بقلم: محفوظ مكسيموس 

كان بطرس الرسول شخصية تحمل كل مظاهر النفس البشرية من ضعف و إندفاع و حب و عشق و قوة.
 
و تجلت كل هذة الملامح بقوة فيما ذكر عنه في الإنجيل .
 
فنري بطرس يخاطب السيد المسيح بكل ثقة وإيمان في أول لقاء يجمعهما ويقول للرب ( علي كلمتك ألقي الشبكة ) وفي هذة الكلمات العظيمة يتجلي إيمان بطرس العجيب و نظرا لهذا الإيمان تمتلئ شباكه بعد أن قضي طول الليل بلا ثمر.
 
وإذا تأملنا جيدا في سهرة بطرس الخاوية لرأينا أيضا جانبا مضيئا جدا وهو ( المثابرة ) فهو مقاتل لا يعرف اليأس ولا يؤمن بالإحباط فكان يستطيع الذهاب لمنزله و يستريح بدلا من أن يسهر الليل بطوله في عرض البحر ولكن نتيجة صبره و مثابرته و إصراره هنأ بطرس العظيم بلقاء الرب الذي لم يملأ شباكه فقط بالسمك بل غمر قلبه و أسره في رحابه .
 
عندما عرض الرب علي بطرس أن يترك الصيد و يتبعه لم يتردد بطرس ولو لحظة و كان متعسفا جدا في قرار مصيري وحياتي جدا ولكنه وضع يده ع المحراث ولم ينظر للوراء مطلقا. 
 
و بالنظر والتوقف في محطات بطرس المذكورة فقط في الإنجيل تراه محبا عاشقا للسيد المسيح ولا يخجل من أن يندفع و يصرح بحبه له جهرا وأحيانا أخري نراه متهورا في حبه لدرجة أن من شدة غيرته علي سيده إستل سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة.
 
و عندما ننظر لجانب الضعف في ساعة الإنكار أمام جارية ٣ مرات و بعدها يذرف دموعا حقيقية الندم ويتحول بطرس بعد حلول الروح القدس إلي بطرس الصخرة الموعود من فم الرب أن يبني كنيسته و أن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.
 
وبعد رحلة تبشيرية عظيمة وكفاح روحي لا مثيل له يرفض بطرس الناكر لسيده أمام جارية أن يصلب في وضع صلب سيده و يطلب من صالبيه أن يصلبوه منكس الرأس لأنه غير آهل لشرف صلبوت الرب وهنا تتجلي كل ملامح النفس البشرية بكافة محطاتها من ضعف و حب و إنكار وتحرر و تعب وإنكار ذات وأخيرا قمة الحب وبذل النفس .
 
عزيزي و عزيزتي الأصدقاء بطرس يمثلني ويمثلك .
 
بطرس هو النفس البشرية بكامل متناقضاتها .
 
بطرس المندفع هو بطرس الجسور . فلا تيأس ليس فقط في النطق الروحية فحسب بل أيضا في الحياة العملية والإجتماعية .
 
فعندما تري كسورك البشرية لا تجلد ذاتك ولا تحملها ما لا طاقة لها به . تريث و تذكر بطرس الذي يمثلنا جميعا.
 
وإذا خارت قواك و مكثت الليل كله بلا ثمر فلا تيأس ولا تتوقف فثابر علك تلتقي بالمحب في الهزيع الأخير من الليل .و إذا أنكرت فلا تقلق ولا تنزعج فهذة طبيعتنا البشرية ولكن أذرف دموعك و تشبث بالسيد و سيجعل منك صخرة ثانية . عزيزي و عزيزتي كلنا بطرس قبل حلول الروح فدعونا نتطلع أن نكون بطرس بعد حلول الروح القدس وأنا أعلم علم اليقين أن السيد لن يردنا فارغين