مؤلف "الصفقة الحقيقة": تويتر سر فوزه بالرئاسة.. ويعمل بطريقة رجال الأعمال لهذا يهاجمه الساسة
"مصر ولادة"، ولأولادها بصمتهم في مختلف المجالات على مستوى العالم، فنجد المصريون يرفعون راية بلادهم عاليًا حيث حملوا عبق حضارتهم العريقة معهم للخارج، ومن هؤلاء تحدث اليوم السابع مع جورج سوريال، المصرى الذى عمل كبير مستشارى منظمة ترامب - الرئيس الأمريكى - منذ عام 2007، وتركها يونيو الماضي ليتفرغ لتأليف كتاب "الصفقة الحقيقة"، يتحدث من خلاله عن عمله مع الرئيس الأمريكى على مدار 13 عامًا، وحتى يتثنى له أخذ استراحة قبيل مشاركته معه فى حملته الانتخابية 2020.

وجورج سوريال، وأحدا من الشخصيات الرئيسية التى قادت حملة دونالد ترامب الانتخابية عقب إقالة كورى ليفاندوفسكى، مدير الحملة الأول فى يونيو 2016، وخلال عمله السنوت الماضية، تقلد سوريال العديد من المناصب والمهام الخاصة بمنظمة ترامب أبرزها الإجراءات القانونية فى أعمال الحفر الخاصة بمنتجع كبير بدأ "ترامب" فى إنشائه 28 أكتوبر 2009 فى ابردين في اسكتلندا، بتكلفة مليار جنيه استرلينى شمال أبردين، فى ظل رفض بعض السكان بيع منازلهم أو أراضيهم لترامب، وكان ممثلا له فى المحادثات.


منظمة دونالد ترامب العالمية كانت تداعبه على الملأ عبر صفحتها الرسمية على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، منها عبارة يجب إبقاء العين على جورج سوريال ويجب أن يحصل جورج سوريال على صفحة كاملة بمجلة "the big issue"، والده مصرى هاجر لإنجلترا ومن ثم لأمريكا، وقد حصل سوريال على شهادة الدراسة الثانوية من  مدرسة  Delbarton بمقاطعة موريس فى ولاية نيوجيرسى 1982 – 1986م، و قام بتدريس القانون بجامعة بوسطن للقانون.

منظمة ترامب تتحدث عن جورج سوريال

وحصل سوريال على العديد من الشهادات، منها الدكتوراه "JD" 1992 – 1995، وعلى ماجستير إدارة الأعمال  من كلية الإدارة بجامعة بوسطن - كلية الإدارة  1994 – 1996، وحصل أيضا على ماجستير في القانون (LL.M) من جامعة  سيتون هول للقانون 1997 – 1999، وحصل كذلك علي ليسانس الآداب من جامعة بوسطن، قسم الحضارة الكلاسيكية 1986 – 1990 م، وقبيل انضمام جورج سوريال لمنظمة ترامب، عمل مستشاراً بمنظمة " ديكوتيس- فيتزباتريك – كول- LLP "منذ نوفمبر 2001 – حتى ديسمبر 2006، كما انضم كعضو بشبكة سكوت العالمية ابتداءً من 2007، وإلى نص الحوار:

ما أسباب مغادرتك لمنظمة ترامب بعد أن كنت تعمل منذ عام 2007؟
بعد العمل فى منظمة ترامب لمدة 13 عامًا تقريبًا، حان الوقت للقيام بشىء آخر، خاصة أنى أصدرت كتابا جديدا يتحدث عن ترامب، يونيو الماضى،  لذا لم أستطع أيضًا الترويج لكتابى والبقاء فى منصب كبير مستشارى الامتثال لمنظمة ترامب، كما أننى أرغب أيضًا فى المشاركة فى حملة الرئيس ترامب الانتخابية عام 2020 ، لذا فإننى أحتاج إلى مزيد من الوقت للتركيز على هذه الأمور، وهو ما لم أستطع القيام به في وظيفة بدوام كامل، كما أننى أنشأت شركتى الاستشارية الخاصة،sorial consulting ، ولكني سأظل دائمًا على مقربة من الرئيس وأسرته، فهم جيدون جدًا.

جورج سوريال مع ترامب

ما النصيحة التى تقدمها لمن سيأتى بعدك فى منظمة ترامب، وهناك تقارير بأنها ستكون Gil Martin؟
جيل مارتن، ستقوم بعمل رائع، ونصيحتى لها أن تتبع قاعدة بسيطة وهى أن تكون صادقة ومثابرة، القليل من الصبر يساعد دائما! وليس لدى شك فى أنها على مستوى التحدى وستدير كل ما ستواجهة من قبل الديمقراطيون.
 
كتابك "الصفقة الحقيقية: عقدى فى قتال المعارك وكسب الحروب مع ترامب".. كيف بدأت فكرته؟ وما المواضيع الرئيسية التى يتناولها؟
لقد سئمت من رؤية الهجمات اليومية من قبل وسائل الإعلام الرئيسية المنحازة ضد ترامب وهي لا تعرفه جيدا، لقد كنت جالسًا معه بمكتبه فى البيت الأبيض، وقال إن الكثير من الناس يكتبون قصصًا عنه مزيفة ومضللة، وهناك من يجلس معه 30 دقيقة فقط، ليخرج ويدعى أنه يعرفه عن قرب، فاقترحت عليه وكنت أمزح قائلاً "عليّ أن أكتب كتابًا عنك"، فقال "نعم، أعتقد أن هذه فكرة رائعة؛ يمكنك أن تكون كاتب سيرتى" ومن هنا ولد كتاب "الصفقة الحقيقة" وهو مجموعة من القصص حول تجاربى مع ترامب، وتجارب العديد من الشخصيات من منظمة ترامب، وبه تفاصيل عديدة خاصة كيف يحاول خصوم ترامب جاهدين تدمير منظمته بطرق وتكتيكات جديدة منها قطع خطوط الهاتف، وإجراء حجوزات وهمية في فنادقها ثم يلغونها، إضافة لتهديدات الموظفين بسبب عملهم فى المنظمة، وهناك فصل يتحدث عن المحامى مايكل كوهين.

كتاب الصفقة الحقيقة

من خلال عملك مع ترامب 13 عامًا.. كيف ترى تقييم شخصيته؟
الرئيس ترامب شخص غير تقليدى، مجتهد، مبدع، مركّز، وعاطفى، ولديه هدف واحد فقط وهو جعل الولايات المتحدة قوة عالمية، وكنت أعمل معه عن كثب كل يوم، هو شخصية تركز على النجاح، ويعمل على الأرض ويسهل التعامل معه، وهو شخص مليئًا بسحر "العالم القديم" وكان دائمًا ما يجعل الناس من حوله يشعرون بالرضا، وهو يعمل بمنهج رجل الأعمال الفريد لحل المشكلات فى الحكومة.

كمواطن أمريكى كيف ترى إدارته للولايات المتحدة الأمريكية؟
كمواطن يمكننى أن أقول بصدق أنه قام بعمل هائل فى الاقتصاد والقضاء والجيش ويحرز تقدماً هائلاً فى التجارة العالمية، الولايات المتحدة تعود مرة أخرى كقوة عالمية عظمى وفى تحسن مستمر، لا أرى أى عيوب فى أى شيء قام به وأشعر بأن الوقت قد حان لأن يكون لدينا رئيس يضع أمريكا فى المرتبة الأولى عالميا.

ترامب يحارب ضد الصين وحلف الناتو وأوروبا وجيراننا الجنوبيين وحدودهم التى يسهل اختراقنا منها، إلى متى يمكن أن نستمر فى كوننا "بنك عالمى" ومسئولون عن حفظ السلام العالمى، لقد حان الوقت لأن نركز على قضايانا الخاصة، ليس لأننا يجب ألا نلعب دورًا قياديًا في العالم، ولكن لأننا نحتاج إلى الاعتناء بنا أولاً ومساعدة الآخرين فى المستقبل.


هل يسعى ترامب لخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى 2020 وإلى أى مدى ترى نجاحه مجددًا؟
سيكون رئيسا للولايات المتحدة مرة أخرى، وسوف يرشح نفسه، وذات مرة كنت أتناول العشاء معه ومع جميان بيتس - المشارك فى تأليف كتاب الصفقة الحقيقية - كنا نحن الثلاثة فقط وقال لنا إنه مستعد للمعركة المقبلة وهو يسعى لإعادة انتخابه مرة أخرى، نعم سوف يعاد انتخابه فى عام 2020 بناءً على سجله الذى حققه.

 
هناك العديد من التحفظات من مختلف البلدان فى استخدام ترامب لحسابه على تويتر، حيث يستخدمه للرد على المعارضين السياسيين أو وسائل الإعلام أو حتى شرح وجهة النظر الدولية.. ما هو تقييمك الشخصى لاستخدام التغريد ردًا على المعارضين؟

أعتقد أن استخدام تويتر له هو أحد الأسباب التى أدت إلى انتخابه، فهو يتيح له التواصل مباشرة مع الناس، بدون عوائق، قد يقول بعض الأشياء غير التقليدية ولكن الناس يحبون ذلك ويتعلقون برسالته اليومية، و Twitterأحد الأشياء التى جعلته فريدًا ومختلفا.

من خلال عملك وقربك من ترامب.. كيف يفكر ترامب؟ وكيف يتخذ قراراته؟
ذات مرة سُئل ترامب عن كيف حقق نجاحه؟.. لقد أعطى رداً بسيطاً، لكنى ما زلت أفكر فيه كثيرًا، فكانت إجابته: "أنظر حولى، وأرى ما يريده الناس وأعطيه لهم".. هذا شعاره "أعط الناس ما يريدونه"، وهو عكس ما يعتقده السياسيون الذين يدعون أنهم يعرفون جيدًا، وأنهم لا يحتاجون إلى الاستماع إلى الناس ولا يعترفون بأن الأمور ليست كما ينبغى، لكن ترامب يستمع جيدًا ويستعد للحديث عن بعض القضايا المثيرة للجدل إلى حد ما وتغيير موقفه إذا لزم الأمر للتأكد من تحقيق أفضل النتائج، فهو شجاع وليس مهتمًا بتعبئة الإجابات بلغة دبلوماسية متطورة لأنه يركز على إعطائك النتائج التى تريدها، وأنا أريد رجلاً يعطينى اقتصادًا قويًا، ونسبة بطالة منخفضة، وليس المفردات الدبلوماسية لإرضاء البعض.
 
وذات مرة حدثت أزمة كبرى فى أحد المشاريع، وكان انهيارًا كبيرًا آنذاك، اتصل بى ترامب وحدثنى بهدوء قائلا: "استرح والتقط أنفاسك، ثم قاتل مرة أخرى".. وهذه الكلمات كانت دعمًا كبيرا لنا فاستطعنا تكملة المشروع فكان مبدأه لا تستسلم أبدًا، قاتل، خذ كل خطوة صغيرة فى كل مرة وأنجز المهمة، وهذه هى الطريقة التى ينجز بها مهامه، وهكذا تحدى كل الصعاب فى الأعمال، وهكذا أصبح رئيسًا للولايات المتحدة.
 
 
سيتحدث الكتاب عن مايكل كوهين، المحامى السابق للرئيس ترامب، المتهم بانتهاك قانون تمويل الحملة والتهرب الضريبي ودفع سيدتين لصمتهما بعد تهديدهما خلال الحملة الرئاسية الأمريكية للكشف عن ترامب الجنسى العلاقة معهم.. ما تقييمك لهذه القضية؟ وما الأخطاء التي ارتكبها كوهين فى رأيك؟

مايكل كوهين لم يكن محاميًا كبيرًا فى منظمة ترامب، وكان شخصية مضحكة ورجل استعراض، ولم يكن مفاوضًا جيدًا، ولا محامًا جيدًا بشهادة الذين عملوا معه وذات مرة قال له ترامب: "مايكل، أنت لست دبلوماسيًا"، والأعمال القانونية التى عمل بها فى الشركة كانت رديئة وتحتاج لصياغتها مرة أخرى، إنه لم يدير حتى قسمه الخاص ولم يدير مشروعًا واحدًا فى العقد الذى عمل فيه مع منظمة ترامب، ولم يشارك فى جوهر أعمالنا، فهو كان مجرد ترس صغير فى العمل ويتم تجنبه، والجميع يعرف أنه يريد وظيفة في البيت الأبيض، حتى أصبح أضحوكة فى الشركة كلها، وحين بدى أنه ليس له دور بدلا من الابتعاد، أدار مايكل وجهه إلى الأيدى التى أطعمته، - عض الأيد اللى اتمدتله-  وافترض اتهامات وهمية ومبالغ فيها بمنظمة ترامب والعاملين فيها، أضرت بأشخاص عاديين وجيدين وصادقين يحاولون فقط كسب عيشهم في المنظمة، وأعلم جيدًا أن مايكل سيتم سجنه لأنه كذب على الكونجرس ولم يدفع ضرائبه وخدع المؤسسات المالية الممولة له أيضًا، وسيندم على أكاذيبه طوال حياته.

هناك اتهامات من الديمقراطيين لترامب بوجود تضارب فى المصالح بين ملكية ترامب لإمبراطورية تجارية ضخمة وهو رئيس للولايات المتحدة فى الوقت نفسه؟
لم يقم الديموقراطيون بعد بإثبات أى قضية وتجاهلوا التضحيات التى قدمتها المنظمة، لقد أوقفنا جميع الصفقات الجديدة ومضينا قدمًا ونفذنا برنامجًا قويًا للامتثال الضريبي، وترامب يريد أن يكون الرجل الذى يعيد أمريكا إلى مسارها وقوتها العالمية، وهو يعلم أنه يمكن أن يحدث فرقًا وأنه قادرًا على ذلك، لهذا السبب تخلى عن مقعده فى منظمة ترامب، ولهذا السبب وضعه الشعب الأمريكى فى البيت الأبيض، لم يكن الأمر يتعلق بمكاسب شخصية ومالية، والادعاءات السخيفة بأن شركاته تستفيد منه كرئيس هى هراء مطلق، فمنظمته تتخلى طوعًا عن أى مكسب من الحكومات الأجنبية وتظل المنظمة فى حالة ركود - طوعًا مرة أخرى - أثناء وجوده في البيت الأبيض، فلم تقم المنظمة بأى صفقات أجنبية جديدة حتى يغادر منصبه، على الرغم من أن التوسع الأجنبى كان العمود الفقرى لخطة المنظمة الاستراتيجية العشرية.

لديك جذور مصرية.. نود أن نقدم سردًا موجزًا لهجرة عائلتك إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وهل ستزور مصر يومًا ما؟
أنا أحب مصر! غادر والدى لمتابعة الدراسات الطبية في إنجلترا حيث قابل والدتى، لقد زرت مصر أكثر من 30 مرة وسأعود لزيارتها مجددًا، بمجرد أن تدخل مصر تتدخل فى قلبك ولن تتركها أبدًا، وأنا فخور جدًا بجذورى المصرية.

مصر تتحرك بثبات نحو المستقبل.. ما نصيحتك للرئيس عبد الفتاح السيسي لتكون مصر دولة رئيسية فى العالم؟
الرئيس السيسي زعيم قوي ويمثل مصر جيدًا، إنه يقوم بعمل هائل وأنا أعلم أن الرئيس ترامب يحترمه كثيرًا، ومصر تحتاج إلى البقاء على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة والغرب والقضاء على الأصولية، والتى يبدو أنها مشكلة مستمرة، ولكنى واثق من أن الرئيس السيسى سيواصل عمله بشكل جيد وآمل أن ألتقى به يومًا ما، وسيكون هذا شرفًا عظيمًا.