١- أصبح للإعلام تأثير بالغ، فى حياة الفرد، والأسرة، والمجتمع، بل إنه أصبح السلاح الحقيقى بين الدول، فى صراعاتها ومنافساتها، حتى إن سقوط الاتحاد السوفيتى كان ثمرة وصول الفضائيات إلى شبابه، ومقارنات أبنائه بين حياتهم الفقيرة، والحياة الغنية فى الغرب!.

2- ولقد اختلط الإعلام بالمعلومات، فصار تأثيره شاملاً ومضاعفًا. وأحيانًا متطرفًا أو منحرفًا، بحسب أصحاب هذه الوسائل حتى وصلت حد الانفلات والإثارة لأجيالنا الصاعدة.

3- لقد أصبحت وسائل الإعلام - فى عصر الاتصالات والمعلومات - ذات أثر خطير فى حياة أجيالنا الصاعدة، وبخاصة الأطفال والشباب. فهى الآن ليست فقط فى كل بيت، بل فى كل أنحاء العالم، وفى متناول الجميع، تقدم مادتها بالصوت والصورة، كما أنها تعمل 24 ساعة فى اليوم، وكل أيام الأسبوع، بلا هوادة ولا توقف، مع تطور إلكترونى جبار، جعل الحدث يعرفه الجميع فى نفس لحظة وقوعه.

وهنا نتساءل
1- ما هى وسائل الإعلام؟

2- وما تأثيراتها الإيجابية؟

3- وتأثيراتها السلبية؟

4- وطريقة التفاعل السليم معها؟

■ ■ ■

أولاً: ما هى وسائل الإعلام؟
ازدادت وتنوعت وسائل الإعلام، وبسرعة رهيبة، فقد كنا فى القديم، قبل نصف قرن من الزمن نطالع بعض الصحف، ونستمع إلى بعض محطات الإذاعة المصرية، ثم جاء الراديو «الترانزستور»، ثم التليفزيون (أبيض وأسود)، ثم الملون، ثم تعددت قنواته، ثم الفيديو (الذى فيه تختار ما تريده بنفسك)، ومع نهاية القرن العشرين حدث انقلاب كامل فى مفهوم التليفزيون، وظهرت القنوات الفضائية، ثم شبكة الإنترنت، ثم «التليفزيون التفاعلى»... إلخ.

وهذه بعض وسائل الإعلام التى كانت والمتاحة حاليًا:
1- الصحافة: ازداد عدد الصحف جدًا، القومية، والحزبية، والمستقلة.. وهذا جيد بالطبع.. وإن كان يحتاج إلى مزيد من الوقت لاستيعاب ما يكتب هنا وهناك. ولكن المشكلة الأصعب أن هناك صحفًا تدعى «الصفراء»، التى تقوم على نشر السلبيات، أو على احتواء بعض مقالاتها على أكبر قدر من الشتائم، وهدفها من كل ذلك مجرد الربح المادى، فالبعض - للأسف، ولأسباب نفسية - يحب أن «يتسلى» بهذه الكتابات. فإن ساء أحد ما نشر بخصوصه، وكتب ردًا وأرسله للجريدة، تسرع الجريدة بنشره، عملاً بحرية النشر، مما يؤدى إلى المزيد من التوزيع، بل إن البعض يعلق على التعليق، لمزيد من الردود... إلخ. هذه الحلقة المفرغة والفارغة، لاشك أن لها تأثيراتها السلبية على الناس، وبخاصة الأجيال الصاعدة.

2- الإذاعة: هى الوسيلة الأخرى، ولأنها مسموعة وليست مقروءة، فهى لا تخاطب شريحة المتعلمين فقط - كالصحافة - بل أيضًا شرائح أوسع من الشعب، حتى الأميين والبسطاء.

وهناك الآن محطات كثيرة جدًا تابعة لبلادنا، ما بين البرنامج العام، والموسيقى، وصوت العرب، والشباب والرياضة، والشرق الأوسط، وإذاعات الأقاليم... إلخ. وهى - والحمد لله - خاضعة لرعاية الدولة إلى حد كبير.

كما أن الإذاعات القادمة من خارج مصر، مثل الإذاعة البريطانية أو الأمريكية أو مونت كارلو أو الدول العربية أصبح لها روادها فى مصر، بسبب سرعتها فى إذاعة الأنباء، وتحليلاتها المدروسة والمفيدة، وما تقدمه من آراء متباينة وحوارات جادة.. ثم جاء الترانزستور فى الجيب والسيارة، لمزيد من الإعلام وبرامجه.

3- التليفزيون: بمفهومه القديم والجديد، كان ومازال أكبر عامل فى تربية أطفالنا وفتياننا وشبابنا.. فالصوت والصورة معًا.. والحركة السريعة المثيرة.. والتأثير الدرامى أو الكوميدى المعروض عليه.. والكم الهائل من القنوات المصرية والفضائية.. يستغرق وقتًا طويلاً من حياة الناس، لدرجة أن الإحصائيات تقول إن الشاب الذى يبلغ من العمر 18 سنة، يكون قد قضى 15.000 ساعة (خمس عشرة ألف ساعة) أمام التليفزيون. وهو تقدير معقول لو حسبنا أنه يقضى من ساعتين إلى ثلاث كل يوم أمام التليفزيون. وبذلك فالشخص الذى يبلغ من العمر 65 سنة، يكون قد قضى 7-9 سنوات كاملة من عمره أمام التليفزيون، حيث تزداد ساعات المشاهدة مع تقدم العمر.

4- الفيديو: وتنبع خطورته من غياب الرقابة، حيث كان يختار الشاب ما يريده من شرائط وأفلام، ويختار الوقت الذى يشاهدها فيه، بمفرده، دون رفقة أحد من الأسرة. وكان يمكنه لذلك مشاهدة أفلام مليئة بالإثارة، أو أفلام الـpornography الإباحية. وكانت تكمن خطورة الفيديو فى عنصر «الإرادة الشخصية».. والقدرة على الاختيار.. سواء كان اختيارًا إيجابيًا أم سلبيًا! وبالطبع إمكانية أن يتبادل الأشرطة مع أصدقائه، بحسب نوعيتهم، إن كانوا أصدقاء سوء، أو أصدقاء نعمة بناءة.

5- القنوات الفضائية: وقد أصبح الهواء مزدحمًا بها، وهى تبث برامجها من خلال الأقمار الصناعية، وخطورتها تنبع من الكثرة المذهلة، والدوام طول الليل والنهار، مع ضعف الرقابة، وأحيانًا تقديم مواد سيئة ومثيرة، جذبًا للمشاهدين، وبالتالى الحصول على إعلانات أكثر، وأرباح أكثر. كما أن خطورتها تنبع - على المستوى الجماعى - من استحالة تحجيمها أو تحديدها، فقد تساقطت كل الأسوار، وأصبحنا فى عصر «السماوات المفتوحة».. كل ما سبق كان فى الماضى! ولايزال.. ثم جاءت شبكة الإنترنت.

6- الإنترنت: وهى شبكة المعلومات الهائلة، التى تبلغ مواقعها بالمليارات، وهى مفتوحة على الدوام، وبحرية كاملة، وفى كل بقاع الدنيا.. وبالطبع فإن لها إيجابياتها وسلبياتها المؤثرة على أجيالنا (يتبع).
نقلا عن المصري اليوم