رفع النظام الإيراني من درجة التوتر في المنطقة، ضاربا بعرض الحائط كل الجهود الدبلوماسية، خاصة الفرنسية، بعدما حاولت قوات الحرس الثوري السيطرة على ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، في حادث يأتي بعد ساعات على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تجاوزت نسبة تخصيب اليورانيوم المحددة وفق الاتفاق النووي.

وذكرت واشنطن، فجر الخميس، أن قوارب تابعة للحرس الثوري الإيراني، أخفقت في احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وفرّت بعد تلقّيها تحذيرًا من سفينة حربية بريطانية.
 
وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن 5 زوارق اقتربت من ناقلة نفط بريطانية، الأربعاء، في المضيق.
 
وأضاف أن الزوارق الإيرانية كانت طلبت من ناقلة النفط التوقف في المياه الإيرانية، لكنها انسحبت بعد أن تلقت تحذيرا من سفينة حربية بريطانية، بحسب وكالة "رويترز".
 
وهذا ثالث هجوم يستهدف ناقلات النفط العالمية في منطقة الخليج العربي وخليج عُمان، وفق واشنطن التي اتهمت نظام الملالي بالضلوع في هذه الهجمات.
 
وكانت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية قد نقلت عن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، قوله في وقت سابق إن احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق الأسبوع الماضي "لن يبقى دون رد".
 
وذكر باقري "احتجاز ناقلة النفط الإيرانية استنادا إلى حجج ملفقة.. لن يبقى دون رد، وعند الضرورة سترد طهران بالشكل المناسب".
 
وصعد مشاة البحرية الملكية البريطانية إلى السفينة "غريس 1" قبالة ساحل جبل طارق الخميس الماضي واحتجزوها بسبب اتهامات بخرقها لعقوبات الاتحاد الأوروبي بنقلها النفط إلى سوريا.
 
رفع مستوى التخصيب
 
وعلى صعيد الملف النووي، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الأربعاء، أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، بالرغم من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية.
 
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، قد قالت سابقا إن إيران تجاوزت حد النقاء المسموح به عند 3.67 في المئة.
 
وذكرت الوكالة، التي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يبلغ حاليا 213.5 كلغ، أي أنه يفوق الحد المسموح به في الاتفاق وهو 202.8 كلغ.
 
كما يزيد ذلك عن الحد الذي تحققت منه الوكالة في الأول من يوليو، وكان 205 كلغ، وقال 3 دبلوماسيين، إن الرقمين تم التحقق منهما، الثلاثاء، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
 
 جهود ماكرون
 
من جانبها، قالت إيران إنها "لن تتراجع" عن قرارها زيادة تخصيب اليورانيوم بما يفوق ما نص عليه الاتفاق النووي، بذريعة أنها تريد الحصول على "حقوقها الكاملة" بموجب الاتفاق، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشييتد برس".
 
وأتى التصعيد الإيراني، بالتزامن مع زيارة المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى طهران، حيث الرئيس الإيراني حسن روحاني وأجرى معه محادثات في إطار المساعي لإنقاذ الاتفاق النووي وتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.