حتى لا يحرج الأمن

د. نجيب  جبرائيل
كثرت فى الآونة الأخيرة مشكلة اختفاء الفتيات المسيحيات سواء كن قصر ام بلغ حتى أصبحت ظاهرة وعندما تصبح المشكلة ظاهرة فيكون هناك خطر على المجتمع بأكمله مسيحيين ومسلمين وأجهزة حكومية فمنذ 2003 تقريبا ومن ظهورنا فى أول حلقة فى برنامج الحقيقة مع الأعلامى وائل الأبراشى وفجرنا هذه القضية أيام اختفاء ماريان وكرستين فى بلقاس " عقب البرنامج أتصل الرئيس الأسبق " حسنى مبارك بمقدم البرنامج وائل الابراشى وصدرت الأوامر وعادت الفتاتين فى أقل من 24 ساعة ومنذ هذا التاريخ هدأت الأمور لكن مالبست هذه المشكلة تظهر على السطح ولكن بكل شراسة والسبب فى ذلك هو فقام وزير الداخلية آنذاك اللواء حبيب العادلى بإلغاء ما يسمى بجلسات النصح والإرشاد وجلسات النصح والإرشاد كانت عبارة عن لجنة مكونة من رجل دين مسيحي وضابط أمن يعقد جلساتها شهريا فى مقر مدير الامن حيث يعرض عليه حالات إشهار الإسلام وكان رجل الدين يسدى النصح والإرشاد لطالب الإشهار ويمكن اذ تعقد هذه الجلسات لأكثر من جلسة ثم تعود بعد ذلك تهدأ الأمور اما بإصرار طالب او طالبة  إشهار الإسلام على رأية فتتم الإجراءات او يعدل عن طلبه وفى كلت الحالتين تهدأ أحوال الأسرة وتطمئن على بناتهم اى ليسوا بمخطوفين ولكن كانت الطامة الكبرى عقب الحادثة الشهيرة فى ابو المطامير وفاء قسطنطين زوجة القس حينما أشيع انها أشهرت إسلامها وتدخل كبار رجال الدولة فى هذا الموضوع وعلى رأسهم الدكتور مصطفى الفقى الذى كان وقتها مدير مكتب الرئيس مبارك للمعلومات وأحضر وفاء قسطنطين وأودعت فى  مبنى المكرسات بعين شمس أسبوع حتى تظهر الحقيقة ثم أعلنت وفاء قسطنطين انها لم تشهر أسلامها وذهبت الى نيابة عين شمس لتؤكد أنها مسيحية وولدت مسيحية وسوف تعيش وتموت مسيحية .

وفى هذا الوقت وكان لثورة الأقباط فى الكاتدرائية عقابا شديدا من حبيب العادلى وزير الداخلية بأن ألغى جلسات النصح والأرشاد عقابا للأقباط على المطالبة وإصرارهم على عودة وفاء قسطنطين رغم ان جلسات النصح والإرشاد وصادر بها قانون ولا يحق له إلغاء هذا القانون او وقف العمل به .

ومنذ هذا التاريخ أصبحت اختفاء الفتيات فى حكم المجهول حتى يبدأ تساؤلات كثيرة لدى أهليتهم ومن حقهم وبكل أمانة ان فتياتهم المخطوفين من قبل الجمعيات الشرعية وان هناك تشكيل منظم لخطف الفتيات المسيحيات ولا يمكن ان نسكت هؤلاء عن هذا الإحساس وطبعا دخل فى هذا الأمر الأمن لان أصابع الاتهام توجه من قبل هذه الأسر الى الأمن وانه السبب فى عدم كشف مصير بناتهم وأيضا لماذا لم يتم القبض على هذه الجماعات وأكثر من ذلك انه بعض المواقع حقيقية آم لا لست أعرف نشرت صورا لفتيات مسيحيات منتقبات او محجبات فور اختطافهم او اختفائهم وكشفت هذه المواقع عن أسماء شيوخ يقومون بهذا الأمر مما يسبب وقيعة كبيرة بين المسيحيين والأمن ويمكن أن تؤدى الى فتنة .

كل ذلك لتقاعس المسئولين عن إعادة جلسات النصح والإرشاد رغم وعود وزراء الداخلية السابقين بذلك ونحن نوجه الرسالة الآن للواء المحترم / محمود توفيق وزير الداخلية لعله يتدارك هذا الأمر الخطير ويعيد جلسات النصح والإرشاد حتى تهدأ قلوب الأمهات الباكيات الحزينات الملتهبات على بناتهن ولا أعتقد ا ن أي جهة تعارض في ذلك .

وأنا أناشد الأزهر الشريف أيضا أن لا يقبل ممن يتلاعب بالدين من أجل قصص حب وغراميات ممكن أن تقضى على الأخضر واليابس لمقدرات هذا الوطن .
 
القاهرة في 25 / 7  /2019

سفير النوايا الحسنة
 رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان
nagilco@gmail.com                                                                                                           
22030009-01006095627