بحيري يشرح فكرة السند في رواية الأحاديث.. ويفكك بعض العقد
 
كتب - نعيم يوسف
تناول الباحث إسلام بحيري، في برنامجه "البوصلة"، المذاع على قناة "تين" الفضائية، مسألة فهم علم الحديث وفكرة السند المتبعة في رواية الأحاديث.
 
عقد معقدة
قال "بحيري"، إن هناك عقد معقدة ابتدعوها لكي يفهموا الشعب أن للدين علوم مغلقة، ويجب أن يعود الشعب لهم، لافتا إلى أن هناك أديان أخرى متفقين أنها علوم تخص فئة معينة، وجميعهم متفقون على ذلك ويحترمون الاتفاق، إلا أن الأديان تختلف، والإسلام لم يجعل هناك طبقة بعد النبي مختصة بفهم الدين، بل سعى أن تكون المسائل يسيرة جدا لا تحتاج إلى شرح.
 
رجأة أو حنيفة
وأضاف الباحث، أن "أبو حنيفة" كان جريئا وحارب تقديس التابعين (الذين رأوا الصحابة ولكن لم يروا الرسول نفسه)، وقال جملته الشهيرة "هم رجال ونحن رجال"، موضحا أنه لم يكن يعلم أنه سيأتي وقت يتم تقديسه هو نفسه.
 
أسباب سياسية
وتابع، أنه لأسباب سياسية، ولمصالح معينة تم عمل طبقة معينة مختصة بفهم الدين، لافتا إلى أن علم الحديث ينقسم إلى جزئين، أولهما السند، وثانيهما الرواية، موضحا أن الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين كان لهم "هيبة"، ولكن من جاء بعدهم كتبوا ما عرف بـ"مصنفات"، ومن كتبها أطلقوا عليهم "المصنف"، ومن أملاه هذا الكتاب أطلقوا عليه "شيخه"، ثم جاء جيل أطلقوا عليه "شيخ شيخ المصنف"، وهذا الشخص هو الذي رأى تابع التابعي رؤية عين، وسمع منه الحديث.
 
السلسال بين النظرية والتطبيق العملي
وشدد على أن هذا السلسال كان بطريقة نظرية، ولكن التطبيق العملي له ألم به "كوارث"، تحتاج إلى تحقيق، وحدث هناك اختلاف في طرق التلقي التي "أقروها لأنفسهم"، موضحا أن البخاري، ومسلم أكثر اثنين تحققا من الأحاديث التي نقلوها، والباقين تساهلوا في الشروط التي وضعوها.
 
شروط واختلافات
وأشار إلى أن أحمد بن حنبل، كان يقول إنه يأخذ من الضعفاء وحتى الكذابين والمدلسين، موضحا أنه تم عمل علم اسمه "علم الرجال" لكي يتم فحص السير الذاتية الخاصة برواه الأحاديث، لافتا إلى أنهم كانوا يقبلون رواية الحديث من الشخص المدلس بشروط.
 
وأوضح أن "البخاري"، و"مسلم"، وضعا لأنفسهم شرطا أصعب من الباقين، إلا أن هذا لا يعني أنه ليس بشرا، بل إن البخاري اختلف مع "مسلم" نفسه، حيث وضع شروطا لمن رآى الصحابي والتابعي، وشروط أخرى لمن لم يراهم، واختلف الاثنين حول أنهما لو سمعا من الشخص نفسه فيكتبون "حدثنا"، أو "حدثني"، ولكن إذا استمعا من أحد تلاميذه يكتبان بطريقة "العنعنة" -وهي تعني نقلا عن- وهناك مستوى أخر هو "قال"، أو "قيل" اتبعه البخاري.