حمدي رزق
وكتبت الفنانة رانيا يوسف على «تويتر»: «نعم لإسقاط الولاية بعد الـ18.. نعم لحرية المرأة.. نعم لنجاح المرأة.. نعم لاستقلال المرأة»، واختتمت تغريدتها بهاشتاج «إقرار إسقاط الولاية بعد الـ18»، ووضعت علم المملكة العربية السعودية.

وإذا فجأة تحولت التغريدة لوقود معركة نسوية مصرية- سعودية، رانيا حكّت أنف السعوديات، غضبن بشدة، وكتبت متابعة سعودية: «الشأن ليس شأنك! ومع ذلك فالمرأة السعودية لها حرية الفكر والاختيار، لها حرية الانطلاق وفقًا للضوابط الشرعية، التى تعرفها جيدًا وتحترمها، المرأة السعودية مصدر فخر واعتزاز ولا هى بحاجة لك ولأمثالك بأن يتدخل ويملى عليها شعارات».

رانيا يوسف باتت حالة مثيرة للقلاقل التويترية، ما إن تخرج من حفرة حتى تلقى بنفسها فى عرض الفضاء الإلكترونى، لا تتعلم الدرس أبدًا، ولّفت على إطلاق بالوناتها فى الهواء فيصوب عليها المغردون.

مصريًّا نزق رانيا بالكاد محتمل، غفر لها المغردون واقعة البطانة، وتم تجميد البلاغ فى النيابة، لعلها تثوب إلى رشدها، لكن هيهات، كيف تمرر واقعة «وردة» بدون تغريد، وكيف لا تشتبك مع وردة، وتطالب بقصف رقبته، إشمعنى وردة؟!.

عربيًّا، أرجو أن تتريث قليلًا، وتفكر كثيرًا، وتتروى قبل الاشتباك عربيًّا، العلاقات الشعبية العربية ليست بخير حال، والإحن والمحن والحزازات والمرارات، كما بلغ السيل الزبى، والمشرحة مش ناقصة تغريدة سيادتك فى شأن داخلى سعودى، كما تحترم خصوصية المرأة المصرية فى مجتمعها يستوجب احترام خصوصية المرأة السعودية فى مجتمعها.

لماذا حك الأنوف، لماذا دس الأنوف؟، فلنتجنب الخوض فى مسائل داخلية تخص شعوبًا صديقة وحبيبة، لا نحن بحال أفضل ولا هم بحال أسوأ، كلنا فى الهم عرب، والولاية فى السعودية تخص إخوتنا، خلينا فى الولاية المصرية، بلاش نصائح مجانية، وتحديدا من سيادتك، وأنتِ فى مرمى الهدف.

استفزاز الفضليات من سيدات المملكة ليس من الحكمة فى شىء، واستخدام علم المملكة فى تغريدات سيرتد وبالًا، الحروب العبثية فى الفضاء الإلكترونى لا تحكمها قواعد أو تحدها حدود ويؤمها مجهولون، تغريدة عبثية يمكن أن تشعل حربًا كلامية، معظم الحروب من مستصغر التغريدات.

وعليه كفى عبثيات، فكرى قليلًا تكسبى كثيرًا، وحذار، المتربصون بك كثر، والمتنمرون أكثر من الهمّ على القلب، غرّدى بعيدا عن الشؤون الداخلية فى البلاد العربية، الناس هناك حساسة، كما هنا حساسون.. واختصارًا، كتبت مغردة سعودية: «ما أدرى إيش لونك متفرغة لشؤون غيرك، وأنتِ مو خالصة، كل يوم بالمحاكم وقضايا أشكال ألوان؟!».
نقلا عن المصرى اليوم