العشرة جنيهات لشراء الدواء لزوجتى المريضة ؟ " ( المبلغ يساوى أكثر من 500 جنيه فى وقتنا الحاضر ) ...
 
وراح ابونا يبحث فى جيوبه وحافظته عن المبلغ ، لكنه لم يجد المبلغ المطلوب ، وقال للرجل ممسكا بيده : " انتظر قليلا ربنا يدبر لك المطلوب ، ام النور هتتصرف .
 
. " ومجرد ان أنهى أبونا كلامه ، حتى أقبل نحونا رجلا بسيطا يرتدى جلبابا واقترب من ابونا ايليا وعلى وجهه ابتسامة هادئة وقال : " أنا اسمى محمد ..
. كان عندى مشكلة معقدة جدا ودعوت وطلبت ( ستنا مريم ) ان تتدخل لحل المشكلة ، وفعلا استجابت وتم حل المشكلة على أحسن وجه وهذا مبلغ عشرة جنيهات قيمة نذر كنت قد نذرته لستنا مريم أرجو ان تقبله وتضعه فى صندوق النذور !! " ابتسم ابونا وتناول الورقة ذات العشرة جنيهات من الرجل الطيب عم محمد وناولها لزوج السيدة 
 
المريضة الذى تهلل شاكرا الله والست العدرا على سرعة الاستجابة ، بينما وقفت أنا مع أمين الخدمة فى حالة من الذهول بلا حركة وكأن على رأسينا الطير !! بعدها دخلنا الكنيسة نصلى صلاة شكر وتمجيد للقديسة السيدة العذراء مريم المعينة لكل البشر .