"من الحب ما قتل، الضرورات تبيح المحظورات، خفت عليهم من الفقر بعد الحبس، قتلتهم عشان مكانش في حد يهتم بيهم بعد ما اتحبس".. بهذه الكلمات بدأ الشاب الثلاثيني المنسوب إليه تهمة القتل العمد لزوجته وأولاده الأربعة، اعترافاته أمام جهات التحقيق، فيما نسب إليه من تهم.

"خالد ف" (35 عاما) مدرس لغة إنجليزية في معهد أزهري، تزوج قبل 13 عاما بـ"كريمة م" (33 عاما) شقيقة زوجة شقيقه الأكبر، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي بينهما، والخلافات بسيطة، وفي تلك الفترة سافر "الزوج" للعمل محفظ قرآن باللغة الإنجليزية ومدرس إنجليزي في دبي الإماراتية،.

خلال وجود الزوج في الإمارات، وتحديدا عقب زواجه بـ4 أعوام، بدأ جمع توظيف الأموال في دبي، كان يحصل عليها من شباب قريته في الفيوم، ويستأجر شقق سكنية ويؤجرها للمصريين العاملين في دبي، واستمر وضعه المادي جيدا حتى أنجب أولاده الأربعة أنس (11 عاما)، آية (8 أعوام)، منة (4 أعوام)، وتسنيم (عام ونصف العام).

قبل نحو شهر، خسر الزوج عدة مشروعات تجارية في قريته بالفيوم، وتراكمت عليه الديون حتى وصلت إلى مليون ونصف المليون، جمعهم من نحو 30 شخصا لتوظيفها وإعطائهم أرباح، إذ استأجر مزارع وافتتح مشروع "جيم"، لكنه مشروعاته انتهت بالخسارة وبدأ أصحاب الأموال مطاردته.

قال الأب في أثناء التحقيق معه أمام الجهات الأمنية والقضائية: "بقيت مطارد من الناس في القرية عندنا، بدأت ناس تهددني إنّهم هيقتلوا ولادي ويغتصبوا مراتي، فكرت في الانتحار وبعدين تراجعت، قلت لنفسي هموت كافر؟، حاولت أتخلص من مراتي وعيالي وادخل السجن، لأني بحبهم ومش عايز أسيبهم عشان هيعيشوا في فقر بعدي، فكرت أقتلهم 3 مرات وتراجعت، بحبهم مقدرش استغني عنهم".

واصل المتهم اعترافاته قائلا: "قلت مفيش غير الآثار اللي هتخلصني من الديون بتاعتي، عرفت من معارف ليا إنّ في بيت مليان آثار في البلد، رُحت عشان أحفر وأدور على الكنز، لقيت في خلافات وناس كتير عارفة قصة الكنز اللي تحت البيت، ومعرفتش اتصرف ازاي، أخدت مراتي وعيالي وسبت بيت أبويا وأجرت شقة بـ3500 جنيه في برج الملكة في ميدان المسلة بالفيوم".

وتابع الأب: "فضلت حوالي شهر في الشقة الجديدة، والناس بتطاردني عايزين الفلوس والدنيا بتسود في عيني، قلت خلاص هقتل مراتي وعيالي واتحبس واخلص من المشكلة دي، مش هقدر أبعد عنهم ولا أسيبهم يتبهدلوا بعدي ويعيشوا في الفقر، هما كمان ملهمش غيري".

توقف المتهم عن رواية تفاصيل جريمته، وتحدّث عن فرحته بمولوده الأول "أنس"، وعن حفظة للقرآن وتحفظيه للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، وعن حياته في دبي ومشروعاته التجارية التي خسرها في يوم وليلة، عن زوجته شريكة الكفاح معه منذ زواجهما قبل نحو 13 عاما، وعن النهاية الحزينة التي وصل إليها.

يروي المتهم تفاصيل النهاية الحزينة لجريمته، قائلا: "قررت أقتلهم، رُحت اشتريت ساطور بـ250 جنيه، قلت لصاحب المحل عايز ساطور تقيل عشان الخروف كبير، وفضلت مستني لحد ما الكل نام وخدت القرار، الساعة كانت 8 الصبح، دخلت أوضة النوم لقيت تسنيم الصغيرة نايمة في حضن مراتي، ضربت مراتي ضربتين وتسنيم ضربة ومحدش نطق، وقتلت الباقي، كله ما اخدش حوالي ربع ساعة في إيدي، وبعدين رُحت على القسم".

ما جاء على لسان المتهم سجلته جهات التحقيق التي جرت تحت إشراف المستشار يحيى الزارع المحامي العام الأول لنيابات الفيوم، وما جاء على لسان المتهم أكدته تحريات إدارة البحث الجنائي في الفيوم، تحت إشراف اللواء خالد شلبي مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، واللواء هيثم عطا مدير المباحث، واللواء رجب غراب رئيس مباحث المديرية، وتم اقتياد المتهم في حراسة أمنية مشددة أشرف عليها المقدم أحمد الهاين رئيس مباحث قسم شرطة الفيوم، والرائد أحمد عبدالحكم معاون المباحث، إلى مسرح الجريمة، بحضور محمد القاضي رئيس نيابة بندر الفيوم، وأحمد مرزوق وكيل أول النيابة، تحت إشراف المستشار يحيى الزارع المحامي العام الأول لنيابات الفيوم، ومثل المتهم الجريمة، وقررت النيابة حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة القتل العمد، ولا تزال التحقيقات مستمرة.