بقلم : د . مجدى شحاته
نجح المنتخب الجزائرى من حصد لقب حامل " كأس الامم الافريقية " فى كرة القدم ، بعد فوزه على منتخب السنغال بتسجيل الهدف الوحيد بعد أقل من دقيقتين من بداية المباراة ، التى ضمت المنتخبين مساء يوم الجمعة الماضى فى استاد القاهرة الدولى فى المباراة النهائية للبطولة التى نظمتها مصر فى الفترة من 21 يونيو الى 19 يوليو الجارى . وبالرغم من خسارة المنتخب المصرى أمام منتخب جنوب افريقيا وخروجه المبكر من البطولة ، الا ان مصر استطاعت من خلال التنظيم المبهر للقمة الرياضية ، من تحقيق عدة انتصارات بالغة الاهمية فى أكثر من مجال ، عوضت الخسارة الرياضية التى لحقت بالمنتخب المصرى ، ولم يؤثر خروج مصر المبكر من البطولة بأى شكل من الاشكال ، بدءا من حفل الافتتاح المبهر وطوال كافة المباريات حتى الحفل الختامى الكبير ، وتصير البطولة الافريقية فخرا لمصر . 
 
من الجدير بالذكر ، انه بعد ان تم سحب تنظيم بطولة أمم أفريقيا للعام الحالى من دولة الكاميرون والتى كان من المقرر استضافتها للمرة الاولى منذ عام 1972 ، قررت مصر ان تخوض التحدى وتدخل المنافسة على تنظيم البطولة فى زمن قياسى . وأصبحت مصر أمام تحد كبيروتحملت المسئولية الضخمة لتنظيم هذه البطولة الافريقية الكبيرة منذ اللحظة الاولى بعد الحصول على ثقة المكتب التنفيذى للأتحاد الافريقى فى الثامن من شهر يناير من مطلع العام الحالى ، وذلك فى زمن قياسى صغيرغير مسبوق ، وهى البطولة الافريقية التى تعتبر التصنيف الثالث على مستوى العالم . ويرجع الفضل الاول للنجاح الباهر الى حققته مصر فى تنظيم البطولة ، الى حرص القيادة السياسة على توفير كافة عوامل النجاح للبطولة سواء من البنية التحتية من طرق وملاعب وفنادق وكذلك أمنيا واعلاميا وجماهيريا . لقد ظهرت الملاعب بصورة ممتازة تماثل تماما الملاعب الاوروبية فى أكثر من مدينة ، بجانب دعاية اعلامية راقية أدت الى تواجد وفود الجماهير العربية والافريقية فى مدرجات الملاعب بكثافة لمتابعة الحدث الرياضى الافريقى الهام فى ملحمة رياضية ابهرت العالم مع عدم حدوث أى خلل أمني ، ليشهد العالم ان مصر قد أستردت عافيتها بكل قوة سياسيا واقتصاديا وأمنيا ورياضيا ، واستطاعت مصر ان تصدر صورة ايجابية من خلال التنظيم الرائع للبطولة الرياضية ، لتؤكد للعالم قوة وصلابة بنيتها التحتية حتى فى المجال الرياضى ، وانها دولة قادرة كل القدرة على استضافة أى حدث رياضى آخر على المستوى العالمى . وقد أشاد العالم كله بهذا النجاح وبشهادة رئيس الاتحد الدولى لكرة القدم " فيفا " ورئيس الاتحاد الافريقى " كان " . الأمر الذى انعكس ايجابيا على توطيد العلاقات بين مصر والدول العربية والافريقبة وكذلك ايضا على القطاع السياحى بعد المشهد التاريخى والحضارى وتوفر الامن والاستقرار الذى ظهرت به مصر امام دول العالم خلال الحدث الرياضى الكبير . 
 
ومن تداعيات هذا النجاح الكبير ، فقد اتسعت ردود الافعال على قرار الاتحاد الافريقى لكرة القدم " كان " بأقامة الاحتفال السنوى الكبير لأختيار احسن لاعب وفريق افريقى فى مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الاحمر فى الاسبوع الاول من شهر يناير 2020 ، حيث يمثل هذا القرار الكثير من الدلالات أهمها الثقة الكاملة فى قدرة مصر على استضافة الفعاليات الرياضية العالمية كما تؤكد امكانية مصر الان التى أصبح لها ثقل كبير عربيا وأفريقيا وعالميا .