فى مثل هذا اليوم 3اغسطس 1815 م..

سامح جميل

منذ ان تبوأ محمد على حكم مصر فى 1805 وبدأ تفكيره فى تكوين وبناء جيش نظامى يعينه على تحقيق طموحه الكبير فى ان يجعل مصر دولة قوية،تستمد حدودها من خارج حدودها وليس من داخلها فقط..
 
ويروى عبد الرحمن الجبرتى فى "عجائب اﻵثار "..وعبد الرحمن الرافعى فى كتابه "عصر محمد على"ان جيش محمد على كان يضم اخلاطا من العناصر المفطورة على التمرد والفوضى يطلق عليها لفظة (باشبوزق)..اى الجنودغير النظاميين وهذا الجيش لم يكن جديرا اﻻعتماد عليه"..
 
اما المؤرخ خالد فهمى فى كتابة (كل رجال الباشا)..فيحكى عن تلك الحادثة انه فور عودة جيش طوسون من الحجازفى الحرب ضد الوهابيين قائلا :
"امر محمد على بتدريب فرقة من جنود ابنه اسماعيل باشا على النظام الحديث ووضع مبدأ تنظيمى لرواتبهم ونفقاتهم ..ويستطرد خالد فهمى ان هذه الفرقة كانت من اﻻلبان الذين ظلو يشكلون العمود الفقرى لقوة محمد على لفترة من الزمن ،ولم يكونوا قوة نظامية وكانوا يثورون عادة ثورات صغيرة فى شوارع القاهرة ،مطالبين برواتبهم او بالعودة الى بلادهم كما انهم أحتفظوا ببنيتهم القبلية ،ولذا لم تكن مكانة "محمد على "فى نظرهم تتجاوز" مكانة اﻻول بين
اﻻنداد" وبالتالى رفضوا اية محاولة منه لفرض اﻻنضباط عليهم..وصارح محمد على جنود الفرقة بانه سيعاقب من لم يذعن لهذا النظام ويتمرد عليه ولما عاد الى "شبرا" تذمر الجند من هذه اﻻوامر،وانتهزبعض رؤسائهم هذه الفرصة ليسعوا الى اﻻنقلاب ضده وخلعه وقتله ..
 
وكادت المؤامرة ان تنجح لوﻻ ان رؤسائها افضوا بتفاصيلها الى عابدين بك احد رؤساء اﻻلبان ،ظنا منهم انه سيوافق عليها لظروف المرض،الذى داهمه وهو فى الحجاز،وظل معه فى القاهرة..واجمع المتآمرون على تنفيذ خطتهم بمهاجمة محمد 
 
على فى قصره باﻻزبكية ولما علم محمد على بهذا السر ترك القصر وذهب الى القلعة فى منتصف الليل وتوافد المتآمرون الى اﻻزبكية وتبادلوا ىأطلاق النار مع حراس السراى ،وحين علموا بفشلهم خرجوا الى اﻻسواق فى مثل هذا اليوم 3 اغسطس
 
1815ينهبون الدكاكين والمتاجر ،وااعتدوا على اموال الناس وبضائعهم وطبقا للجبرتى فان محمد على لم يستطع تهدئة التجاروالعامة اﻻ باعادة ممتلكاتهم المسروقة ،اوتعويضهم عما دمر منها..وفشلت المحاولة فارجأ محمد على تنفيذ طموحه بتكوين
 
جيش جديد وفقا للاساليب الحديثة والعصرية وقتئذ ويقول خالد فهمى: ان محمد على قرر ان يتخلص من هؤﻻء اﻻلبان المتمردين بارسالهم الى حتفهم بالصحراء الغربية ففى سنوات صراعه مع الوهابيين والتى استمرت سبع سنوات ارسلهم موجة وراء اخرى ..ليلقواحتفهم فى الصحراء وليتخلص منهم عمليا.....!!