حمدي رزق
لو لنا فى الطيب نصيب، لرشحت المهندس إبراهيم محلب لرئاسة اتحاد الكرة على رأس قائمة وطنية محترمة، تضم كفاءات كروية محترفة ولها مصداقية لتعيد الاحترام للساحة الكروية، التى ضربتها الفوضى، وعصفت بها الشللية والمصلحية، وباتت غنيمة يتقاتل عليها الضباع.

لماذا محلب أو مثيله من رجالات مصر الأفاضل وهم كثر؟، لأن البناية الكروية أصابها صدع رهيب، ضربها زلزال، فإما إزالة من الجذر أو تنكيسًا من أعلى، وهذا يستوجب شخصية تتمتع بالشعبية والقوة والجرأة فى الحق وإرادة متحققة على الأرض، قامة يخشاها الأقزام الذين تطاولوا فى غفلة من الزمن فتوهموا حصانة ليست لهم.

كرة القدم فى كل دول العالم صناعة ضخمة، تدور فى فلكها المليارات، ويجرى على عشبها النجوم، وتمتلئ مدرجاتها بالجماهير، صناعة تجتذب استثمارات، وتدر أرباحًا، وتحقق بطولات تترجم بالمليارات مضافة للاقتصاد الوطنى، إلا عندنا سبوبة مسببة لأسباب ولأسماء بعينها صارت تحتكر صناعة القرار على مقاسها الضيق المحكوم بمصالح شخصية خنيقة.

كرة القدم فى مصر كالشاى والقهوة، مزاج المصريين، متعة البسطاء، لا يملكون من متع الحياة سوى ماتش كورة وفيلم أبيض وأسود، حتى هذه المتعة البسيطة احتكروها وسلّعوها وباعوها فى أسواق النخاسة الكروية، وأنفقوا عليها إنفاق مَن لا يخشى الفقر من دم الشعب، والحصاد صفر كبير يفكّرك بصفر المونديال الشهير.

كالماء والهواء، لذا يستوجب رعاية الزاد الكروى وتوفيره للمصريين، نِفسنا فى كرة قدم حقيقية، مَن يشاهد فريق مالى إفريقيًا وبيرو لاتينيًا واليابان آسيويًا، يحزن على حالنا، لن أُحدِّثك عن سقف العالم مباراة الأرجنتين والبرازيل هذا خيال، فقط لا تهددنا أوغندا وتستأسد على الفرعون المصرى العجوز فى عقر داره «استاد القاهرة».

لو استمرت نفس الوجوه أو مَن على شاكلتها تدير المنظومة، مَن يسخن على الخط ليس بأفضل ممن فى الملعب، كلهم سواء، من نفس الضلع الأعوج، لن تتغير النتيجة، انتظروا فضائح صاخبة فى تصفيات المونديال، تسْوَدّ لها الوجوه، وستعود ريما اللئيمة لعادتها القديمة، ودورى النقطة يصيبنا بالنقطة، وصراخ وخناقات وصفقات وعمولات وحوارات فارغة فى الهواء بحكى سقيم.

محلب لا تنقصه الخبرة الكروية قاد قبلًا قافلة المقاولون العرب كرويًا، والعمارة الكروية بُنيت فى زمن العشوائية، من العشوائيات التى تستوجب إزالتها، ورسم خريطة جديدة ببناية جديدة على بنية أساسية قانونية احترافية راسخة، لا تنقصنا الإمكانات ولا العقول ولا المواهب ولا الملاعب، نملك بنية أساسية كروية، فقط نحتاج إلى قيادة كروية نافذة القول، أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ؟.
نقلا عن المصرى اليوم