بقلم : ماجدة سيدهم
١ ٠٠ لما قولت إن البنات اللي اختفت ورجعت مهم جدا أنهم يطلعوا ويحكوا تجربتهم الأليمة بشجاعة .
 
اعترض البعض و تخوف حرصا على حياة البنت وأسرتها في مجتمع موبوء بالوضاعة وعدم الأمان ..ولهم العذر طبعا 
..
لكن الحكي وكشف الغموض مهم و مش عيب .. بالعكس يحسب للبنت شجاعة وقوة وعلى جميعنا نقدم الدعم والثقة والتشجيع لها ولأسرتها من غير انكسار ولا مذلة ولا تبادل اتهامات ومين السبب ..كلنا بنغلط واللي حصل حصل ..
 
لكن من حق المجتمع كله يعرف أيه اللي بيحصل من معاناة بالظبط .. دا غير إن في الحكي شفاء لمرارة كبيرة وكمان فضح العقليات الارهابية اللي عايشة بينا في نفس الوطن ..
 
مش حايكون أكتر من مرارة البنات الايزيديات واللي تعرضوا لأهوال الجهاديين .. ومع ذلك خرجت البنات اللي هربت وحكوا على الملأ وفضحوا تفاصيل كل شيء لهؤلاء المؤمنين بأفكارهم وتراثهم ومعتقداتهم بالعكس كسبوا احترام وتعاطف العالم كله ... فماتخافوش ولا تهابوا ابدا ولا تحطوا راسكوا في الأرض أبدا .. حتى بعض البنات اللي انضموا للتنظبمات دي برغبتهم هربوا وحكو تجربتهم من غير خجل ولا خوف...
 
طيب تستحملوا الكلام اللي حاقوله ..فيه مصطلح مبتذل ومنحط جدا منشر في مجتمعاتنا المؤمنة الي بتراعي ربنا أوي خصوصا طبقة السوقة .مصطلح.." عاوز ادوق القبطية " دي الطبقة اللي لا ليها لون ولا معنى.. مشردة فعلا .. لكنها في منتهى الخطورة.. طبقة الشوارع 
 
ولاز م نعرف أن مافيش ولا حالة قبطية اختفت واتجوزت حد محترم. لأن المحترم وابن الناس مش حايعمل كدا أبدا .كلهم من نفس الفئة الواقعة والضالة والسوقة دي.. 
ا
فيه حكاية عن حالة سمعتها من قرب وثقة منذ أكثر من عامين .. فتاة متواضعة اجتماعيا وتعليمها بسيط وقعت في غرام سمكري متزوج وعنده أولاد وعايش مع أمه واخواته (شوفتوا الهنا ) واتجوزته وانتقلت معاه لمدينتة ..
 
تلقائيا أصبحت خادمة العيلة كلها فكان بيقولها أثناء عملية الاغتصاب " سيدك مين يا... أنا ولا الصليب يا .." وفي حالة رفضها على إ قامة علاقة مع أي حد من ذكور العيلة المؤمنة والشريفة ..ماهو كله عاوز يدوق القبطية .. كانت الحماة تدس في مهبلها بالقوة بودرة الشطة. ..فهمتوا ولا لسه ( حاليا انتقلت الاسرة دي لمنطقة أخرى غير معلومة وانقطعت اخبار المسكينة )
 
أقو ل الكلام دا لعاشر مرة علشان كل بنت تفهم كويس أوي ان لو اتورطتي مع حد انتبهي وفوقي وأوعي تكملي حتى لو لو بيهددك بالفضيحة ..أنت كدا مش بتحمي نفسك ولا اسرتك انت بتدمري الباقي منك.. .. لأنك مش أكتر من نكاية وانتقام من المسيحين كلهم ومن الصليب اللي عاملهم هسهس في دماغهم كلهم بلا استثناء ..أنت باانسبة لهم حفلة اغتصاب مش أكتر ..فماتخافيش واحتمي في أسرتك وكنيستك قبل ماتروحي خالص.. صدقيني حايقفوا جنبك ..
 
٢..حاجة تانية ومهمة وهي ضرورة وجود برامج للتأهيل النفسي للبنات اللي رجعت ولأسرهم .. لأن البيوت دي بيحصل فيها شرخ كبير اللي هو العار أو الفضيخة وكسرة النفس أوالخوف من مواجهة المجتمع وطبعا المزيد من الانغلاق. ..فضروري جدا يكون فيه رعاية وتأهيل نفسي للبيت كله لتصحيح المفاهيم حتى يتقبلوا التجربة بوعي وتجاوزها بشجاعة من غير خوف ولا انعزال عن الحياة ..بلاش نموت أكتر من مرة ..الثقة بالنفس والاعتراف بالخطأ أول طريق للبداية الصحيحة والناجحة من جديد .. أظن اننا محتاجين نقف جنب بعض أوي. الفترة دي .