في مثل هذا اليوم11 يوليو 1995م..

سامح جميل

مجزرة شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة. 
 
تعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
 
تم تحميل رادوفان كاراديتش الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. 
 
فيما لا يزال معظمهم متواري عن الأنظار وملاحقين من قبل الإنتربول وقوات الأمم المتحدة في البوسنة
كذلك اتهم أهالي الضحايا القوات الهولندية العاملة في نطاق قوات الأمم المتحدة بعدم الدفاع عن أهالي المدينة وتسليم من التجأ لثكنة هذه القوات لميليشا صرب البوسنة التي قتلتهم جميعاً لاحقاً...
 
مذبحة سربرنيتشا والمعروفة أيضا باسم الإبادة الجماعية في سربرينيتسا، تشير إلى تاريخ يوليو 1995 حيث قتل أكثر من 8000 مسلمرجل وطفل بوسني مسلم، داخل وحول مدينة سريبرينيتسا في البوسنة والهرسك، وحدات من قوات الدفاع في جيش جمهورية صربسكا تحت إمرة الجنرال راتكو ملاديتش خلال حرب البوسنة ، في أكبر عملية للقتل الجماعي ارتكبت في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
 
وحدات شبه عسكرية من جمهورية صربيا (1990-2006) المعروفة باسم العقارب (وحدات شبه عسكرية)، جزءا رسميا من وزارة الداخلية الصربية حتى عام 1991, كان لها اليد الطولى في اقتراف مذبحة وزعم أيضا أن المتطوعين الأجانب بما في ذلك يشمل متطوعي الحرس اليوناني قد شاركوا أيضا.
 
وفي أبريل 1993 كانت الأمم المتحدة قد أعلنت جيب سربرينيتسا المحاصر في وادي درينا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حماية الامم المتحدة. ولكنها فشلت في منع الاستيلاء على المدينة من قبل الصرب ولكن في 11يوليو 1995 القوة الأمم المتحدة للحماية ( قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام)، ممثلة على أرض الواقع من قبل الوحدات الهولندي المكونة من 400 جندي من جنود حفظ السلام لمنع جيش صرب البوسنة ومن ثم المجزرة اللاحقة المنظمة ضد الرجال في سن الخدمة العسكرية وغيرهم، وطرد باقى سكان الجيب الباقين على قيد الحياة.
 
في 2004، في قرار بالإجماع بشأن قضية "الإدعاء العام ضد كريستيتش" وغرفة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة)، التي تقع في لاهاي، قضت بأن المذبحة التي تعرض لها الذكور في الجيب يشكل أركان جريمة (الإبادة الجماعية والنقل القسري بين 25,000 الى 30,000 إمرأة بوسنية, تم العثور على أدلة أن الأطفال والمسنين الذين رافقوا المجزرة وجد أنه من قبل المحكمة الجنائية الدولية (المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة) مايدل على تأكيد نية الإبادة الجماعية لدى الأعضاء في هيئة الأركان الرئيسية لقوات جيش صرب البوسنة الذين خططوا للمجزرة. صرح تيودور ميرون، القاضي الذي يرأس الجلسة:
من خلال السعي للقضاء على جزء من المسلمين البوسنيين ، ارتكبت قوات صرب البوسنة جريمة الإبادة الجماعية. وقد استهدفوا إجتثاث 40,000 من مسلمي البوسنة الذين يقطنون سريبرينيتسا، وهي المجموعة البشرية التي كانت ترمز لمسلمي البوسنة على وجه العموم. إنهم قد إنتزعوا كل مسلم ذكر من السجناء، والعسكريين والمدنيين وكبار السن والشباب، من ممتلكاتهم الشخصية و أماكن إقامتهم ، وعمدا وبشكل منهجي تم قتلهم فقط على أساس هويتهم.
 
في فبراير 2007 في محكمة العدل الدولية (محكمة العدل الدولية) تم الإتفاق مع حكم المحكمة بأن الفظائع التي ارتكبت في سربرنيتشا تشكل إبادة جماعية، قائلا :
محققون أمريكان يعثرون على مقبرة جماعية تضم رفات جثامين رجال مسلمين سقطوا أثناء المذبحة.
 
استنتجت المحكمة أن الأفعال المرتكبة في سربرينيتسا التي تدخل في نطاق المادة الثانية (أ)» و «(ب) من الاتفاقية ارتكبت بقصد محدد لتدمير جزء من مجموعة من مسلمي البوسنة والهرسك على هذا النحو، وأنه تبعا لذلك كانت هذه أعمال الإبادة الجماعية، التي يرتكبها أفراد جيش صرب البوسنة في سريبرينيتسا وحولها في الفترة من 13 يوليو 1995 عن محكمة العدل الدولية 
 
محكمة العدل الدولية قضت بأنه لا جمهورية يوغسلافيا الاتحادية ولا صربيا الحديثة يكون مذنبا بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ، إلا أنه استبعد أيضا أن صربيا (1990-2006) "انتهكت الالتزام بمنع "جريمة الإبادة الجماعية ، ومفادها أن صربيا كانت متعاونة تعاونا كاملا مع المحكمة الجنائية الدولية بما في ذلك نقل الأفراد المتهمين بارتكاب الإبادة الجماعية إلى المحكمة الجنائية الدولية .
 
وأتهم راتكو ملاديتش من قبل المحكمة الجنائية الدولية ، وكان يشتبه في أنه يختبئ في صربيا أو في الكيان داخل البوسنة والهرسك المسمى جمهورية صربسكا
 
. وقد ألقي القبض على راتكو ملاديتش في 25 مايو 2011، وسوف يواجه محكمة جرائم الحرب في لاهاي .
 
وكانت غالبية القتلى من الرجال البالغين والمراهقين ولكن الضحايا شملوا الفتيان الذين تقل أعمارهم عن 15، والرجال الذين تزيد أعمارهم على 65 والنساء، وأطفال رضع عديدون.
 
القائمة الأولية للمفقودين أو قتلوا في سربرينيتسا التي جمعتها اللجنة الاتحادية البوسنية للمفقودين يحتوي على أسماء 8373 , نحو 500 منهم تحت سن 18, ويتضمن عدة عشرات من النساء والفتيات.
 
اعتبارا من مايو 2010، تم التعرف على عدد 6557 من ضحايا الإبادة الجماعية من خلال تحليل الحمض النووي لأجزاء الجسم التى تم إستخراجها من المقابر الجماعية وتم دفن الضحايا 4524 في نصب الإبادة الجماعية التذكارى في سريبرينيتسا..!!
 
المقبرة في النصب التذكاري ومقبرة الضحايا في سربرنيتشا-پوتوكاري