لم يعلم أشرف حلمي، أن قراره بإجراء عملية طهارة لابنه الذي اصطحبه معه لأحد المراكز الصحية بمنطقة شبرا الخيمة للتطعيم، سينتهي بكارثة مأساوية، تتمثل في بتر العضو الذكري لنجله.

"أجرت الممرضة العملية للطفل داخل غرفة مكتوب عليها طوارئ، وبعد إجراء عملية الختان رأيت أنها ربطت العضو الذكري بشكل مبالغ فيه، لكنها طمأنتي وطلبت مني 150 جنيها ودفعتها دون إيصال وانصرفت"، بحسب أقوال والد الطفل لنيابة مركز قليوب.


وقال والد الطفل إنه لاحظ تألم نجله الشديد، فهاتف الممرضة فطلبت منه الحضور للمركز للغيار على الجرح، وبالفعل حضر ووجد أن عضو نجله التناسلي متورم، فقالت إنها أعطته عقارا لعلاج التورم داخل غرفة للتطعيمات بالمركز الطبي، واستمر الطفل يتألم لأكثر من 10 أيام واستمر الأب في ذهابه إلى الأطباء، غير أنه وصل لمستشفى معهد ناصر، وقال الأطباء للوالد إن ابنه في حالة سيئة ويحتاج لبتر العضو الذكري لانسداد مجرى البول.


وأعلن الدكتور مختار مهدي، أخصائي جراحة أطفال، وعضو الجمعية المصرية لجراحة عيوب مجرى البول والعضو الذكري في الأطفال، تبني حالة الطفل، بعدما تواصل مع برنامج "الجمعة في مصر"، عبر شاشة "MBC مصر".

بدورها، تواصلت "الوطن" مع الدكتور مختار مهدي، حيث أكد أنه تحدث مع والد الطفل الذي أبلغه اصطحابه "محمد" لمستشفى معهد ناصر وقام بمقابلة الدكتور وائل عياد، استشاري التجميل، حيث وصل العضو الذكري الخاص بالطفل لمرحلة الغرغرينا، وتعامل مع ذلك عبر تركيب "أسترة" للسماح بسريان البول.

وعن كيفية علاج حالة الطفل، قال مهدي: "طالما الخصيتين لم يتأثرا فالعلاج ستمثل في محاولة خلق جزء من الأنسجة بالعلاج الهرموني، الذي سيساعد في زيادة نمو الأنسجة مع الوقت، لكن الطفل بحاجة إلى عمليات أكبر في مراحل مختلفة للوصول إلى أقرب شكل للعضو".

وأوضح أن حالات كثيرة مشابهة لحالة الطفل محمد تصله بسبب العادات الخاطئة في عمليات الطهارة، مشيرا إلى أن من يُجري عملية الطهارة يجب أن يكون طبيبا متخصصا، والسبب في وصول حالة محمد إلى هذه الدرجة، عدم توجيه الممرصة النصح لوالده بالذهاب إلى مستشفى أو متخصص وربطت الجزء المصاب بالنزيف ما أدى لعدم وصول الدم للعضو الذكري.


وأشار مهدي إلى تدشينه حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعنوان "علشان طهارة صح للذكور"، وهي حملة توعية لمواجهة العادات الخاطئة المتعلقة بعمليات الطهارة في الوطن العربي والتي تزايدت فيها الأخطاء بنسبة كبيرة للغاية، بسبب قيام أشخاص غير متخصصين سواء في العيادات والموالد أو أطباء غير متخصصين في جراحة الأطفال بإجراء هذه العمليات التي تخرج بنتائج سلبية تؤثر على مستقبل أسر بأكملها وليس الطفل وحده.


واختتم مهدي حديثه لـ"الوطن": "طلبت من والد الطفل محمد أن يرسل لي صور الأشعة، وسأتواصل مع الدكتور وائل عياد للتنسيق، فحالة الطفل تحتاج إلى عدة تخصصات منها جراحة أطفال وطبيب تجميل وطبيب نفسي".