د. مينا ملاك عازر
غالبية الجمهور المصري يتابع بطولة كأس الأمم الأفريقية التي يدور رحاها على أرض استادات مصرية وبمشاهدة عالمية، لم يحدث بها المفاجأة المدوية بخروج فرق كبرى من البطولة، فحتى تونس التي كادت أن تودعها عادت في الرمق الأخير، واستطاعت أن تصبح ثاني مجموعتها أمام العملاق الموريتاني، ولكن المفاجأة الحقيقية تمثلت في تصدر مدغشقر المجموعة كمركز أول تتقدم على نيجيريا، وأما أعظم المفاجاءات تأثيراً فكان تأهل مصر بالعلامة الكاملة وكونها مفاجأة يرجع لما يلي:
 
بداية أن مستوى الفريق المصري ضعيف ويبدو أن اللاعبين يحاولون تنفيذ خطة لكنهم للأسف غير قادرين على تنفيذها، ضعاف الوعي التكتيكي، لا أعرف إن كان هذا عيب عام في اللاعب المصري أم أنه عدم قدرة المدرب على توصيل المعلومة أم قصر مدة المدرب ليستطيع توصيل المعلومة، وجعلهم قادرين على تنفيذ الخطة أم أن الخصوم كانوا قادرين على إفساد تلك الخطة، ولو كان السبب الأخير هو السبب فلنطرح سؤال إذن، ما هو دور مدرب المنتخب المصري في حال محاولات الخصوم في إفساد خطته؟
 
وما يزيد المفاجأة تعقيداً أن بهذا المستوى سالف الذكر والإشارة إليه أنه سيئ ورديء، تتأهل مصر وبالعلامة الكاملة في نجاح من رأيي أنه غير مستحق لا التأهل ولا التأهل بالعلامة الكاملة، فإن قبلنا التأهل فمن غير المعقول ولا العدل أن يكون تأهلها بالعلامة الكاملة بانتصار في ثلاث مبارايات من ثلاث مبارايات.
 
ظهر منتخبنا المصري عارياً أمام الضغط الأوغندي، ولولا ضربة ثابتة نفذها صلاح بإتقان لولا ما انفكت الدفاعات الأوغاندية، مهاجم المنتخب كان غائب غائب وليس غائب حاضر، فلا أحد يشعر بوجوده، ولا هو نفسه يدرك أنه موجود، فلم يضيع فرص، ولم يساهم في صنع فرص، وهكذا.
 
أكتب هذه الكلمات قبل انطلاق المواجهة مع جنوب أفريقيا، لا أتمنى أن تخسر مصر لكن أقلق من تنفيذ العدل إذا ما ظهرت مصر بالمستوى السابق، وظهرت جنوب أفريقيا أحسن من مستواها التي ظهرت فيه من قبل في دور المجموعات أظن حينها أن مصر ستودع البطولة على أرضها لا محيص، أما وإذا كان للرحمة الإلهية مكان فوق العدل، فحتى لو تفوقت جنوب أفريقيا كباقي الفرق التي لاقيناها ولعبنا بالمستوى الذي لعبنا به دور المجموعات، فالتأهل مضمون.
 
آخر القول، أن منتخبنا كان بحاجة للوقت ليحفظ ويستوعب خطة المدرب، كما أن خطة كهذه كان يجب أن يفهم المدرب أنه لا يستطع تحفيظها للاعبين في فترة قليلة التقوا فيها، خاصة وأنهم لا يلعبوا بمثلها في أنديتهم، فكان الاعتماد على الارتجالية والرجولة من بعض اللاعبين والمهارة الفردية من البعض الآخر، والأهم أننا بانتظار ظهور المتحرش ابن السلفي المسيء لبلده، والكاشف لضعف اتحاد الكرة بها، ولخيبة مدعي التدين.
 
المختصر المفيد يا رب سترك ورضاك.