كتبت – أماني موسى
شهدت منطقة كورنيش النيل أمام معهد الأورام بالمنيل، حالة من الهلع والذعر بعد انفجار، تردد أنه لسيارة كانت تسير عكس الاتجاه بعد اصطدامها بعدد من السيارات، وأسفر الحادث عن عشرات الضحايا والمصابين.. نورد بالسطور المقبلة أبرز القصص الإنسانية التي شهدها هذا الحادث المأساوي وترتيب الأحداث.
 
بعد وقوع الانفجار، هرول المرضى للهرب من جحيم النيران، بعضهم وهو يحمل المحاليل وآخرون أطفال تحملهم أمهاتهم وتهرب بهم من النيران، والبعض كانت ألسنة اللهب أسرع منهم فالتهمت أجسادهم.
 
هرولت سيارات الإطفاء والإسعاف لموقع الحادث، وأمرت نيابة السيدة زينب الجزئية بانتداب فريق من المعمل الجنائي لمكان الانفجار الذي حدث خارج معهد الأورام بكورنيش القصر العين، وذلك لإجراء المعاينة وأخذ عينات من مكان الحريق للوقوف على ما إذا كان هناك مواد متفجرة أو شبهة جنائية وراء الحادث. 

انتقل فريق من نيابة السيدة زينب برئاسة المستشار السيد محمد مدير النيابة، لمكان واقعة الحريق الهائل الذي شب منذ قليل بمحيط معهد الأورام.
 
تحويل مسار المرور والدفع بـ 15 سيارة مطافي وسيارات إسعاف
كما أجرت الإدارة العامة للمرور تحويل مسار السيارات أمام كورنيش القصر العيني بسبب الحادثة. فيما انتقل رجال الحماية المدنية بإشراف اللواء هاني جرجس مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة إلى مكان البلاغ. وعلى الفور تم الدفع بـ15 سيارة إطفاء بقيادة اللواء أسامة فاروق مدير الحماية المدنية.
 
الصحة: ارتفاع أعداد مصابي حادث معهد الأورام إلي ١٩ وفاة و ٣٠ مصابًا وكيس أشلاء و4 حالات حرجة
 
أعلن الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، ارتفاع أعداد مصابي حادث معهد الأورام إلي١٩ حالة وفاة، و ٣٠ مصابًا تم نقلهم إلي مستشفيات معهد ناصر، المنيرة، و القصر العيني، بالإضافة إلي وجود كيس أشلاء، موضحًا أنه تم الدفع بـ٤٢ سيارة إسعاف فور وقوع الحادث لنقل المصابين.   
 
وأوضح مجاهد أن هناك من ٣ إلي ٤ حالات حرجة موجودين بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر، وتنوعت باقي الإصابات ما بين كسور بسيطة إلي متوسطة، بالإضافة إلي وجود حالات حروق بدرجات مختلفة، وجروح قطعية في أماكن متفرقة بالجسم.   
 
إخلاء 54 حالة من معهد الأورام وتحويلهم لمستشفى معهد ناصر
أشار مجاهد إلي أن زايد وجهت بإخلاء ٥٤ حالة مرضية كانت محجوزة داخل المعهد القومي للأورام، وتحويل ٣٠ منهم إلي مستشفى معهد ناصر، ونقل الباقي إلي مستشفى دار السلام هرمل.
 
والدة حبيبة مريضة السرطان تروي تفاصيل حادث معهد الأورام
"ماما أنا عاوزة حاجاتي كانت على السرير".. "حاضر يابنتي بابا هيجي من كفر الشيخ، بس نشوف هنروح فين دلوقتي" هذا هو الحوار الذي دار بين الطفلة "حبيبة" 8 سنوات، المصابة بالسرطان مع والدتها، وهما يجلسان على رصيف الكورنيش بعدما هرولتا خارج معهد الأورام بعد سماع دوي انفجار في محيطه.
 
بحسبما أشارت صحيفة الوطن التي ألتقت حبيبة ووالدتها، قالت الأم: إحنا جايين من كفر الشيخ، بنتي حبيبة تعبانة، وكنا فى الدور الخامس بالمعهد علشان علاجها، ومرة واحدة كنا نايمين ولقينا الزجاج بيتكسر علينا، فأخدت بنتي ونزلت جري على السلم، واتصلت بأبوها وهو جاي من كفر الشيخ، قدامه 3 ساعات.
 
ثم جاء ضابط طلب منها الصعود إلى سيرة الإسعاف لنقلهم إلى مستشفى المنيرة بالسيدة زينب.
 
رجال الإسعاف يروون تفاصيل الساعات الصعبة
وروى رجال الإسعاف تفاصيل الساعات الصعبة لإنقاذ المرضى من جحيم النيران، ونقلهم إلى مستشفيات أخرى، مثل المبرة ومعهد ناصر ومستشفى دار السلام للأورام "هرمل".
قال محمد سعيد، أحد رجال الإسعاف بحسبما أشارت الوطن، نقلنا المصابين إلى المستشفيات، وحاولنا إنقاذ أكبر عدد من الضحايا والمصابين.
 
حاولنا ننقذ ونلحق أي روح من الموت والموضوع كبير ومكنتش أتخيله كده"
 
وأضاف رضا أحمد سليمان، أن الحالات التي تم نقلها إلى مستشفى هرمل، هم الأقل خطورة من غيرهم، أما الحالات الحرجة فذهبت إلى معهد ناصر والمنيرة، وشدد بقوله، "كنا بنحاول نغطي الحادثة كلها ونسعف كل المصابين ونلحق أي روح من الموت، الموضوع كبير ومكنتش أتخيله كده".
 
مأساة شقيقين يبحثان عن شقيقهما الأصغر "يارب يكون حي"
أبرزت صحيفة الوطن قصة شقيقين كانا يبحثان عن شقيقهما الأصغر، محمود، فعقب وقوع الانفجار اتصل الأخ الأصغر بشقيقه قائلاً: "لقينا محمود ميت يا عادل"، فصرخ الآخر قائلاً "أخويا يا رب.. أخويا يا رب".
 
فبعد وقوع الانفجار لم تقتصر الإصابات على المرضى والمارة بالشارع، بل العاملين بالمعهد أيضًا، وعلى الرصيف المقابل للمستشفى، اصطف الأهالي ينتظرون الكشف عن ضحايا الانفجار، فيما سيطرت حالة من البكاء والصراخ على البعض من الذين علموا بوجود ذويهم بين الضحايا أو المصابين.
 
كان من بين هؤلاء الشقيقين عادل ومحمد عبد الظاهر، اللذان يبحثان عن شقيقهم الثالث محمود عامل الأمن في المعهد، الذي لا يعرفون إن كان حيًا أو مصابًا أو من بين الضحايا.
 
وقال الشقيقان أن اسمه غير موجود بقائمة المتوفين أو المصابين، ومش عارفين نعمل إيه أو نروح فين، وانتقلا الشقيقان إلى المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها، وهناك تأكدا أنه ليس من المتوفين، خاصة بعد حالة الحزن التي سيطرت لوجود جثة تشبه شقيقهما، ولكن جاءهما اتصال "يا محمد استنى عمك بيقولي إن الجثة اللي لقيوها مش بتاعت محمود، مطلعش هو الحمد لله".
 
وإلى الآن لم يتأكدا من حالة شقيقهما، هل لقي حتفه أم أنه أحد المصابين.
 
"الإنقاذ النهري" تبحث عن جثث في المجرى المائي أمام معهد الأورام
كما قامت قوات الإنقاذ النهري ببدء عمليات البحث والتمشيط في المجرى المائي المقابل لمعهد الأورام، بحثًا عن جثث ضحايا في المياه، والتأكد من وجود جثث من عدمه.