سليمان شفيق 
اسرائيل تخشي علي مستقبل صناعاتها العسكرية وصمت عربي
بدأت وزارة الدفاع التركية الجمعة بتسلم أول شحنة من منظومة الدفاع الروسية إس-400 المضادة للطائرات، وذلك على الرغم من التحذيرات الأمريكية المتكررة لأنقرة التي تطالبها بعد إتمام تلك الصفقة. وكانت واشنطن قد منحت تركيا مهلة حتى 31 يوليو الجاري للاختيار بين المنظومة الروسية أو المقاتلات الأمريكية إف-35 التي تريد أنقرة شرائها أيضا، وذلك وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان ، وقالت الوزارة: "تسلم أول شحنة من معدات منظومة الدفاع الجوي إس-400 بدأ في 12 يوليو. 
 
تحذيرات امريكية :
ويأتي هذا الإعلان غداة تحذير أمريكي جديد لأنقرة من شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس الثلاثاء أن "تركيا ستواجه عواقب حقيقية وسلبية إذا قبلت منظومة إس-400
 
ورفضت تركيا الأربعاء التهديد الأمريكي، داعية واشنطن إلى عدم اتخاذ تدابير من شأنها "الإضرار بالعلاقات" الثنائية. وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان "ندعو الطرف الأمريكي إلى عدم اتخاذ إجراءات مضرة تهدد الدبلوماسية والحوار وتضر بعلاقاتنا".
 
وتعارض الولايات المتحدة بشدة شراء تركيا لنظام إس-400، معتبرة أن الأنظمة الروسية تتعارض مع أنظمة حلف شمال الأطلسي الذي يضم تركيا. بالإضافة إلى ذلك، ترى واشنطن خطرا حقيقيا في إمكانية تمكن المشغلين الروس الذين سيدربون العسكريين الأتراك على منظومة إس-400 من كشف الأسرار التكنولوجية للمقاتلة الأمريكية الجديدة "إف-35"، التي تريد أنقرة شراءها أيضا.
 
أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم ثقته بأن واشنطن لن تفرض عقوبات على أنقرة على خلفية شرائها منظومة صواريخ روسية مثيرة للجدل، بعد تطمينات قال إنه تلقاها من نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة مجموعة العشرين.
 
وقال أردوغان خلال المؤتمرالصحفي الذي كان في مدينة أوساكا اليابانية حيث التقى ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين
."سمعنا منه أنه لن يحصل شيء من هذا القبيل"، في إشارة إلى العقوبات
 
وأكد أن تركيا والولايات المتحدة "شريكان استراتيجيان" لكنه قال أيضا "ليس لأحد أن يتدخل في سيادة تركيا"، بحسب "فرانس برس"."
 
وبرّر أردوغان صفقة شراء صواريخ إس-400 الروسية بعدم إبرام إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما صفقة بيع منظومة صواريخ "باتريوت" بسبب عدم موافقة الكونغرس حينها.
 
موقف حلف الناتو :
قال قائد في حلف شمال الأطلسي إن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان ونظيره التركي خلوصي أكار ما زالا على اتصال بشأن خطط أنقرة لشراء منظومة دفاعية جوية روسية، وقد يلتقيان خلال اجتماعات للحلف في بروكسل الأسبوع المقبل
 
وأكد الجنرال الأمريكي تود وولترز، أن العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ما زالت "قوية بشكل تام وإيجابي"، وذلك على الرغم من قرار واشنطن إلغاء بيع المقاتلات من طراز إف-35 لتركيا، إذا مضت قدما في شراء منظومة إس-400 الدفاعية الجوية الروسية، وفقا لـ"رويترز".
 
وقال وولترز في معرض باريس الجوي، "لن نضع هذين الشيئين في مكان واحد.. منظومة إس-400 وطائرات إف-35
 
وأضاف: "أعرف أنه سيكون هناك مواصلة للحوار للعمل على تفاصيل بين الوزير أكار والوزير شاناهان. في واقع الأمر قد تكون هناك فرصة للقاء الأسبوع المقبل خلال الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي".
 
وقالت تركيا حول العقوبات الأمريكية المحتملة: "إذا اتخذت الولايات المتحدة خطوات سلبية ضدنا فلدينا خطواتنا المضادة".
 
وشدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "عازمون على مواصلة صون استقلال الشعب التركي وحريته"، مؤكدا: "لن نتراجع إطلاقا عن منظومة إس-400 الروسية.
 
الموقف الاسرائيلي :
اكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الاسبوع الماضي ، إن الأزمة التي اندلعت بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب إصرار تركيا على شراء صواريخ نظام الدفاع المضاد للطائرات من من روسيا، يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى على إسرائيل.
 
ومن المنظور الإسرائيلي، يمكن أن تؤثر هذة الصفقة على الصناعات العسكرية الإسرائيلية وخطط المشتريات المستقبلية للقوات الجوية الإسرائيلية.
 
وتعهدت أنقرة بشراء 116 طائرة اف 35على الأقل، وتم تسليم أول طائرتين، تم تصنيعهما بواسطة شركة لوكهيد مارتن، إلى القوات الجوية التركية قبل عام تقريبًا. وحتى الاثنين الماضي، كان الطيارون الأتراك يتدربون على الطائرة في الولايات المتحدة.
 
ولكن في الأشهر الأخيرة، كانت التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن الصفقة ، والتي تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليار دولار، ومن المُقرر أن يتم تسليمها في يوليو .
 
وأوقفت الولايات المتحدة تدريب الطيارين الأتراك، في الولايات المتحدة، وقد تفكر أيضًا في فرض عقوبات واسعة على تركيا.
 
أما إسرائيل، التي كانت علاقاتها مع تركيا متوترة للغاية خلال العقد الماضي، لم تعلق علنًا على الأزمة
 
صحيفة "هآرتس" ترى أن إصرار تركيا على إبرام الصفقة الروسية على الرغم من تهديدات أمريكا من شأنه أن يضعه أنقرة، على الأقل جزئيًا، في المعسكر الروسي في الشرق الأوسط
 
وقالت الصحيفة إن إسرائيل لن تشعر بخيبة أمل كبيرة إذا أوقف الأمريكيون تزويد تركيا بطائرات حربية مُبتكرة، إذ أن العداء بين البلدين ليس سرًا، ومن الصعب التنبؤ كيف سيكون رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سيناريوهات مستقبلية، مثل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
 
وأضافت الصحيفة "من وجهة نظر إسرائيل، فإن وقف تزويد تركيا بالطائرات لن يكون تطورًا سيئًا".
 
كان من المقرر، بموجب اتفاق بين إسرائيل وتركيا، إنشاء مركز صيانة لمحركات اف 35 
وبالإضافة إلى ذلك، وقَّعت شركات تركية عدداً كبيراً من العقود لتكون بمثابة متعاقدين من الباطن (مقاولين فرعيين) في المشروع، كما حدث في إسرائيل؛ إذ تُمثِّل شركة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" المُصنِّع المتعاقد الداخلي لأجنحة المقاتلات الشبحية.
 
وفي حال أُلغيت تلك العقود بعد تعثُّر الصفقة بالكامل، سيُوجِد هذا فراغاً جاهزاً يمكن للشركات الإسرائيلية شَغله، بحسب هآرتس.
 
وقالت الصحيفة إن إسرائيل حاولت إرسال إشارات لجس النبض بين وزارة الدفاع الأمريكية، ووزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن إمكانية تجميع مجموعة من المقترحات لصفقات جديدة مع الشركات العسكرية الإسرائيلية.
 
وأضافت "قد تصل قيمة هذه العقود إلى مئات الملايين من الدولارات، ولو أنَّ تل أبيب لا يجب أن تستعجل بناء خططها قبل أن تتأكد من حصولها على تلك العقود فعلاً، كما أنَّ الرئيسين المعنيين بهذه القضية –ترامب وأردوغان- يصعب التنبؤ بتصرفاتهما".
 
وختمت "قد يُعاد النظر في القرارات بسبب التطورات المرتبطة بصورة غير مباشرة بإسرائيل، وقد تُؤخذ اعتبارات إضافية في الحسبان. وربما يتضمن القرار الجديد حزمة صفقات جديدة للصناعات العسكرية الإسرائيلية تمثل بموجبها تلك الشركات مقاولون من الباطن لأضخم وأغلى مشروعات التسليح في العالم
 
حتي الان لم نسمع اي تصريحات رسمية من اي دولة عربية خاصة دول الجوار التركي حول مخاطر الصفقة عليهم او اثر ذلك علي علاقاتهم بروسيا ؟