عرض/ سامية عياد
يسى عبد المسيح .. العالم القبطى الجليل الذى قدم للكنيسة ولأبنائها الكثير من وقته وجهده وفكره وعلمه فى مجال الدراسات القبطية الخصبة، فقدم أرثا ثمينا من الأبحاث والمقالات الجادة فى هذا المجال .. 
 
 القس باسيليوس صبحى راعى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون فى مقاله "دور اساتذة وخريجى الإكليريكية فى النهضة الحديثة " حدثنا عن اسهامات هذا العالم القبطى فى مجال الدراسات القبطية ، هو أول من وضع تعريفا للمصطلحات الليتورجية القبطية فكتب سلسلة مقالات عنها باللغة الإنجليزية ، كما وضع مقالا عن بعض الإبصاليات القبطية النادرة مثل مقالته عن إبصالية رومى يونانى عربى التى نشرها باللغتين العربية والإنجليزية ، ويعد أول من كتب عن علم دراسة تاريخ وأصول التسابيح والألحان القبطية وتبعه فى هذا العلم كثيرين على نفس منهجه العلمى فى البحث والدراسة ، كما أرخ للعديد من الطقوس الكنسية النابعة من أبحاثه المدققة وقد نشرت مقالاته جمعية مارمينا بالإسكندرية فى كتابين والتى ذكر فيها أن الرسل كانوا لا يقيمون ليتورجية إلا وهم صائمون ولا يجوز لأحد المؤمنين الدخول الى الكنيسة إلا وهو حافى القدمين وعارى الرأس ، تعليق أيقونات على جانبى باب الهيكل والذى عرف باسم حامل الإيقونات وقد شرع اليونان منذ ظهور بدعة محاربى الأيقونات فى القرن التاسع الميلادى وضع الصور على حجاب الهيكل وقد حذا حذوهم الأقباط ، وعن ترتيب تذكار قيامة الرب يسوع ذكر أنه لا يوجد فى كتب الكنيسة ما يدل على قفل باب الهيكل ولا إطفاء أنوار الكنيسة ويرجح أن الكنيسة اتخذتها من الكنيسة اليونانية.
 
فضلا عن ذلك نجد تعمقه فى دراسة الطقوس الشرقية المقارنة حيث تعرض أثناء دراسته للعديد من المقارنات الطقسية بين الطوائف والتقاليد الشرقية المتنوعة مثل زى رجال الإكليروس من أساقفة وكهنة ورهبان وشمامسة  ومدى تأثيرها وتأثرها بالشعوب المسيحية المحيطة بنا ، أيضا ابحاثه عن درجة الشمامسية فى الكنيسة القبطية ، وابحاثه عن اللوح المقدس عند القبط وصلاة تكريسه وما يقابله عند الكنائس الأخرى ، كما يعد العالم القبطى يسى عبد المسيح واحد من أهم المدافعين عن معتقد وآباء الكنيسة القبطية مثل القديس ديسقورس وغيره من آباء الكنيسة القبطية العظام ، ويتضح هذا من مقاله الذى نشره بعنوان "اعتقاد الكنيسة القبطية" ، وايضا ترجمته مختارات من أخبار الآباء الرهبان الذى تم جمعه فى كتالوج المخطوطات القبطية الذى طبع بمدينة لزبج الألمانية 1903 ، ايضا مقاله عن القديس كيرلس الكبير والأنبا ساويرس بن المقفع وغيرهم من أباء الكنيسة بمثابة شهادة قوية على محبة هذا العالم الفاضل لكنيسته ولآباءها العظام الى أن فارق الحياة فى 12 مايو 1959 عن عمر يناهز الستين عاما .
 
العالم يسى عبد المسيح حقا نموذج يحتذى به طلاب وأبناء المدرسة الإكليريكية فى مجال الدراسة الجادة والمتعمقة .......