كتب – محرر الأقباط متحدون
قال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى، كيف يتخيل المسلمون الجنة من خلال آيات القرآن الكريم المبشرة الواصفة الشارحة للجنة، وأيضًا من خلال كتب السنة والسيرة عن حكايات ومرويات تكاد لا تُقَدّم الجنة فيها بشكل إلا يغرم رجلاً صحراويًا لم ير في الحياة إلا رمالها وصخورها وأغنامها.

الخطاب السلفي يلعب على وتر الحرمان حين يصف الجنة
وتابع، الخطاب السلفي يلعب ويتلاعب بوتر الحرمان حين يصف أو يقدم أوصاف الجنة، فنجد إسهابًا مطرفًا في وصف الملذات الجنسية والحسية لمن يرزق بالجنة ويذهب إليها، وفي أغلبها مميزات ومزايا حسية للذكر المسلم –على حد قوله-.

خطاب الجنة هذه هو من يشارك في صناعة الإرهابيين
وأضاف في برنامجه "مختلف عليه" المقدم عبر شاشة الحرة، وغالبًا ما يكون هذا الذكر وهو يسمع هذه الحكايا من الإسلاميين السلفيين إما مقموع مقهور، مكبوت، محبط، فيأتي هذا الخطاب ليلبي احتياجاته ومشاعره وغرائزه، وهذا الخطاب نفسه هو من يصنع ويشارك في صناعة الإرهابيين الذين يصبحون على استعداد لتفجير أنفسهم من أجل أن ينعموا بالاستمتاع بحور العين، ويحققوا ما عجزوا عن تحقيقه في الدنيا.

كيف تصور السلفيين الجنة؟
وشدد بقوله، أي مسلم يسمع لخطاب السلفيين وهم يحدثوه عن الجنة فيقولوا له أي شيء تعجز عنه جنسيًا أو تعجز أن تفعله جنسيًا سوف تجده في الجنة.. كيف تصوروا الجنة؟

كتاب حاد الأرواح لبلاد الأفراح به مشكلات كثيرة كبيرة
وأورد عيسى أجزاء من كتاب "حاد الأرواح لبلاد الأفراح" لابن القيم، تلميذ بن تيمية، بأنه يقصد ببلاد الأفراح الجنة والذي وصف فيه الجنة بشكل تفصيلي يفوق قدرة أي كاتب على الخيال.

وتابع، الكتاب به مشكلات كثيرة كبيرة، كأن يقول أن الله خلق الجنة ويفتحها بيده كل يوم خمس مرات، وكأن الله سبحانه وتعالى بواب على باب الجنة –أعوذ بالله-.

إبراهيم عيسى: هذا عبث
ثم يقول ابن القيم في كتابه "ويأتي محمد وأمته فيأتيهم الله عز وجل فيقول لهم ما بالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس، فيقولون أن لنا إلهًا ما رأيناه بعد، فيقول لهم الله "هل تعرفونه إن رأيتموه؟"، فيقولوا أن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه، فيقول لهم الله ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساقه فعند ذلك يخرون له سجدًا، وعلق عيسى بقوله هذا عبث كيف يصدق هذا الكلام؟

مضيفًا، أما عن موضوع الجنس، فالجنة تعني الجنس، والأنثى في الجنة تبلغ 33 سنة ليست صغيرة لا تتحمل الوطأ وليست كبيرة تزهد فيها النفس، وتساءل إبراهيم كيف تزهد النفس ونحن في الجنة؟

علاقة جنسية لا تنتهي
واستطرد، كما أورد ابن القيم في كتابه بأن العلاقة الجنسية في الجنة بين الرجل والمرأة لا تنتهي بالنشوة، كما أن هناك حور عين متواجدين الآن
بالجنة يرغبون ببعض الرجال من سكان الأرض، متساءلاً من أين أتى بهذا الكلام؟

ربنا يوعدنا بالجنة لكنني أشك كثيرًا أنها كما وصفها ابن القيم الجوزي، تشبع فيها رغبات المحرومين
معلقًا أن هذا الكلام يمكن أن يداعب البعض أو يعجبه أو يثيره، لكن الأكيد أنه يثير أيضًا تعليقات البعض ودهشتهم؟ مشددًا: لا يمكن أن تكون الجنة في تصورنا كما قدمها ابن القيم ابن جوزيه، جنة الجنس الحلال فقط، ولا يمكن أن تكون محملة بكل هذه التفاصيل الخيالية التي روجها البعض وثبتها ابن القيم وكأنها حقيقة بلاد الأفراح، ربنا يوعدنا بالجنة لكنني أشك كثيرًا أنها كما وصفها ابن القيم الجوزي، تشبع فيها رغبات المحرومين.

المعتزلة قالوا بأن الجنة والنار لم يخلقا بعد
وأوضح عيسى أن هؤلاء يقولون أنهم مستندين في تصورهم عن الجنة إلى القرآن الكريم، لكن الحقيقة أنهم يستندون إلى تفاسير وتأويلات ومرويات تشرح ما يتصوره فهمها من القرآن.

مشيرًا إلى أن المعتزلة قالوا بأن الجنة والنار لم يخلقا بعد، وذلك لأن الله تعالى قال كل من عليها فان، وهذا يعني أن هناك خلقًا جديد لِما بعد الحياة.

ابن تيمية قال بعدم أبدية النار
كما أن ابن تيمية في بعض كتاباته أشار إلى فناء النار، وأن العذاب فيها غير أبدي لأن الله رحمته واسعة.
لكن هل يجرأ أحد من مسلمي هذه الأيام أن يجتهد أو أن يقول بأن النار ستفنى أو اعترضت على نظرية أبدية العذاب، فحتمًا سيتم تكفيره على الفور.

الفرقة الناجية وحدها من ستدخل الجنة
وأشار إلى أن الخطاب الديني الآن يعاني من فكرة أن أي مخالف سيطرح من الجنة ويأخذ مقعده في النار فورًا، أي شخص من خارج الفرقة الناجية.

وأن الفرقة الناجية هي وحدها من تقرر من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار، شيء غريب عجيب رهيب، ليس الأمر خلافًا في أوصاف الجنة، بل قصة أنه لن يدخل الجنة سواهم.

د. عز الدين: كل الأديان تحكمها فكرة العالم الآخر
من جانبه قال د. عز الدين العلام، أن كل الأديان ترسخ لفكرة وجود الجنة والنار، فهي فكرة عامة تحكم الأديان، هناك عالمًا آخر، هناك مكافأة للمؤمنين ومجازاة للأشرار، ولكن تتفاوت درجاتها بين الأديان.