حمدي رزق
رب ضارة نافعة، الانفجار المروع قبالة المعهد القومى للأورام سلط الضوء على هذا الصرح الطبى، الذى كان لفه النسيان تحت وطأة الحملات الإعلانية المكثفة لبعض المستشفيات الخيرية، التى حرمت المعهد ومثله كثير من المستشفيات المعتبرة من أى تبرعات تقيم أودها وتعينها على أداء مهمتها الطبية على أكمل وجه.

المعهد الذى يكمل عامه الخمسين، تأسس فى العام 1969، عاد إلى الحياة من قلب الانفجار، تصدر اهتمامات رئيس الوزراء، وكلف المقاولون العرب فوراً بإعماره بعد الانفجار، ولن يتأخر المهندس محسن صلاح، وزاره رئيس جامعة القاهرة، الدكتور الخشت، ليلاً بعد دقائق من الانفجار، باعتباره أحد الصروح الطبية لكلية طب جامعة القاهرة، عسى أن تنتج هذه الزيارات أثرا إيجابيا بعد إخماد النيران فى إخراج المعهد من زاوية النسيان وإعادته إلى الحياة.

الانفجار أيقظنا على حقيقة أن بين ظهرانينا معهدا بلغ من العمر نصف قرن، معهدا يخدم بالمجان، ويكافح غول السرطان، والله لو لقى هذا المعهد التعيس بعض العناية التى تلقاها بعض المستشفيات الاستثمارية لتحول إلى أهم معهد بحثى طبى فى الشرق، ولكن للأسف دوما ننسى الصروح العريقة فى غمرة انشغالنا بالمستجدات، دون خارطة وطنية تُعنى بنهضة طبية يمكن أن تؤسس على سلسلة من الصروح الطبية العريقة، التى تجاهد من أجل البقاء على قيد الحياة.

فرصة وسنحت أمام رئاسة جامعة القاهرة لإطلاق حملة وطنية للتبرع لإعمار معهد الأورام القومى على هامش احتفالية وطنية بمرور نصف قرن على تأسيس المعهد على يد الدكتور لطفى أبوالنصر، مؤسس المعهد وأول عميد له، ويقينًا ستجد مددا شعبيا من مقدرين لإنقاذ المعهد من آثار الانفجار، والأهم إنقاذ المعهد من آثار النسيان الذى ترك آثاره على الواجهات التى تطل بوجه كئيب على النيل.

يومًا ما لفت الرئيس السيسى نظر رئيس الوزراء الأسبق، إبراهيم محلب، إلى تدهور حالة معهد القلب بإمبابة، فدبت فيه الحياة، عاد إلى الحياة بعملية جراحية أشرف عليها محلب بنفسه، ولم يغادر المعهد حتى تم إعماره وتشغيله بالطاقة القصوى، لدينا صروح طبية عريقة ذات أساس متين، وخبرات طبية هائلة، وآمال وطموحات عظيمة، فقط تعانى انخفاضًا رهيبًا فى المعنويات جراء الإهمال، نسيناها.

إذا نُودى على إنقاذ معهد الأورام لن يتأخر طبيب واحد، ويقينى سيُهرع مقتدرون للتبرع، وكما تطوع المستشار الجليل عدلى منصور لحملة دعم مستشفى أطفال أبوالريش، يمكن أن يتطوع رمز مصرى مقدر لقيادة حملة إنقاذ معهد الأورام، تبرعًا لوجه الوطن.
نقلا عن المصرى اليوم