أعلنت روسيا أن حادث محاولة اعتقال رئيس قرغيزستان السابق ألمظ بيك أتامبايف التي كانت بدأت يوم الثلاثاء، شأنا داخليا وتأمل أن يتحلى الجميع بالعقلانية.

 
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في حديث إلى إذاعة "صدى موسكو" اليوم الخميس إلى أن سفارة موسكو في قرغيزستان أوصت المواطنين الروس بالابتعاد عن منطقة العملية إن كانت مستمرة.
 
وتابعت: "بودي أن أتمنى.. ليس بصفتي المتحدثة الرسمية، بل كشخص لديه أصدقاء ومعارف في قرغيزستان.. أن يتحلى الجميع بـالعقلانية والمسؤولية".
 
وعلى خلفية تصعيد الوضع في البلاد قرر الرئيس القرغيزي، سورونباي جينبيكوف، قطع إجازته والعودة إلى العاصمة، ليعلن لاحقا أنه سيعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن القومي صباح 8 أغسطس لبحث الحالة.
 
حملة اعتقال 
وكانت وكالة أنباء (قابار) الحكومية القيرغيزية، قالت يوم الأربعاء إن قوات خاصة تابعة للجنة الدولة للأمن الوطني في قيرغيزستان، تنفذ حاليا عملية لاعتقال رئيس البلاد السابق ألمظ بك أتامباييف.
 
وذكرت الوكالة نقلا عن الخدمة الصحفية الخاصة بلجنة الأمن الوطني، "هؤلاء الجنود يتسلحون فقط بالرصاص المطاطي. ويتواصل تنفيذ عملية الاعتقال في الوقت الراهن".
 
وأضافت الوكالة أن دوي إطلاق نار سُمِع في منزل أتامباييف بقرية كوي- تاش، وأن 12 شخصا على الأقل أصيبوا خلال الاشتباك.
 
وجاءت هذه التصريحات على خلفية المحاولة الفاشلة لقوات الأمن القرغيزية الليلة قبل الماضية اقتحام منزل رئيس البلاد السابق أتامبايف في بلدة كوي-تاش الواقعة على بعد 20 كلم عن العاصمة بشكيك، واعتقاله، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع حرسه، أسفر عن مقتل عنصر واحد من قوات الأمن، وإصابة 52 شخصا، من بينهم صحفي محلي.
 
سحب الثقة 
وسبق أن حرمت الحكومة القرغيزية أتامبايف من الحصانة كرئيس سابق، ليواجه مع عدد من أقرب المؤيدين له اتهامات جنائية، رفضها بشكل قاطع واعتبرها "مسيسة".
 
يذكر أن برلمان قرغيزستان كان يوم 27 يونيو الماضي لصالح حجب الحصانة عن أتامبايف وسحب صفة الرئيس السابق للبلاد منه، مما يتيح إمكانية محاسبته قضائيا في قضايا فساد عديدة اتهم بالتورط فيها خلال فترته الرئاسية في 2011-2017، فضلا عن اتهامه باغتصاب السلطة والإفراج غير الشرعي عن عزيز باتوكاييف، أحد زعماء العصابات الإجرامية في البلاد.
 
ووصف أتامبايف الاتهامات الموجهة إليه بـ"الهراء"، معتبرا أنه ضحية حملة اضطهاد سياسي بحقه من قبل السلطات الحالية لبلاده. وهدد باستخدام السلاح في حال حاولت السطات القبض عليه.
 
قتيل وإصابات
وأكدت وزارة الصحة القرغيزية مقتل أحد أفراد القوات الخاصة، وإصابة 35 شخصا خلال محاولة فاشلة لاقتحام منزل أتامبايف في بلدة "كوي-تاش"، واعتقاله.
 
وقالت الوزارة إن مختلف المستشفيات استقبلت 36 مصابا جراء مواجهات اندلعت بين القوات الخاصة ومناصرين للرئيس السابق، يقدر عددهم بـ200 شخص، يتواجدون في محيط منزله لحمايته.
وبين الجرحى 15 شخصا من عناصر الأمن أصيب بعضهم بطلقات نارية، وتوفي أحدهم لاحقا متأثرا بجراحه.
 
من جانبها، قالت لجنة الأمن القومي في قرغيزستان إن القوات الخاصة لم تستخدم النار خلال العملية، وإنما الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية فقط.
 
وكانت وسائل إعلام أفادت بأن أتامبايف تحصن في منزله ويرفض الاستسلام، ويطلق النار إلى رجال الأمن الذين اضطروا للانسحاب من موقع المواجهات بعد فشل المحاولة الأولى لاحتجاز أتامبايف. وبعد ذلك دفعت السلطات بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة للقيام بمحاولة اقتحام ثانية.  
 
بالمقابل، بدأ أنصار أتامبايف إقامة متاريس في الطرق المؤدية إلى منزله.