كتبت – أماني موسى
قال المخرج د. سمير سيف، أن السينما بالنسبة لي ليست وظيفة بل حياة، وأوضح أن المشهد السينمائي الحالي حدث له تغير بالآونة الأخيرة، بمفاهيم مختلفة وكأنه وقع فجوة بين جيلين، والتأقلم عليها يحتاج لبعض الوقت.

وأضاف في لقاءه مع الإعلامي يوسف الحسيني ببرنامج بصراحة، المقدم عبر إذاعة نجوم إف إم، أن الشخصيات السينمائية التي كانت ذو إنتاج متميز بدأت تتضاءل وأصبح أحمد زي الحج أحمد، وبدأت الشخصيات تشبه بعضها، وتضع اسم أي مخرج ويمشي الفيلم عادي، بينما قبلاً كان الفيلم يشير إلى شخصية مخرجه كأنك جلست معه، فحين تشاهد فيلم المومياء كأنك جلست مع شادي، وكذا أفلام يوسف شاهين، وحين تشاهد فيلم لحسن الإمام تشعر كأنك

جلسته معه، كأنك عرفت مخرجه، وكما يقول الفرنسيين الأسلوب هو الرجل، فهل نستطيع تطبيق هذا الكلام الآن؟

وتابع، مع تعدد أسماء المخرجين والتقدم التقني المرعب جعل من السهولة أن تصنع فيلمك، بمقدور أي شخص أن يصنع فيلمًا، بينما وقت كنا بالمعهد كنا نواجه صعوبات وقصة كبيرة تجتاح إلى جهد لكي تخرج فيلم متميز.

لكن يظل دائمًا السؤال من هو الذي وراء الأداة أو التكنولوجيا المستخدمة بصناعة السينما؟ وهذا ما نفتقده الآن.

وأشار إلى أن الدراسة بمعهد السينما لم تكن تعليم حرفة، بل خلق ذهني للمخرج، فكان يدرس لنا لويس عوض وآخرين من القمم الفنية، مما ساعد على خلق جيل من المخرجين أو الفنانين المثقفين بفنون الدراما وغيرها، ولكن بنظرة على نسبة كبيرة من العاملين الآن ستجد أنهم جاءوا من خلفية العمل بالإعلانات، وهذا جيد لكن أفقدهم أعمدة الدراما الفكرية، فبدأ الأمر يعتمد على الشكل البراق لكن جوة بقى مفيش حاجة.

وحول أسباب تداعي الفنون والسينما مؤخرًا، قال سيف: أن أحد أهم الأسباب في ذلك هو تغير أليات السوق، وتغير دورة رأس المال ومنافذ التوزيع والعرض، حيث أنها اتسعت جدًا ولم تعد مشاهدة الفيلم قاصرة على الذهاب للسينما بل عرضه بمنافذ أخرى بفضل التقنيات الحديثة.

كما أنه أصبحت القيمة الأولى بصناعة السينما هي الإنجاز وليس الإبداع أو التفكير، مشيرًا إلى أنه بالسابق كانت السينما هي القائد، ولكن الآن أصبحت تابع للتلفزيون الذي بات هو الأول، قائلاً: قديمًا كان بعض المخرجين يستحون العمل بالتلفزيون باعتبارها أعمال أقل فنية وابتكارية.
والآن أصبح هناك ورش للكتابة وليست كتابة إبداعية كما كان بالسابق.

واستطرد، هناك واقع فرضه التطور التكنولوجي ولا نستطيع أن ندير ظهورنا له.